الرضوان.. يقرأ تــاريخ الإمارات بخرائط من الـدراهـــم
نفذ المواطن أيمن الرضوان 15 خريطة للإمارات مرصعة بالدراهم الصادرة عن الدولة في مختلف المناسبات، وذلك مساهمة منه في احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ،40 إذ تتضمن تلك الدراهم المرصعة بالخريطة الإشارة إلى تاريخ وأحداث صدرت فيها تلك الدراهم، وبالتالي فإنها، كما يقول، تعتبر وسيلة للتعريف بتاريخ الإمارات من خلال إصدارها العملات المعدنية في المناسبات المختلفة، وتمكّن منذ أبريل الماضي عندما تبلورت لديه فكرة خريطة للدولة مرصعة بالدراهم إنجاز 15 خريطة بأحجام ومقاييس مختلفة.
وقال لـ«الإمارات اليوم» التي زارته في بيته في منطقة القراين بالشارقة، إن «صعوبات عدة واجهتني في مسألة تنفيذ الخريطة بدءاً من كيفية الحصول على مختلف العملات المعدنية سواء الدرهم أو نصف الدرهم أو الفلس، وأصعب شيء الحصول على الفلس المعدني»، لافتاً إلى أن «مسألة البحث لم تقتصر على زيارة البنك المركزي وشراء بعض العملات فحسب، بل التعامل مع البقالات والمحال والكافتيريات ومحال بيع الشاي (الكرك)، وغيرها من المتاجر والأسواق القديمة والشعبية مثل سوق العرصة بالشارقة، من أجل الحصول على العملة المعدنية». وأوضح أن «العمل في إنجاز خريطة واحدة يستغرق حتى تكتمل أكثر من يوم كامل، حيث يلزم العمل توفير قطعة فلين وعمليات حفر ولصق القطعة المعدنية وتثبيتها بشكل قوي، وتوفير لوحي زجاج كي أضمن عدم سقوط أية قطعة، وبرواز للخريطة كاملة». وأكمل «إنني أعتبر هذه الخطوة بداية مشروع كبير غير ربحي، هدفه تعليمي وتثقيفي، إذ سيتم عرض المشروع وشرحه والهدف منه، على المدارس والجامعات، لأنني على قناعة بأن مشروع الخريطة بالدراهم يسهم في تسليط الضوء على جزء مهم من تاريخ الدولة التي بلغت هذا العام عامها الـ،40 وهو ما جعلني أفكر في كيفية المساهمة في احتفالات الدولة فجاءت هذه الفكرة».
وتابع: «تكملة المشروع ستكون عندما أرسم الخريطة السياحية والخريطة التعليمية التي أوضح عليها تاريخ التعليم في المدارس والجامعات، وخريطة مدن وإمارات الدولة، وخريطة الثقافة والتراث، إلى أن أصل إلى خريطة بالدراهم المعدنية في كل مجال ومستوى حدث فيه نهضة وتقدم في الدولة، وإلى مستوى قراءة تاريخ الإمارات من خرائطه بالدراهم المعدنية، وهنا يمكنني أن أقول إنني رددت جزءاً من الجميل إلى بلدي، ولعلني أقدم المشروع ذات يوم قريب إلى موسوعة غينيس». وقال: «أنا موظف متقاعد لدي مهارات معينة وأعمل على تنميتها، ولدي استثمارات خاصة في مجالات عدة، لكني أخصص جزءا كبيرا من وقتي من أجل تنمية إبداعاتي ومواهبي وهواياتي» ولفت إلى أن «كثيراً من الشباب المواطنين لديهم المواهب والإبداعات التي تحتاج إلى تنمية ورعاية ومتابعة من خلال ورش عمل تركز على كيفية تنمية تلك المواهب والإبداعات وكيفية الكشف عنها ورعايتها». وأشار إلى ان «فكرة تنفيذ خريطة بالدراهم بدأت في فبراير الماضي وعملت على بلورتها في أبريل الماضي، وعلى إثر ذلك بدأت بالعمل والتنفيذ، ومنذ أبريل الماضي حتى نهاية أكتوبر أنجزت 15 خريطة مرصعة بقطع العملة الوطنية المعدنية الصادرة في مختلف المناسبات الوطنية والعامة، وتتضمن كل خريطة قطعاً معدنية للدرهم والخمسة دراهم ونصف الدرهم وربع الدرهم والفلس والعشرة فلوس، فهناك الدرهم الصادر بمناسبة تأسيس جامعة الإمارات والدرهم الصادر بمناسبة حصول الإمارات على بطولة الشطرنج العالمية عام ،1986 وبمناسبة الشارقة عاصمة للثقافة العربية عام ،1998 وبمناسبة وصول الإمارات لكأس العالم عام ،1990 وغيرها الكثير من المناسبات العامة». وأوضح: «عانيت كثيراً في مسألة جمع القطع المعدنية والحصول عليها، وكل ما جمعته كان بسعر مرتفع جداً، ومازلت أعاني في الحصول على القطع المعدنية، حتى البنوك لا يتوافر فيها الفلس، وجمعت ما جمعته بشق الأنفس، لدرجة ان كثيراً من اصحاب المحال والبقالات أصبحوا يجمعون لي وينتظرون زيارتي اليومية لهم كي أشتري منهم ما جمعوه من قطع معدنية». وأكد ان «الهدف من المشروع ليس ربحياً، بل تعريفياً، كما أنني أسعى لإنجاز معرض خاص بخريطة الإمارات ومعرض جوال أيضاً للخريطة، من أجل التعريف بالإمارات وتاريخها من خلال العملات والمناسبات التي صدرت فيها، وسأعمل مفتاحاً للخريطة بحيث تكون سهلة القراءة، فهو مشروع وطني للتعريف بالإمارات وتاريخها من خلال العملات التي صدرت في المناسبات المتنوعة». وتابع: «مشروع الخريطة بالدراهم للتوضيح والتعريف والشرح وتطويرها مستقبلاً، وتحديد خرائط للمناسبات والوقائع والأحداث ومن ثم الانتقال الى المستوى الخليجي، وهي فكرة صغيرة مساهمة مني في التعريف بوطني بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ،40 والمشروع ليس ربحياً، وثمنه الحقيقي ما يتضمنه من دلالات ورمزية».