فضل الرحمن جان قبيل ساعات من سفره إلى باكستان. الإمارات اليوم

باكستاني يلتقي أسرته بعد غياب 20 عاماً

تمكّن فضل الرحمن جان البالغ من العمر 58 عاماً، من رؤية أسرته في باكستان بعد انقطاع دام 20 عاماً، كان خلالها يقيم في الدولة ويعمل في مهن بسيطة، ولم تسمح له ظروفه المالية بالسفر خلال تلك المدة، وبات يخشى عدم تمكّنه من رؤية أسرته، بعدما أصيب بمرض السكري في السنوات الماضية، وأدت مضاعفاته إلى إصابته بضعف ملحوظ في الرؤية.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أخيراً، قصة معاناة جان، وتلقت عشرات المكالمات، التي أبدى أصحابها تعاطفهم معه، وأعرب عدد منهم عن استعداده لمساعدته مالياً، فيما تكفلت متبرعة مواطنة طلبت عدم الإشارة إلى اسمها بمصروفات سفره، وقدمت إليه مبلغاً من المال، في حين قدم متبرعون آخرون هدايا عينية إليه.

وغادر جان مطار الشارقة الدولي قبل يومين متجهاً إلى باكستان محمّلاً بالهدايا، ولم يتمالك نفسه من البكاء، وهو يتحدث لـ«الإمارات اليوم» عن سعادته باقتراب تحقّق حلمه برؤية أسرته، مشيراً إلى أنه غادر باكستان قبل 25 عاماً، تاركاً أسرته المكونة من زوجته وستة أطفال ثلاثة منهم إناث، وقال: «أصبحوا الآن شباباً وأصغرهم تجاوز الـ25 عاماً».

وكان جان يخشى أن يصاب بالعمى الكامل قبل أن يرى أسرته، فاتصل بـ«الإمارات اليوم» طالباً مساعدته في تحقيق حلمه، بعدما كان قد أوشك على فقد الأمل برؤية بناته وأبنائه، وقال: «لا أصدق أن ساعات قليلة تفصلني عن رؤيتهم». وأجرى جان جراحة في إحدى عينيه لعلاج مضاعفات ناتجة عن إصابته بالسكري والضغط.

وكان جان قد بدأ العمل في رأس الخيمة، في أحد كراجات تصليح المركبات في منطقة النخيل، ممتهناً صبغ السيارات. وقد سعى بجدّ طوال سنوات إلى تحسين دخله الذي كان متواضعاً للغاية، لكنه لم يتمكن. ولفت إلى أنه لم يتمكن من زيارة أسرته، طوال ثلاثة عقود، إلا مرة واحدة، قبل 20 عاماً تقريباً، وعذره في ذلك أن دخله لا يكفي لتغطية مصروفات زوجته وأبنائه الستة اليومية، فيما هو يرسل إليهم ما كان يحصل عليه.

وبدا جان منهكاً جسدياً حين قابلته «الإمارات اليوم»، وقال إنه لم يعد يحتمل الغياب عن أسرته أكثر من ذلك، خصوصاً أنه تقدّم في السن، ولم تحقق له مهنته شيئاً من أحلامه، بل فرضت عليه وضعاً مالياً سيئاً، وحرمته رؤية أطفاله، وهم يكبرون وينتقلون من مرحلة دراسية إلى أخرى.

وتابع «كان بناء منزل يشكل هاجساً مزعجاً يقلقني على الدوام، وهو أحد الأسباب التي دفعتني إلى الاغتراب، وقد أخبرتني الأسرة بأنه أوشك على الاكتمال، فصرت متشوقاً لرؤية ذلك البيت الذي أفنيت عمري من أجله، وتنقلت بين الكراجات باحثاً عن الأفضل».

الأكثر مشاركة