يحلم بمشروع « زُرع في الإمارات » لمنافسة الفاكهة الآسيوية المنشأ

مواطن يحوّل حديقته إلى مزرعة أناناس

عادل علي عبدالرحمن في مزرعة الأناناس التي يمتلكها. تصوير: باتريك كاستيلو

تمكّن المواطن عادل علي عبدالرحمن من زراعة فاكهة الأناناس في أرض صحراوية في منزله، ويستعد لحصد آلاف الثمرات، الشهر المقبل، وتوزيعها على أصدقائه وأقاربه.

ومنذ ثلاثة أعوام، يجري تجارب على زراعة الأناناس في حديقة منزله التي تقدّر مساحتها بـ1500 متر مربع، واستورد شتلات وبراعم منها، من دول آسيوية ممطرة، وبدأ اختبار زراعتها في أرض رملية صحراوية، ورمال بحرية، وأضاف لها خلطات من الأسمدة الطبيعية، حتى طرحت ثماراً في أرضه، «بمذاق شديد الحلاوة».

وتحدّث عادل لـ«الإمارات اليوم» في حديقة منزله وخلفه آلاف الثمرات من الأناناس في طور النمو، مؤكداً أنه «أول مواطن يزرع هذه الثمرة في حديقة منزل في الدولة تحت أشعة الشمس، ويحصل على إنتاج وفير منها».

ويضيف «نجحت في زراعة هذه الثمرة التي تنمو في الدول الممطرة، في منطقة المحيصنة بدبي، وفي أشهر الصيف الحارة، حصدت ثماراً لا تقل جودتها ومذاقها الحلو عن الثمار المستوردة، التي تباع في المتاجر الكبرى في آسيا والدولة».

ولم يكتفِ عادل (أبومحمد)، بذلك، بل تمكن من زراعة فواكه أخرى في أرض رملية، منها «المانجوستين» و«لتشي»، إلى جانب الرمان والجوافة والكمثرى، والفول السوداني، محولاً منزله إلى مزرعة فريدة لإنتاج الفواكه والخضراوات.

ويقول: «كنت موظفاً في شركة بترول، وبعد أن تقاعدت، قررت أن أستثمر قطعة أرض في منزلي، وأحوّلها إلى أرض منتجة للفواكه، خصوصاً أني لا أملك القدرة المالية للبناء عليها».

ويتابع «في البداية لم أكن محترفاً في الزراعة، فدرست هذه المهنة عبر الإنترنت، وتوصلت إلى إمكانية زراعة الأناناس في أرض الدولة، بإضافة خلطات سماد طبيعي خاصة، وبالفعل، استوردت شتلات من بعض أنواع الأناناس، وبدأت تجريب زراعتها تحت ضوء الشمس المباشر، وفي أنواع مختلفة من التربة والرمال، فنضج بعض الثمار».

ويكمل «شهراً تلو الآخر، بدأت تدوين نتائج الزراعة، ووصلت إلى تحديد أفضل شتلة، وأفضل تربة، وأفضل رعاية للنبات، وبعد ثلاثة أعوام من العمل الشاق، أصبحت أمتلك إنتاجاً وفيراً من الأناناس، أهديه للأصدقاء والأهل».

يبدأ (أبومحمد) يومه بعد صلاة الفجر، إذ يرتدي ملابس الزراعة ويعمل بيديه ومعه عاملان آسيويان في حرث الأرض، وخلط السماد، وزراعة الشتلات، وجني الثمار الناضجة، ويتكرر المشهد نفسه يومياً، لينتهي ليلاً عند صلاة العشاء.

ولأن مساحة الأرض صغيرة، يضيف (أبومحمد)، «ابتكرت طوابق خشبية يعلو بعضها بعضاً، وأزرع في كل طابق كميات من الأناناس، ويتم ريها بالتقطير، ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل تمكنت من إنتاج شتلات أناناس تطرح ثمرتين وثلاث ثمرات في الوقت نفسه، بدلاً من ثمرة واحدة».

ويشير إلى أن وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، استقبله في مكتبه، وأثنى على مشروعه المنتج، وسمحت له الوزارة باستيراد شتلات من الأناناس وفواكه من دول آسيوية لينتج منها براعم، مشيراً إلى أنه استقبل خبراء في الزراعة من دولتي الهند وسريلانكا، وشاهدوا إنتاجه، وتذوقوا الثمار، وأثنوا بشدة على «ابتكاره»، معتبرين أن «الإنتاج بجودة عالية جداً، ويتميز بأنه طبيعي وخالٍ من أي مواد كيمياوية».

ويضيف «تلقيت عروضاً لتكرار التجربة في السعودية، والجزائر، والمغرب ومصر، لكني فضلت أن تستفيد منها الدولة أولاً».

ويكمل «فخور لأني أثبت بالتجربة العملية، أن أرض الإمارات خصبة، ويمكن أن تنتج خيراً وفيراً، إذا توافرت لها عقول منتجة، وتمويل كافٍ»، موضحاً أنه «أنتج شتلات يمكن زراعتها في منطقة ليوا شديدة الحرارة، وفي الشارقة ودبي والعين، سواء كانت الأرض رملية من البحر أو البر».

ويضيف «أخطط لتنفيذ مشروع كبير لإنتاج الأناناس في أراضٍ صحراوية على مساحات كبرى، يعتمد على توظيف شباب مواطنين من ذوي الإعاقة، ينتج آلاف الثمرات والشتلات شهرياً»، مشيراً إلى أنه «يتمنى أن يجد جهة توفر له الأرض والدعم المالي لينفذه في الحال، وينتج ثماراً قادرة على المنافسة خارجياً، خلال ثمانية أشهر».

ويؤكد «إذا ما تم تنفيذ هذا المشروع فسأنتج كميات ضخمة من الأناناس والفواكه الآسيوية، لدعم السوق المحلية والتصدير للخارج، تحت شعار (زُرع في الإمارات)».

تويتر