« الوطنية للانتخابات »: الدعايات وعرض البرامج خيار المرشّح

الظاهري يدعو المرشحين غير الجـــادين إلى الانسحاب من الانتخابات

مرشحون يعتمدون على الدعاية للوصول إلى الناخبين. تصوير: أشوك فيرما

اعتبر نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي السابق أحمد شبيب الظاهري، أن عدم طرح بعض المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، برامجهم الانتخابية حتى الآن، يظهر عدم جدية هؤلاء المرشحين، داعيا اياهم إلى الانسحاب.

ولاحظ ناخبون أن بعض المرشحين لانتخابات المجلس الوطني لم يعلنوا حتى الآن برامجهم الانتخابية، كما لم ينظموا أية حملات دعائية على الرغم من اقتراب نهاية الاسبوع الاول، على بدء الحملات، التي تستغرق 18 يوما، الامر الذي اثار دهشتهم، متسائلين عن الطريقة التي يمكن ان ينجح بها هؤلاء اذا لم يقدموا ما يقنع الناس بكفاءتهم.

ورأى الظاهري أن هذا الامر لا يساعد الناخبين على تحديد خياراتهم، كما لا يظهر جدية المرشح في الترشح.

ودعا الظاهري هؤلاء المرشحين إلى اتخاذ قرار نهائي بالاستمرار في الترشّح من عدمه، أي تقديم أنفسهم للناخبين، أو الانسحاب من الانتخابات لترك فرصة للآخرين من الإمارة نفسها لخوض المنافسة في ما بينهم.

وتمنى الظاهري من اللجنة الوطنية للانتخابات «النظر في مسألة تقييم المرشحين بناء على مدى جديتهم في الترشّح ونشاطهم في التعريف بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية، وذلك بإلغاء ترشّح من لم تثبت جديته في خوض الانتخابات وفق تقديرات اللجنة، بهدف إيصال الجادين الذين اجتهدوا في حملاتهم وأدوا الواجب على أكمل وجه في فترة الحملات، إلى يوم الاقتراع».

وزاد أنه «يتوجب النظر للعملية الانتخابية بإيجابية والتزام، وذلك بتطوير آليات الانتخابات حتى نصل لضوابط وعقوبات تحول دون استمرار المرّشحين غير الجادين وغير العمليين، وذلك لخلق ثقافة الالتزام بالنظام».

ورأى الظاهري أن «قرار انسحاب المرشّح الذي لا يملك برنامجاً انتخابياً يسهّل على الناخبين اختيار أفضل المتقدمين، فكلما قلّ عدد المرشحين كانت النتيجة على الاجماع الأكبر لمترشحين متميزين، حتى لا تتشتت الأصوات في ما بعد»، متسائلاً «ماذا ينتظر المرشّح حتى اليوم؟ خصوصاً أن فترة الدعايات الانتخابية قصيرة!».

واعتبر الظاهري أن «من الأمور التي يغفل عنها المرشح هي ثقافة التواصل مع بعضهم، والتنسيق على من يستمر بالحملات ومن ينسحب لأجل الآخر الذي يحظى بالإجماع من الناخبين، لمنحه فرصة الفوز».

فيما أكد الوكيل المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات، الدكتور سعيد الغفلي أن «الدعايات الانتخابية وعرض البرامج يبقى خيار المرشّح نفسه، واللجنة الوطنية للانتخابات لا تُلزم أي مرشّح بضرورة عرض برنامجه، على اعتبار أن الهدف المرجو من الدعايات يصّب في مصلحة المرشّح لكسب أصوات الناخبين من خلال اقناعهم ببرنامجه ورسالته التي يهدف لتحقيقها بعد الفوز».

وأوضح الغفلي أن «اللجنة الوطنية تشجّع المرشحين على إجراء الدعايات الانتخابية وتقديم برامجهم لأعضاء الهيئات الانتخابية، وذلك للإقناع من جهة، ومن جهة أخرى لتنشيط العملية الانتخابية واضفاء طابع الحماس عليها».

وأشار الغفلي إلى أنه «في جميع برلمانات العالم لا تنص اللوائح على إلغاء الترشّح في حال عدم تقديم برامج انتخابية للمرشحين لخوض الانتخابات».

يشار إلى أنه يجوز لعضو الهيئة الانتخابية الذي تقدّم بطلب ترشّح لعضوية المجلس الوطني أن يُعدل عن ترشحه (أي يسحب ترشحه)، وذلك بإخطار لجنة الإمارة التي يتبعها وفق النموذج المعدّ لذلك (طلب سحب الترشّح)، وذلك في موعد اقصاه يوم الأربعاء الموافق 21 من الشهر الجاري.

وتنص ضوابط الحملات الانتخابية على أن يلتزم المرشح في حملته الانتخابية بعرض برامجه الانتخابية في وسائل الاعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة وعقد ندوات ومؤتمرات صحافية، وفقاً للقواعد التي تحددها التعليمات والضوابط التي تضعها اللجنة الوطنية للانتخابات.

الاعتماد على المعارف

رأت المرشحة عايشة السويدي أن كثرة المرشحين لم يسمح بظهور اسماء معينة في ساحة المنافسة، مؤكدة «ضرورة أن يكون لكل شخص مُقدم على تجربة انتخابية برنامج ورسالة واضحان ومعلنان، يتوجه بهما لخدمة أفراد والمجتمع، وليس مجرد خوض تجربة وترك الصدفة تقرر في ما بعد الفوز أو الخسارة.

وأشارت السويدي إلى أن «عرض البرنامج يصّب في مصلحة المرشّح، فهو لن يحصل على تأييد وأصوات الناخبين إلا من خلال التعرّف إليه، وإن كان معتمداً على معارفه، فأعضاء الهيئة الانتخابية في دبي تجاوزوا الـ37 ألف عضو، بالتأكيد لن يعرفهم جميعاً، ولن يضمن تصويتهم له».

ولاحظ المرشّح عامر خان صاحب أن «بعض المرشحين ليسوا مستعدين للعملية الانتخابية، فمن لم يعرض برنامجه من ضمن الـ124 مرشّحاً في دبي يؤكد عدم جديته»، مشيراً إلى أن «إعداد موقع الكتروني للمرشّح لا يكفي ليضمن اطلاع الجميع عليه».

ورأى أن «الناخبين اليوم لديهم الوعي الكافي ليختاروا الأشخاص لأجل أفكارهم ومستوى كفاءاتهم وتلك لا تتضّح للناخب إلا من خلال الاطلاع على برامج المرشحين، ومناقشته لهم».

وقال المرشّح جمال بن كريشان إن «مرشحين بدؤوا في التواصل اجتماعياً مع الناخبين، وآخرين لم يفصحوا عن برامجهم معتمدين على دعم عدد كبير من معارفهم، علاوة على أن الطرق الدعائية الانتخابية جديدة على المجتمع الإماراتي».

ورأى أن» «بعض المرشحين من الطبقة الثرية استطاعوا الترويج لأنفسهم بشكل كبير، في جميع الوسـائل المطروحة، ما يؤثر في مرشحين آخرين قد يكونون أكثر كفاءة».

وقال محمد احمد علي وهو موظف في شركة خاصة، إنه لن ينتخب مرشحاً لا يعرف توجهاته أو برنامجه، متابعاً أن البرنامج يعطي فكرة عن الطريقة التي يفكر بها المرشح ومدى اهتمامه بالقضايا التي تشغل المواطنين.

وأفادت المواطنة (أم سعيد)، وهي ربة بيت، بأنها لاحظت تشابه البرامج الانتخابية بين المرشحين، لكنها مع ذلك لا تتصور ان تنتخب مرشحا لا تعرف برنامجه، الا اذا كان هذا المرشح يعتمد فقط على اصوات عائلته والمقربين منه.

تويتر