بلدية دبي تروي مزروعات الدوّارات بالطاقة الشمسية

بدأت بلدية دبي استخدام مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل أنظمة الري بشكل كامل، بدءاً بالمضخة ومروراً بلوحة التحكم والمحابس الكهربائية، وانتهاء بمحطات المناخ المدمجة.

وقال مدير إدارة شبكة الصرف الصحي والري في البلدية المهندس حسن مكي لـ«الإمارات اليوم» إن بلدية دبي بدأت حديثاً استخدام الطاقة الشمسية لريّ المزروعات التي تغطي 20 دواراً منتشراً في مناطق دبي، على ان يتم استخدامها خلال العام الجاري في ري المساحات الخضراء المزروعة على 60 دواراً في مناطق متفرقة من الإمارة.

وقال مكي إن «التقنية المستعملة في تشغيل أنظمة الري بواسطة الطاقة الشمسية بسيطة نسبياً وغير معقدة بالمقارنة بالتقنيات المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى»، مؤكداً أنها «توفر عامل الأمان البيئي، لأنها نظيفة، لا تلوث الجو ولا ينتج عنها مخلفات».

وأشار رئيس قسم تشغيل وصيانة أنظمة الري في إدارة شبكة الصرف الصحي والري في البلدية المهندس عبداللطيف علي الجلاف، إلى استخدام الطاقة الشمسية في نظام الريّ في بعض الشوارع الرئيسة في الإمارة، مثل الجزيرة الوسطية في شارع بغداد، معتبراً أن «استخدام الطاقة المتجددة سيسهم في توفير استهلاك الكهرباء، لأن كلفة التشغيل معدومة، والطاقة مجانية ومتوافرة على مدار العام».

وشرح الجلاف أن «الطاقة الشمسية هائلة، يمكن استغلالها في أيّ مكان، وتشكل مصدراً مجانياً للوقود لا ينضب»، مشيراً إلى أن الامارات تتمتع بأعلى قدر من الإشعاع الشمسي، إذ تصل كثافة الإشعاع الشمسي، فيها بين 900 الى 1000 واط/م2 في منتصف النهار».

يذكر أنه يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية من خلال آلية التحويل الكهروضوئية، أي بتحويل الإشعاع الشمسي مباشرة إلى طاقة كهربائية بواسطة الخلايا الشمسية.

وأوضح الجلاف أن المهمة الرئيسة لقسم تشغيل وصيانة أنظمة الريّ في إدارة شبكة الصرف الصحي والريّ، هي نقل وتوزيع مياه الريّ المعالجة من محطات رئيسة لضخ المياه في محطتي معالجة مياه الصرف الصحي في كل من ورسان ومنطقة جبل علي، عبر شبكة ضخمة من أنابيب مياه الريّ، إلى المستخدمين النهائيين لهذه المياه.

وأردف أن محطتي معالجة مياه الصرف الصحي تعملان على إعادة استخدام نحو 480 ألف متر مكعب من مياه الصرف إلى مياه ري معالجة عبر شبكة ضخمة من الأنابيب تراوح أقطارها ما بين 100 ميلليمتر و2000 ميلليمتر.

إلى ذلك، قال الجلاف إن لائحة المستخدمين النهائيين لمياه الريّ المعالجة تتضمن إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي، التي تعتبر من أهم المستفيدين من مياه الريّ، إذ تستخدمها في ريّ الزراعات التجميلية والمسطحات الخضراء المنتشرة في مختلف شوارع مدينة دبي، إضافة إلى الحدائق والساحات الشعبية العامة.

وأردف أن المزارع تستفيد كذلك من مياه الريّ المعالجة حيث بلغ عدد المزارع المستفيدة من الخدمة منذ عام 2004 نحو 250 مزرعة، لافتاً إلى أن بلدية دبي أنشأت خط مياه ريّ رئيساً على طول شارع دبي - العين حتى منطقة اللسيلي أواخر العام الماضي بهدف توفير إمكان التوسع في تلك المناطق وعلى طول الشارع المذكور والمزارع القريبة منه.

وأضاف الجلاف أن عدد المزارع المستفيدة من مياه الري المعالجة في تزايد مستمر نتيجة زيادة الوعي البيئي لدى ملاك هذه المزارع بضرورة الحفاظ على المياه الجوفية وعدم ضخها بمعدل يفوق سرعة تجددها، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة ملوحة مياه الآبار مع مرور الزمن، لاسيما أن مياه الريّ المعالجة أثبتت ملاءمتها لمحاصيل زراعية متعددة.

من جهة أخرى، ذكر رئيس قسم تشغيل وصيانة أنظمة الري في إدارة شبكة الصرف الصحيّ والريّ في بلدية دبي، أنه مع تطور الحركة العمرانية في دبي خلال السنوات القليلة الماضية، ومع ظهور مجمعات عمرانية جديدة زاد الطلب من المطورين العقاريين مثل نخيل، وإعمار، ودبي العقارية، والاتحاد العقارية على مياه الريّ المعالجة لاستخدامها في ريّ المساحات الخضراء الجديدة.

ولفت الى أن نحو ثمانية ملاعب غولف في إمارة دبي تُروى بمياه الصرف المعالجة، التي توفرها البلدية، إضافة إلى عشرات من المشروعات العقارية المعروفة، كالمرابع العربية ومدينة برج خليفة وتلال الإمارات ومجمع حمدان بن محمد الرياضي وغيرها.