نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي

«الإعلام والهوية» يناقش تعزيز وجود المواطـــن في مجال الإعلام

مشاركـون في الملتقـى أكدوا أن المسلسلات المدبلجة تشكل تهديداً للهوية الوطنية. وام

ناقش ملتقى الإعلام والهوية الوطنية، الذي عُقد في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في العاصمة أبوظبي، أمس، على جلستين، مدى الحاجة إلى تعزيز وجود العنصر المواطن، بجميع تخصصاته، في الوسط الإعلامي، والوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن توافر الصحافيين المواطنين أصحاب الخبرات يمثل عاملاً رئيساً وفعالاً في ترسيخ الهوية الوطنية لدى مختلف فئات المجتمع.

وفيما انتقدت أوراق عمل مقدمة إلى الملتقى، المسلسلات المدبلجة والرسوم المتحركة، لافتة إلى أنها تمثل تهديداً للهوية الوطنية، اقترحت أوراق أخرى اعتماد التدريب المستمر للخريجين الجدد وسيلة لتحقيق هذه الغاية، لافتين إلى أن القيادات المواطنة عملت بقوة بجانب الخبرات العربية في الصحافة، وحققت نتائج مهمة خلال المراحل التاريخية الثلاث للإعلام في الإمارات، وهي: مرحلة ما قبل الاتحاد، ومرحلة السبعينات والثمانينات، ثم مرحلة الفضائيات، معتبراً أن المرحلة الثانية أسهمت بفاعلية في ترسيخ ملامح الهوية الوطنية.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان رئيس المجلس الوطني للإعلام، إن قضية الهوية الوطنية تشكل هاجساً كبيراً في ظل التحولات والتطورات التي أحدثتها وسائل الإعلام والاتصالات، مؤكداً أنها تعدّ من أبرز القضايا المجتمعية في عصر العولمة، مضيفاً أن الإمارات أولتها أهمية كبرى منذ سنوات، مشيراً إلى إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عام 2008 عاماً للهوية، مشكلاً حافزاً لتعزيز مفاهيم هويتنا الوطنية والعمل على حمايتها.

كما لفت إلى مبادرات مجلس الوزراء وبرامجه الرامية إلى ترسيخ قيم الانتماء والولاء. وقال إن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة لدوره الفعال في تشكيل الرأي العام، وتعزيز القيم والاتجاهات التي تضمن ترسيخ الهوية الوطنية.

أما مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي، فقال إن انعقاد الملتقى يمثل فرصة لتبادل الآراء حول العلاقة بين الإعلام والهوية الوطنية، بوصفها نموذجاً للعلاقات التفاعلية. وقال في كلمة له إن الإعلام يؤثر في الهوية ويتأثر بها.

وكانت فعاليات الجلسة الأولى للملتقى برئاسة الكاتب الصحافي عبدالحميد أحمد، قد حملت عنوان «الإعلام والهوية في عصر العولمة»، وتحدث فيها رئيس مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام علي عبيد الهاملي، عن إيجابيات وسلبيات العولمة، وتأثيرها في الهوية المحلية، ثم تطرق إلى المراحل التاريخية الثلاث لإعلام الإمارات، وملامح كل منها. وعدد المسلسلات التي كانت تركز في السابق على الهوية الوطنية، ثم توجّه بعض الفضائيات للربحية، ما جعلها تؤثر الشكل على المضمون.

وتحدث الدكتور علي قاسم من جامعة الإمارات عن كيفية نقل تجربة اتحاد الإمارات إلى المناطق النائية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتعزيز الهوية الوطنية، مؤكداً أن الكوادر الوطنية في ذلك الوقت كانت مبدعة وخلاقة. وانتقد استعانة الفضائيات بالمسلسلات المدبلجة، لافتاً إلى إضرارها بالعقيدة والتراث.

وعددت الدكتورة فاطمة حسن الصايغ من جامعة الإمارات، التحديات التي تواجه الهوية في الداخل والخارج، مؤكدة أن أكبرها هو الإعلام المرئي. وقالت إن «إعلامنا يخلو من النماذج الإماراتية الوطنية المحلية»، مؤكدة ضرورة اختيار الخطاب الإعلامي المناسب، المتوافق مع القيم والتراث.

وحملت الجلسة الثانية عنوان «واقع الهوية الوطنية في إعلام الإمارات»، وتحدث فيها رئيس اتحاد كتاب الإمارات حبيب الصايغ، عن أهمية الهوية في حياة الفرد، باعتبارها جزءاً أصيلاً من نسيج الثقافة والتراث، ثم تحدث مدير تحرير جريدة «الإمارات اليوم» مكتب أبوظبي، عادل الراشد، عن أهمية الملتقى «الذي وضع الإعلام أمام المرآة». وقال إن الإعلام طالب من قبل بتعزيز الهوية، والآن هو أمام المساءلة، مؤكداً أن هناك جهوداً تبذل في إطار استراتيجية وطنية، لكن المشاهد لا يشعر بها.أ وأضاف أن القيادات المواطنة في العمل الصحافي عملت بقوة بجانب الخبرات العربية، مؤكداً أن البصمات كانت واضحة، لأن الجريدة كانت تمثل مدرسة للتدريب والتأهيل. وتابع أن جريدة الاتحاد كانت تصدر ملاحق في ثمانينات القرن الماضي لتعزيز الهوية الوطنية، لكن الخصخصة أتاحت فرصة لاستيلاء القنوات التلفزيونية على الصحف المحلية، ما أضرّ بالعمل الصحافي. كما انتقد الشكل الحالي لبرامج الرسوم المتحركة المحلية، لافتاً إلى خطورتها على الهوية الوطنية.

وقالت عائشة سلطان، من جريدة الاتحاد، إن «الهوية هي كل المفاهيم والمضامين التي تبرز الإماراتي»، مؤكدة استخدام كلمة إماراتي في جميع كتاباتها. وقالت ميساء غدير، من جريدة البيان، إن «الجيل الجديد فارغ فكرياً، ومخرجات التعليم ضعيفة»، لافتة إلى «حرص المؤسسات الإعلامية على الاستعانة بالقوالب الجاهزة، حتى لا تتكبد عناء تدريب وتأهيل المواطنين».

أما علي جاسم، من جريدة الوطن، فعرّف الهوية الوطنية بأنها «سلوك وثقافة وإنجازات ومكتسبات»، مؤكداً أنها في خطر منذ عام ،2006 بسبب الزيادة المطردة للتعداد السكاني.

بدورها، تطرقت فضيلة المعيني، الكاتبة في صحيفة البيان، لخريجي الجامعات من الطلبة المواطنين الإعلاميين، لافتة إلى أن غالبيتهم يقصدون الصحف، وبسبب عجز كثيرين منهم عن التعامل مع أشكال الكتابة الصحافية، يتوجه غالبيتهم إلى الأقسام الفنية.

واقترحت تواصل المؤسسات الإعلامية مع الجامعات لتبني عدداً من الطلبة المواطنين وتدريبهم وتأهيلهم وتوجيههم لتعزيز مفهوم الهوية الوطنية في الوسط الإعلامي.

تويتر