«كليبات» على «يوتيوب» لتعويض غياب التلفزيون

مـرشّحـون ينتقـدون دور القـنـــوات التلفزيونية في «الانتخابات»

تغطية القنوات المحلية اقتصرت على جوانب محددة من العملية الانتخــــــــــــــــــــــــــــــــــــابية. تصوير: إريك أرازاس

قال مرشحون لعضوية المجلس الوطني الاتحادي لـ«الإمارات اليوم»، إن الأيام التي مرّت منذ انطلاق حملاتهم الدعائية، عكست غيابا واضحا للإعلام المرئي عن العملية الانتخابية، إذ خلا معظم التلفزيونات المحلية من البرامج التي تتناول الحملات، والأفكار والمقترحات التي أعلنوا عنها، واقتصر دورها على أخبار اللجنة الوطنية للانتخابات، إضافة إلى بعض الأخبار التوعوية.

فيما قال مرشح إنه لجأ إلى موقع الفيديو «يوتيوب»، لتسجيل مقاطع فيديو يعلن برنامجه الانتخابي فيها.

وأكّد وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، الدكتور أنور محمد قرقاش في تصريحات صحافية باتحاد الكتاب في أبوظبي، وجود تقصير إعلامي، إذ قال إن «الإعلام المرئيّ لم يؤدّ دوره كما يجب حتى الآن، وكانت تغطياته دون المستوى»، مشيرا الى أنه «لم يواكب هذا الحدث الكبير».

وتفصيلا، قالت المرشحة روضة المنصوري إنها لم تتلق أيّ اتصال أو دعوة للحديث في الشأن الانتخابي على أي شاشة محلية، مؤكدة أن الدعوة الوحيدة التي تلقتها كانت من التلفزيون الفرنسي الذي استضافها لخمس دقائق لم يسمح لها خلالها بالحديث عن برنامجها الانتخابي أو تطلعاتها، بل كان الاهتمام منصبا على المرأة الإماراتية، ومدى حصولها على حريتها السياسية. كما لم يسمح لها بتوجيه الشكر للقيادة السياسية والحكومة، وهو ما أثار استياءها.

وتساءلت المنصوري عن سبب اختفاء الإعلام المرئيّ، وعدم أدائه دوره في توصيل صوت المرشحين إلى المواطنين، لمساعدتهم على الاختيار السليم.

وقالت إن غياب الإعلام المرئي هو السبب في اتجاه المرشحين إلى الإعلام الإلكتروني، لمحاولة توصيل أصواتهم إلى أكبر شريحة ممكنة، في ظلّ الارتفاع الجنوني في أسعار الإعلانات الصحافية، إذ وصل بعضها إلى ربع مليون درهم للإعلان الواحد.

وطالب المرشح سيف محمد جاسم بدور أكبر للإعلام المرئي في التعريف بالمرشحين، خصوصا الذين لم يحظوا بفرص مناسبة في الإعلام المقروء أو المسموع، بسبب استغلال شركات الدعاية والإعلان وارتفاع الأسعار، خصوصا أن هناك مرشحين متقاعدين أو موظفين بجهات حكومية وليست لديهم القدرة المالية على تنفيذ الحملات الانتخابية الكبيرة، مشيرا إلى أن الإعلام المرئي بعيد عن العملية الانتخابية، ولم يتفاعل معها كما ينبغي.

واقترح المرشح عبدالرحمن عبيد أن تستضيف كل قناة محلية في كل إمارة مرشحيها، لمناقشتهم بشكل منفرد أو مجموعات لعرض برامجهم، مؤكدا أن العدد ليس كبيرا جدا حتى تعزف القنوات المحلية عن استضافة المرشحين، خصوصا أن هناك عددا كافيا من القنوات المحلية.

وقال إن هذه المقابلات من شأنها أن تكشف عن البرامج الانتخابية غير الواقعية التي يتم الإعلان عنها، بما يتجاوز صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي التشريعية والرقابية.

ولفت إلى أن معظم المرشحين لجأوا إلى موقع الفيديو الشهير «يوتيوب»، لتسجيل مقاطع فيديو يعلنون من خلالها برامجهم ويعطون نبذات عن مؤهلاتهم وسيرهم الذاتية للتعريف بأنفسهم، في محاولة للتغلب على مشكلة تقاعس الإعلام المرئي عن التعريف بهم، علما بأن هناك فرقا شاسعا بين عدد متصفحي هذه المواقع وبين مشاهدي التلفزيون.

وأكّد المرشح سلطان حميد المنصوري أن الحملات الدعائية والتوعوية التي تم تنفيذها حتى الآن لم تؤت ثمارها على صعيد التعريف بالهيئات الانتخابية، وموعد الانتخابات، مشيرا إلى أن كثيرا من المواطـنين لايـزالون لا يعـلمون ما إذا كانـوا مسجلين بالهيئات الانتخابية أم لا، وهو ما يعني أن هناك نوعا من التقصير من جانب الإعلام عموما، والإعلام المرئيّ خصوصا.

واعتبر المرشح سالم بن هاشم العامري الشأن الانتخابي شأنا وطنيا في المقام الأول، وبالتالي يجب على كل تلفزيون محلي أن يقوم بدوره بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، لأن هناك اعتبارات أخرى أهم، مؤكدا أن قيام الإعلام المرئي بدوره في التعريف الحقيقي بالمرشحين، بعيدا عن الصور البراقة والشعارات الرنانة، سيساعد الناخبين على الاختيار السليم، والحصول، تاليا، على مجلس وطني قوي، يضم أعضاء يستطيعون تمثيل الدولة في المحافل البرلمانية الدولية.

وأوضح أن الدعاية المتمثلة في اللافتات والإعلانات والصور لن تكون معبرة بشكل كامل عن شخصية المرشح وقدراته، مضيفا أن الأخبار كافة يتلقاها عن طريق صحيفة «الإمارات اليوم»، وبعض الصحف اليومية الأخرى.

من جهته، قال مدير قناة أبوظبي إبراهيم الأحمد إن التلفزيونات المحلية لم تؤد دورها من ناحية تخصيص برامج متعلقة بالشأن الانتخابي، لكنها أدته كاملا من ناحية متابعة أخبار العملية الانتخابية، واللجنة الوطنية القائمة عليها.

وأضاف أنه كانت التغطيات لنشاط اللجنة مستمرة ومتواصلة.

وعزا السبب إلى قصر المدة منذ انطلاق الحملات الانتخابية في الرابع من سبتمبر الجاري، وتأخر معظم المرشحين عن الإعلان عن برامجهم.

وأكّد الأحمد أن تلفزيون أبوظبي قام خلال الفترة الماضية، من خلال الخطة التي تم وضعها لتغطية العملية الانتخابية، بمناقشة كثير من القضايا التي طرحها المرشحون، مثل التعليم والصحة والتوطين، وغيرها من القضايا التي تهمّ المجتمع، كما أتاح الفرصة لعدد كبير من المرشحين للتعبير عن آرائهم في هذه القضايا.

وكشف الأحمد عن قيام القناة خلال الأيام القليلة المقبلة بإذاعة برنامج يومي لمدة ساعة، طوال أسبوع كامل، حتى موعد إجراء الانتخابات، يناقش العملية الانتخابية عبر استضافة أكبر عدد من المرشحين، وأعضاء مجلس سابقين، ورؤساء لجان، ويستطلع رأي الشارع وأصحاب الشأن في هذا الموضوع.

تويتر