سناء بلال أمّ لثلاثة أبناء. من المصدر

«أمّ سيف» ترفع شعار القوة ضد «امتياز الإعاقة»

رفضت المواطنة سناء بلال، طوال 13 عاماً، قضتها في عملها في مركز السلع والمعادن في جمارك دبي، الاستفادة من المزايا والمعاملة الاستثنائية التي تخصص لذوي الإعاقات، ورفعت لمواجهة ذلك شعار القوة والعزم، فلم تتأخر يوماً، أو تعتذر، أو تداوم أقل من زملائها الأصحاء.

واعتبرت سناء أن «نجاحها في العمل هو الضمانة الوحيدة لتربية أبنائها الثلاثة بشكل جيد من دون أن تطلب مساعدة من أحد، لذلك لا تقصّر في عملها قدر استطاعتها وتعيش وفق قدراتها»، مشيرة إلى أنها «تتكفل بمفردها بنفقات تعليم أبنائها ومعيشتهم، ولا تريد أن تشعرهم بأي نقص».

وأوضحت (أم سيف) لـ«الإمارات اليوم»، أنها «التحقت بعملها منذ 13 عاماً، وشعرت من اليوم الأول بأنها تؤدي واجباً وطنياً، ولا يجوز التهاون فيه طالما أنها تتمكن من القيام به، وأن استخدامها مقعداً متحركاً يشدّ من عزيمتها، ولم يسبب لها أي إعاقة في عملها، ولم تتذرع بكونها من ذوي الإعاقة للحصول على مزايا إضافية، لا يتمتع بها زملاؤها الأصحاء».

وأضافت أنها «ترقّت في عملها حتى صارت ضابط مساعد عمليات، لتشرف على عدد من الموظفات اللاتي يتعاملن مباشرة مع الجمهور»، لافتة إلى أن «إعاقتها لم تعزلها عن المجتمع، أو تشعرها بأنها أقـل مـن غيرها، لذا حرصت على تطوير نفسها وتحمل أعباء إضافية، وإلمامها بجميع جوانب العمل، وحصولها على صلاحية التصرف في كثير من الأمور».

وأكدت أن «إخلاصها في العمل ورغبتها الشخصية في الترقي وإثبات الذات، ساعداها على الحصول على جائزة (أفضل متعاملة) في جمارك دبي».

وأشارت إلى أنها «تخوفت من أن تكون لجنة التحكيم تعاطفت معها كونها معاقة، لكنها تلقت تأكيداً منها أنها تستحق ذلك عن جدارة، نظراً إلى كفاءتها في العمل».

ولـ(أم سيف) ثلاثة أبناء، الأكبر سيف (13 عاماً) في الصف السابع، وعبدالله (12 عاماً) في الصف السادس، ووضحة (ست سنوات)، لافتة إلى أنها «تعتبر سعادتهم الهدف الأسمى في حياتها، فتحرص على استغلال كل دقيقة خارج فترة العمل معهم، وتقضيها في متابعة دروسهم والخروج معهم في رحلات».

وأضافت أن «أطفالها يدرسون في مدرسة حكومية واحتاجوا إلى بعض الوقت حتى يتكيفوا مع نظام المدرسة، لأنهم كان يدرسون في مدرسة خاصة سابقاً، لكن أحوالها المالية دفعتها إلى نقلهم للتعليم الحكومي»، مشيرة إلى أنهم «يقدرون جيداً ظروف عملها وانشغالها عنهم فترة الدوام، لكنها تحاول تعويضهم بعد عودتها من عملها».

وأضافت أن «الجزء الأصعب من حياتها هو الوقت الذي تقضيه في الذهاب والعودة من العمل، إذ تعيش في شقة مستأجرة في عجمان، فيما تعمل في دبي»، لافتة إلى أن «ظروفها المالية لا تساعدها على استئجار شقة في دبي، وظلت تستخدم سيارة أجرة في رحلتها طوال 13 عاماً إلى أن اشترت، أخيراً، سيارة قديمة، واستأجرت سائقاً يصحبها من المنزل وإليه».

واعتبرت (أم سيف) أن تكريم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للأمهات في عيد جلوسه السادس، يعد تكريماً خاصاً لها، وأعطاها حافزاً على تحمل مشاق عملها وظروفها المالية والاجتماعية الصعبة.

إلى ذلك، أكد مديرها في العمل، ماجد سيف الطويلة، أن «سناء بلال نموذج للمرأة المناضلة، فلم تستغل يوماً كونها من ذوي الإعاقات للحصول على مزايا استثنائية، بل إنها تداوم في أيام الإجازات للقيام بعمل إضافي من دون أن يكلفها أحد به، وتتعامل مع الجميع بقدر كبير من المهنية (الإنسانية)».

الأكثر مشاركة