طالبوا بتشجيع الشباب على زيادة النسل بالعلاوات حفاظاً على التركيبة السكانية

استشاريون أسريون يحذّرون من عزوف مواطنين عن الإنجاب

استشاريون أسريون يطالبون المواطنين بعدم الاكتفاء بطفلين. تصوير: باتريك كاستيلو

أكد مواطنون حديثو الزواج رغبتهم في عدم الانجاب خلال السنوات الأولى من الزواج، وتأجيل هذه الخطوة بدافع تكوين انفسهم والاستمتاع بالسنوات الاولى من الزواج دون التزامات كثيرة، والتفرغ للعمل، بجانب انشغال معظم الزوجات بالدراسات العليا والترقي الوظيفي، فيما حذر استشاريون أسريون من هذه الظاهرة بين المواطنين، مطالبين صندوق الزواج بضرورة عمل محاضرات توعوية للمقبلين على الزواج بأهمية الانجاب في الحياة الزوجية، بالإضافة الى تشجيع الدولة الشباب على الانجاب، وزيادة النسل، للحفاظ على التركيبة السكانية.

تفصيلاً، أبدى شباب حديثو الزواج رغبتهم في تأجيل التفكير في الانجاب إلى ما بعد السنوات الاولى من الزواج، والاكتفاء بطفل أو اثنين على أكثر تقدير، حتى لا يتحملوا مسؤوليات كبيرة في تربية الأطفال.

وقال المواطن أحمد يونس، لـ«الإمارات اليوم» إنه تزوج في بداية العام الماضي، ولم ينجب حتى الان بناء على اتفاق مع زوجته التي تدرس في الجامعة وتنوي استكمال دراساتها العليا، مشيرا إلى انه وافق على طلبها بتأخير الانجاب، وقرر استغلال هذه الفترة في التركيز على عمله وبناء مستقبله.

فيما أفاد شاب آخر سالم المرزوقي بأنه اتفق مع زوجته على تأخير الانجاب بعض الوقت حتى يستمتعا بالسنوات الأولى للزواج قبل الانشغال بمسؤولية الأطفال، مؤكدا أنه قرار صائب لحديثي الزواج لأنه يسمح بانسجام الزوجين ومعرفة طباع بعضهما دون ضغوط اسرية.

وأضاف المرزوقي أن قرار تأخير الانجاب منتشر بين معظم المتزوجين حديثاً، نظرا لتغير الظروف والانفتاح على العالم، خصوصاً أن معظم الزوجات متعلمات وعاملات ولديهن طموح علمي ووظيفي يسعين إلى تحقيقه قبل الانشغال بإنجاب وتربية الأطفال.

وأكد شاب ثالث يوسف ناصر، أن الفكر السائد حاليا بين المتزوجين أو المقبلين على الزواج هو الاكتفاء بطفل واحد أو اثنين على الاكثر، حتى يستطيع الزوجان تربيتهما، والاعتناء بهما، لافتاً إلى أن ارتفاع كلـفة الحـياة هو السبب في نشر هذه الافكار والتخلي عن فكرة العائلة الكبيرة.

من ناحية أخرى، أكد استشاريون اسريون، متعاملون مع صندوق الزواج، حرمة قطع النسل والامتناع عن الإنجاب، لمخالفته القاعدة الشرعية، موضحين أن تحديد النسل يعني الاتفاق على عدد معين من الأولاد، أما تنظيم النسل هو عدم الولادة إلا بعد أن يتم رضاع من يرضع، مطالبين بضرورة تغيير فكرة أن الاسرة المثالية تتكون من طفل أو طفلين فقط، والعمل على تشجيع الشباب على زيادة النسل بحصول أي متزوج ينجب الطفل الأول على 1000 درهم، علاوة شهرية، والثاني 2000 درهم، وهكذا.

وقال المحاضر في صندوق الزواج، عبدالعزيز الحمادي، إن قطع النسل محرم على عكس تنظيم النسل، فهو جائز شرعاً، مشيراً الى ضرورة ترك مسافة عامين أو ثلاثة بين كل طفل.

وأوضح أن القاعدة الشرعية تحث على التكاثر والانجاب، وفقا لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، وفي حديث شريف آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تناكحوا تناسلوا تكثروا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة».

وأرجع الحمادي ظاهرة تنظيم الأسرة وتأخير الإنجاب بين الشباب الإماراتي، إلى الخوف من الفقر، والانفتاح على الغرب بصورة كبيرة، ومحاولة تقليد الشباب الغربي في مسألة الحياة بحرية ودون مسؤوليات كثيرة، داعياً إلى «العودة لديننا وقيمنا التي تحث على الحصانة وتكوين أسر مفيدة للمجتمع والدولة، تحافظ على الهوية الوطنية».

فيما قالت المحاضرة في صندوق الزواج، عائشة الحويدي، إن تحديد عدد الأولاد يخضع لقرار الزوجين وامكاناتهما الصحية والمالية، حتى يستطيعا تربية الأطفال في بيئة جيدة، لأن الهدف من الزواج والانجاب هو تكوين أسرة صالحة، ومفيدة للمجتمع والدولة.

وتابعت أن التكاثر ضرورة، والدين يشجع على ذلك، ولكن بشرط ان يقوم الوالدان بواجباتهما تجاه ابنائهما، وعدم التنصل منها مستقبلا، بحيث يتحول الانجاب من نعمة إلى نقمة.

وشدد مقدم في وزارة الداخلية، أحمد علي الخزيمي، على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والتركيبة السكانية للدولة، والتي تعد من أهم القضايا التي يؤدي صندوق الزواج دوراً مهماً فيها، والتركيز على تربية النشأ تربية صالحة، بما يضمن إفراز أجيال مؤهلة منذ الصغر لبناء أسر قوية ومستقرة.

تويتر