نقص التمويل وتأخر التجهيزات.. أبرز ما واجههم من معوقات
3 مواطنين يبتكرون كرسيّــاً يتحرك بالصوت
ابتكر ثلاثة طلبة مواطنين كرسياً متحركاً يستجيب للأوامر الصوتية، لمساعدة أصحاب الإعاقات الشديدة والكلية على التحرك بحرية، وذلك ضمن مشروع تخرجهم في جامعة الإمارات.
وشرح أحد الطلاب المخترعين، وهو عبدالرحمن خاطر هاشل بن خاطر الشامسي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الكرسي يعمل بالأوامر الصوتية بلغات عدة، «فقد تمكنا من برمجة الأوامر الصوتية مع الحركية، وفقاً لرغبة المستخدم، ولهجته المحلية، أو بعض الأصوات الخاصة بضعاف النطق».
وأضاف أن الكرسي يتلاءم مع أنواع الإعاقات المختلفة، إذ «يمكن برمجة أيّ صوت على الحركة المطلوبة، من دون استخدام أيّ عضو من الجسم. كما أن اعتماد حركة الكرسي على الأصوات مفيد لأصحاب الإعاقة الشديدة، الذين يعانون ضعفاً في النطق وطريقة لفظ الكلمات».
وقال الشامسي، إن «الكرسي يتحرك بطريقة انسيابية كاملة، إذ يسير بطريقة مستقيمة، ويدور في الاتجاهات المختلفة، بحركة متصلة من دون انقطاعات، وهي واحدة من الميزات المهمة التي تجعله فريداً من نوعه في العالم».
وتابع أن «الكرسي يتحرك بسرعة تصل إلى 40 كيلومترا في الساعة، وهي سرعة ملائمة لاستخدامه»، مشيراً إلى أنه «يعتمد في حركته على الطاقة الكهربائية، من خلال شحن بطارية تكفي لتحريك الكرسيّ لنحو 30 كيلومتراً بشكل مستمر، بينما تتقلص المسافة قليلا في حال الاستخدام المتقطع، لأن إقلاع المحرّك يستهلك جزءاً كبيراً من الطاقة».
وأشار الشامسي إلى أن فكرة المشروع تعود إلى أستاذهم في كلية الهندسة الميكانيكية في «جامعة الإمارات»، الذي حفزهم على ابتكار كرسيّ عاديّ، يتحرك عن طريق الصوت، وهو الأمر الذي عملوا عليه بتحدّ كبير حتى نجحوا في إنجازه.
وأوضح أن المدرس نجح في تحفيز روح التحدي فيهم، إذ بادروا إلى التخطيط للمشروع، وتقدير احتياجاتهم، وتأمين التمويل، تمهيداً للبدء في تنفيذ المشروع فعلياً، والذي استهلك جهداً كبيراً، بسبب الأمور التقنية الدقيقة، وضرورة استبدال عدد من التجهيزات غير الملائمة، وحساب الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة المختلفة، والحركات في المحرك.
وقال إن المشروع عبارة عن خدمة انسانية لأصحاب الإعاقة الشديدة والكلية، الذين لا يتمكنون من تحريك أي جزء من أجسادهم، من خلال تسهيل حركتهم بالأوامر الصوتية.
وأكد طلاب الهندسة الميكانيكية أنهم عملوا نحو أربعة أشهر متواصلة على تصميم الكرسي المتحرك، وربط وبرمجة أجزائه المختلفة، حتى نجحوا في الوصول الى كرسي يعمل بالأوامر الصوتية.
وقال الطالب عبدالرحمن عبدالله المدني، أحد الطلاب المخترعين، إنهم عانوا في بداية الأمر مشكلة التمويل للكرسيّ المتحرك، إلى أن نجحوا في الحصول على التمويل المطلوب من هيئة كهرباء ومياه دبي، مبيناً أنهم انتظروا من شهر فبراير العام الماضي حتى شهر أكتوبر ليحصلوا على التمويل، كما أن إدارة الجامعة استغرقت شهراً إضافياً كاملاً لتسليمهم المبلغ. وأشار المدني إلى أن «ديوا» تبرعت بـ32 ألفاً و900 درهم لإنجاز المشروع، الذي استهلك المبلغ كاملاً في المرة الأولى، غير أن كلفته التقديرية الحقيقية تبلغ نحو 25 ألف درهم، مشيراً إلى أن الكلفة ستنخفض أكثر في حال تصنيع عدد من الكراسي. وأوضح المدني أن المشروع استهلك مبلغ الدعم كاملاً، كونها المرة الاولى التي يعملون فيها على مواءمة جميع الأجهزة الموجودة في الكرسي المتحرك، لافتاً إلى أن «أجهزة الكترونية عدة تعطلت خلال العمل، أو احترقت لعدم ملاءمتها الطاقة، وأخرى كانت غير مناسبة وتم استبدالها، ما أهدر جزءاً من المال، كون المشروع يطبق للمرة الأولى».
وأشار إلى أن «التأخير في تسليم المبلغ أوقعنا في مشكلات كبيرة، كون الموضوع التقني مهمّاً جداً في الاختراع الجديد، وطريقة مواءمة ومطابقة الأجهزة بعضها بعضاً»، شارحا أنهم كانوا يركبون أجهزة مختلفة لا تصلها الطاقة الكافية، فيضطرون لتعديل الجهاز، أو إضافة مقوّ للطاقة، وغير ذلك من المشكلات التقنية التي رافقت الاختراع. وتابع المدني أن المجموعة اضطرت للعمل بشكل شبه متواصل خلال الشهر الاخير، إذ كانوا يبدأون العمل مع ساعات الصباح الاولى، ويستمرون حتى الثالثة فجراً يومياً، بسبب التعطل الذي ألحقه تأخر وصول التمويل بالمشروع في بدايته، على الرغم من ان المخطط كان جاهزاً.
وأكد الطالب الثالث، وهو مسعود عامر الكثيري، أنهم يعتزمون تطوير الكرسي واستكماله بمعدات الرفاهية والراحة، بغية إطلاقه في الأسواق خلال المرحلة المقبلة، متوقعاً أن يدخل الاختراع الجديد المنافسة في السوق مع نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن الفريق سيشارك خلال المرحلة المقبلة (ريثما تنتهي عمليات تطوير الكرسي) في مسابقات على مستوى الدولة ودول الخليج والوطن العربي، كاشفاً عن مشاركتهم في مسابقة ستقام في عمان في شهر أبريل المقبل.
وأشار الكثيري إلى أنه وزملاءه في الاختراع بذلوا جهوداً كبيرة لإنجاحه، وتحدوا معوقات مختلفة، غير أن نجاحهم في المهمة أزال عبء العمل عنهم، معرباً عن شعوره بالفخر لنجاح الاختراع.
وشرح أن هناك مشكلة أخرى، غير التمويل والانتظار، وهي أن شركة «فيدكس» أرسلت أدوات كانوا قد اشتروها من بريطانيا إلى مدينة «دوبلاند» في ايرلندا بدل إرسالها الى دبي، على الرغم من كونها شركة عالمية معروفة، مضيفة تأخيرا جديدا إلى برنامجهم، فضلاً عن الضغط الذي عانوه خلال تلك الفترة، ومتابعة الشركة لإعادة المواد المطلوبة، خصوصا أنها أساسية في إنجاز المشروع.
وأكد أن توزيع العمل وروح الفريق أسهما إلى حدّ كبير في الوصول الى النتيجة الحالية «لأن الجميع كان يعمل بروح التحدي وبجهد كبير لإنجاح الاختراع».
وأضاف أن «إنجاز الجميع أعمالهم بالدقة الكافية أدى إلى نجاح المشروع، خصوصاً أنهم كانوا يقسمون العمل إلى ثلاثة أجزاء، مثل الصوت والحركة الميكانيكية وغيرهما، وأن اتساق تلك المخرجات مع بعضها عند تطبيقها يحدد نجاح الاختراع من عدمه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news