أصيب بسرطان المخ في طفولته.. ويحلم بالحصول على الدكتوراه

«الواحـــــدي» تغلّب على الإعاقة البصرية بالعلم

هشام يتقن لغة «برايل» بامتياز.. وتم دمجه في مدارس حكومية. الإمارات اليوم

تحدى المدقق في مطبعة «برايل»، التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية في أبوظبي، هشام صالح الواحدي، الإعاقة البصرية، بتحصيل العلم، ونجح في الحصول على مؤهل جامعي بتقدير امتياز، ويحلم الآن بالحصول على درجة الدكتوراه، لإيمانه بأهمية التعليم في تطوير الحياة الانسانية.

ويعد هشام الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، مثالاً مضيئاً، إذ فقد بصره إثر تعرضه للإصابة بسرطان المخ، في سن الـ،13 إلا أنه عرف كيف يحول الإعاقة إلى وسام شرف، ويبني من إمكاناته الصغيرة عالماً ومن الأمنيات واقعاً حتى أصبح مميزاً وسط من حوله، متمنياً أن يجد شريكة حياته المطيعة لوالديه، والتى تعينه على النجاح.

ويروي هشام قصته لـ«الإمارات اليوم»، قائلا: ولدت طفلاً عادياً مبصراً، مثل أشقائي الأصغر مني، وهم خمس بنات وأربعة أولاد، والتحقت بالمدرسة وزاولت حياتي كأي طالب حتى أنهيت المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمون الابتدائية، وبعدها انتقلت إلى مدرسة الرازي الإعدادية، حتى وصلت إلى الصف الثامن.

وأضاف منذ ذلك الوقت بدأت قصتي وقدري، إذ أصبت بسرطان في المخ، الأمر الذي أثر سلباً في العصب البصري وكان عمري وقتها 13 عاماً، وبدأت عيناي بالبروز غير العادي، فضلاً عن انهمار الدموع المستمر منهما، فاصطحبني والدي إلى مستشفى متخصص بعلاج العيون وبدأت رحلة مكافحة المرض.

وتابع مررت بمرحلتين للعلاج أولاهما داخل الدولة، وبعدها انتقلت إلى العلاج في ألمانيا، ونجح الأطباء في استئصال الورم من الدماغ، لذا تعرضت لعلاج إشعاعي وبعده لعلاج كيماوي بهدف قتل الخلايا السرطانية ومع مرور الوقت بدأ نور البصر يخفت حتى فقدت نعمة الإبصار. وأكد هشام أن عائلته أحاطته بالرعاية وكانت تخفي عنه حقيقة الأمر مراعاة لمشاعره خصوصاً أنه أكبر إخوته، شارحاً «مع مرور الوقت علمت بالحقيقة فصعقت وحزنت كثيراً لفقدان بصري، ولكن بفضل الإيمان بالله وبقضائه وشحن نفسي بالصبر والرضا والتسليم بمشيئة الله تعالى بدأت أتخطى حواجز المشكلة بفضل العزيمة والإصرار ودعم ومؤازرة أهلي خصوصاً والدي ووالدتي».

وذكر «نجحت في تخطي المحنة، وتجاوزت الارتدادات النفسية وأكملت رحلة العلاج وعدت إلى مدرستي، وبعدها فتحت مؤسسة زايد العليا لي ذراعيها، والتحقت بمركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين التابع لها».

ويرجع هشام الفضل إلى والديه وأهله في تخطي مشكلة الإعاقة ومساندته في توفير البيئة المشجعة والمحفزة، قائلاً «أسهمت معلماتي إيضاً بالمركز في تشجيعي وبث العزيمة بقلبي، خصوصاً رئيسة مطبعة المكفوفين ناعمة المنصوري، التي وضعت قدميّ على بداية طريق التحصيل العلمي ومهدت لي كل السبل لأحقق التفوق في الدراسة».

وتابع «بعد انتهائي من المرحلة الثانوية التحقت بجامعة الإمارات، واتجهت نحو الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وحصلت على مؤهل جامعي بتقدير امتياز وحصلت على منحة من ديوان شؤون الرئاسة، لإكمال دراستى الجامعية».

وبين «بعد تخرجي وحصولي على بكالوريوس الدراسات الإسلامية واللغة العربية، تلقيت اتصالا في الإجازة الصيفية من مؤسسة زايد العليا تدعوني إلى الانضمام إلى دورة التدريب الصيفية فوافقت والتحقت فوراً ببلدية مدينة أبوظبي للتدرب هناك، واستغربت الموظفة التي تسلمت أوراقي كوني كفيفاً وحاصلاً على شهادة جامعية، وتم بعد ذلك التنسيق مع مؤسسة زايد لتعييني مدققا لمطبوعات (برايل) في مطبعة المكفوفين».

ونوه هشام بالدعم الذي قدمه إليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما استقبله وكرمه وبث في قلبه العزيمة .

وقال أشغل حالياً وظيفة مدقق «برايل» في مطبعة المكفوفين، وأزاول عملي بكل إخلاص وإرادة، وأحاول دائما أن أطور من مهاراتي وإمكاناتي لأحقق نسبة أداء مرتفعة، مضيفاً أعشق القراءة، خصوصاً الروايات والقصص كما أزاول لعبة كرة الهدف الخاصة بالمكفوفين والمبارزة بالسيف.

تويتر