«الأشغال» تنير وادي سدر بالطاقة الشمسية
أفاد وكيل وزارة الاشغال العامة، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، بأن الوزارة أنجزت أول مشروع إنارة للطرق باستخدام الطاقة الشمسية في منطقة وادي سدرفي الفجيرة، مشيرا إلى أن المشروع يندرج ضمن مشروعات مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
وقال النعيمي إن الوزارة اختارت منطقة وادي سدر لتطبيق المشروع فيها على طريق جبلي يصل طوله الى نحو 11 كيلومتراً، لافتا إلى أن كلفة المشروع نحو 15 مليون درهم، وتم إنجازه في ستة أشهر، مؤكدا أن نظام الانارة الجديد لا يتطلب وجود منشآت كهربائية وخطوط توتر عال ومنخفض، فضلا عن تقليل نسب انبعاث الكربون، ما يسهم في تقليل الأثر البيئي للضوء على المناطق المجاورة، وانخفاض كلفة صيانته.
وأضاف أن الوزارة استخدمت أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا من اللوحات الشمسية والبطاريات الجافة الحافظة للطاقة، لافتا إلى أن البطاريات الحافطة للطاقة قادرة على إنارة الطريق لمدة ثلاثة أيام دون الحاجة للطاقة الشمسية في حال وجود غيوم حاجبة لاشعة الشمس.
وأشار النعيمي إلى أن الوزارة في طور تضمين مشروعاتها المقبلة عروض بديلة للطاقة التقليدية، لافتاً إلى أن الكلفة المباشرة لمشروعات الطاقة النظيفة أعلى من مشروعات الطاقة التقليدية، غير أن احتساب الكلفة على المدى البعيد يوفر على مستخدمي الطاقة البديلة، بسبب رخص عمليات الصيانة وعدم حاجتها للوقود وعدم وجود كابلات ومحولات وغيرها.
وأكد عزم الوزارة الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة النظيفة في مشروعاتها المختلفة، وفقا لاختصاصها، ولطبيعة التكنولوجيا وملاءمتها للواقع، لافتا إلى أن طريقة الانارة باستخدام الطاقة الشمسية لا تلائم الطرق الرئيسة العريضة والكثيفة الحركة بسبب الحاجة لمستوى معين من الاضاءة على تلك الطرقات بينما تلائم الطرق الجبلية.
وأضاف أن الوزارة تستخدم تقنيات الطاقة النظيفة في عمليات الانارة عند انقطاع التيار الكهربائي في المباني التي تصممها، غير انها لا يمكن ان تستغني عن المولدات، خصوصاً في المنشآت الحيوية مثل المستشفيات، لأن امكانيات الاجهزة المصدرة للطاقة النظيفة غير كافية لتشغيل الاجهزة المطلوبة.
وأوضح النعيمي أن استخدام أجهزة الطاقة النظيفة يكلف مبالغ كبيرة مقارنة بأجهزة الطاقة التقليدية، لافتا إلى أن استخدام الطاقة التقليدية كان من الممكن أن ينجز مشروع انارة طريق وادي سدر بنصف التكلفة، مبينا أن المقارنة بين الطاقة النظيفة والطاقة التقليدية يجب ان تجري على الكلفة الواقعية للطاقة، لان مختلف أنواع الطاقة مدعومة من الدولة في الامارات وتكلف نحو ضعف قيمة ما يدفعه المستهلك، فضلا عن ضرورة المقارنة على المدى البعيد وعدم وضع التكلفة المباشرة اساساً للمقارنة.
واشار إلى أن تقدم التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة عالميا سيرخص من الاجهزة المصدرة لتلك الطاقة، مضيفاً أن هذا المشروع يأتي مبادرة تتماشى مع توجه الحكومة، نحو تطبيق مشروعات تحقق مبادئ الاستدامة.
وأوضح أن المشروع علاوة على كونه مشروعاً تجريبياً يدعم الدراسات والتجارب في مجال تكنولوجيا المشروعات، يمثل مشروعاً ناجحاً يمكن إعادة تطبيق مفهومه في جميع مشروعات الطرق المماثلة التي تبعد عن المنشآت والتمديدات الكهربائية، والتي يتطلب ايصال الكهرباء إليها تكاليف عالية، كما يحقق مثل هذا المشروع وفراً كبيراً في المصروفات التشغيلية، خصوصاً ما يتعلق منها بكلفة استهلاك الإنارة الكهربائية التقليدية.