معظمهن ينتمين إلى أسر غير متكافئة وأمّهات أجنبيات
« الشؤون »: 90٪ من الجانحات متورّطات في قضايا اجتماعية
كشف مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية حسين الشواب، أن 90٪ من الفتيات الأحداث اللاتي أودعن دُور التربية الاجتماعية خلال الأعوام الماضية، متورطات في قضايا تتصل بالخروج على السلوك الاجتماعي، مضيفاً أن الإهمال الأسري، وافتقاد القدوة الاجتماعية، والزواج من أجنبيات، أهم الأسباب وراء ذلك.
وحذّر الشواب من أن غياب الرقابة الأسرية، في ظلّ التطورات التقنية والفضاء الواسع، وهيمنة العولمة وما تروّجه من أنماط فكرية وحياتية جديدة وثقافات مختلفة، يسهّل انحراف الفتيات في سنّ المراهقة، داعياً الأسر إلى التحسب لهذا الوضع، واتخاذ دور فعليّ في التوجيه والتنشئة الاجتماعية السليمة، والعمل على ترسيخ الثقافة الاجتماعية القويمة في أذهان الأبناء.
وأشار إلى ضرورة مراعاة الفتيات في هذه السنّ الحرجة، واحتوائهن بالحنان والرعاية، ملمّحاً إلى أن ذلك يحتاج إلى نوع من الجدية في التعامل معهن، ومراقبتهن بطريقة لا تتحول إلى شكل من الضغط المباشر عليهن، حتى لا يبحثن عن ملجأ نفسي خارج المنزل.
وشرح الشواب أن نقص الرعاية والحنان والعاطفة يدفع الفتيات للبحث عن الإشباع العاطفي خارج المنزل، ما يجعلهن فريسة سهلة للعابثين، خصوصاً الفتيات الصغيرات، لأنهن ينجرفن وراء من يمنحهن قدراً كافياً من الحنان، وإن كان حناناً زائفاً، وهو ما يؤدي أيضاً إلى تعلقهن به، وانجرارهن وراء رغباته.
وتابع أن معظم الفتيات اللاتي التحقن بدور التربية الاجتماعية يفتقرن إلى الثوابت الروحية والأخلاقية التي يكتسبها الأبناء عادة من الأهل، مشيراً إلى أن التربية تعني تكيّف الانسان مع بيئته الطبيعية والاجتماعية بهدف إيجاد مواطن صالح، يحمل ثوابت فكرية وعلمية تسهم في نضجه عقلياً وجسدياً وعاطفياً ودينياً وإنسانياً، مؤكداً أن تعميق المفاهيم الإيجابية وإكساب الأولاد أنماطاً فكرية وأخلاقية تساعدهم على رسم مستقبلهم والتعامل مع متطلبات الحياة، مسؤولية تقع على الأهل مباشرة.
وقال الشواب إن الفتيات الجانحات ينتمين في الغالب إلى أسر تكون فيها الأم أجنبية، ومن زيجات غير متكافئة بين مواطن كبير في السن وفتاة أجنبية، إذ يكون الأب عاجزاً عن تحمل أعباء التربية الحديثة، تاركاً المسؤولية على الأم المنحدرة من ثقافة مختلفة عن ثقافة المجتمع الإماراتي.
وأوضح أن «الرقابة الأسرية تنعدم في الزيجات غير المتكافئة غالباً، وتكون قابلية الأبناء للانحرف عالية، بسبب اختلاف ثقافة طرفي العلاقة، الأب والأم من جهة، والأم والمجتمع الذي ينتمي إليه أولادها من جهة أخرى»، مشيراً إلى أن «الثقافة هي كلّ ما يجمع بين أبناء المجتمع من لغة ودين وأعراف وفنون ومأثورات شعبية وأنظمة حياة وغيرها من الموروثات والعلاقات التي تربط الفرد بأرضه وأفراد وطنه، وتخلق لديه انتماءً وتمسّكاً بمجتمعه، قد يفتقده أبناء الأم الاجنبية التي تفتقد رعاية زوجها المواطن».
وعزا الشواب الانحراف الذي يصيب أولاد تلك العائلات إلى الصدمة الثقافية التي تحمل في طياتها نوعاً من الاضطراب في علاقة الفرد بالآخرين، وانغلاقه على عالمه الإدراكي المشوش، مضيفاً أن هذه الصدمة تخلق لدى الطفل حالة من المخاوف والمشاعر المفعمة بالحيرة والفوضى في تعامله مع مجتمعه، وهو ما يؤدي غالباً إلى الانحراف.
ودعا الشواب إلى التفاعل الإيجابي مع هذه الحالات، وتقديم الحلول والمعالجات المتسمة بالتكيف مع الثقافة المجتمعية، مؤكداً أن الجهاز الفني في دور الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة يتعاطى مع الحالات بأساليب التكيف الاجتماعي المتمثل في الاندماج وفق أفضل الخبرات والمعايير العالمية، مؤكداً نجاح المشرفين في إعادة حالات كثيرة إلى مجتمعها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news