أمّ مواطنة تكافح 28 عاماً لتصل وكالة « ناسا »
عادت الأكاديمية المواطنة أسماء الكتبي، من الولايات المتحدة قبل أيام، بعد رحلة علمية في وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، لتواصل مسيرتها البحثية في الدولة، فضلاً عن دورها أمّاً وجدة.
وتنشر «الإمارات اليوم» مسيرة كفاحها، تزامناً مع مبادرة أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتكريم الأمهات في الذكرى السادسة لتوليه مقاليد الحكم في دبي التي تصادف اليوم.
أسماء أم لابنة، وجدة لحفيدين، أمضت ما يزيد على 28 عاماً من الكفاح في تربية ابنتها بعد انفصالها عن زوجها، واعتمدت على إعانة وزارة الشؤون الاجتماعية، في توفير الرعاية الكاملة لوحيدتها، حتى نالت الابنة شهادة عليا في العلوم الإدارية، وتدرس حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، تمهيداً لحصولها على درجة الماجستير.
وطوال تلك السنوات، لم تتخل الأم عن طموحها العلمي، وواصلت الدراسة الأكاديمية حتى حصلت على الدكتوراه من بريطانيا، وتميّزت في تخصصها، ما دعا (ناسا) للاستفادة من خبرتها ودراستها.
وتشغـل أسماء حالياً منصب أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا في جامعة الإمارات، وهـي مؤسسـة ورئيسـة الجمعيـة الجغرافيـة الإماراتية، ولأنها متخصصة في أبحاث عن أشكال سطح الأرض في الإمارات، وحاصلة على درجة الدكتوراه عن هذه الأبحاث، دعتها (ناسا) للتعاون في مشروعات عملية «تهدف إلى فهم طبيعة سطح كوكب المريخ».
وستعود الكتبـي إلى (ناسا) وتقضي نحو ستـة أشهـر فيها، لتتعاون مـع أربعـة من علماء الوكالة، في مشروعات بحثية حول «الاستشعار عن بعد» و«الكثبان الرملية» و«طبيعة السهول والأودية في الجزيرة العربية».
وروت أسماء لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل رحلتها، قائلة: «كافحت في صغري حتى أحقق جزءاً من طموحي العلمي، إذ تزوجت مبكراً بعد إتمامي شهادة التعليم الإعدادي، وكان طبيعياً أن أتوقف عن الدراسة، مثل أي فتاة تتزوج في هذا العمر، لكن التحقت بمدارس مسائية في رأس الخيمة التي أنتمي إليها، وأكملت فيها دراستي الثانوية». وتابعت: «انفصلت عن زوجي وعمري 16 عاماً، وكانت طفلتي تبلغ من العمر عاماً واحداً، فقررت أن أتفرغ لتربية ابنتي ومواصلة طريقي العلمي، معتمدة على إعانة (الشؤون الاجتماعية)»، مضيفة: «حققت تفوقاً دراسياً في المدارس المسائية، وانتقلت إلى الدراسة بجامعة الإمارات في العين، وتخصصت في دراسة الجغرافيا».
وتكمل: «بعد تخرجي، قررت أن أواصل دراستي حتى أحصل على درجة الدكتوراه، والتي نلتها بالفعل من جامعة ليفربول، عن أبحاث تكشف طبيعة الأودية الإماراتية».
ومرّت الكتبي بعقبات شديدة لإتمام أبحاثها العملية، وفق قولها، فقبل ما يزيد على 20 عاماً، وتحديداً في عام ،1991 كانت تقود سيارتها وتخوض مناطق جبلية وعرة بمفردها، في مغامرات صعبة، لتدرس طبيعة سطح الجبال، وأنواع الحصى، وأشكال الأودية.
وتتابع: «طفت أنحاء الإمارات، ودرست طبيعة الصحارى والكثبان في أعماق ليوا، والمنطقة الغربية، ودرست طبيعة الأراضي في الساحلين الشرقي والغربي».
واستفادت الكتبي من دراساتها في تأسيس «الجمعية الجغرافية الإماراتية»، وهي الجمعية الوحيدة من نوعها في الدولة.
وعن رحلتها للوكالة الأميركية، قالت: «كنت اتحدث، العام الماضي، في محاضرة بجامعة ولاية (يوتا) عن أشكال سطح الأرض في دولة الإمارات، ضمن برنامج لإلقاء محاضرات في الجامعات الأميركية»، مضيفة: «بعد إلقاء المحاضرة، علم باحثون في (ناسا) بتخصصي، ودعوني للقاء مجموعة من علماء الوكالة، والتحدث أمامهم في محاضرة عن تخصصي ودراستي».
وتابعت: «تحدثت أمام مجموعة كبيرة من علماء الوكالة عن دراستي، فطلب أربعة منهم التعاون معي، والتنسيق في مشروعات بحثية يجرونها حول سطح الأرض، ومشروعات حول طبيعة سطح كوكب المريخ، واقترابه من خصائص كوكب الأرض». وأكملت: «تستعد (ناسا) أيضاً لإجراء دراسة بحثية لاستكشاف المياه الجوفية في الإمارات، وتم اختياري منسقاً عملياً للمشروع، المقرر تطبيقه العام الجاري»، مضيفة: «سأبقى في مقر الوكالة بالولايات المتحدة لمدة ستة أشهر العام الجاري، لتنفيذ تلك المشروعات».