صحافي أميركي: المهارات المهنية الفيصل في الصراع بين الصحافة التقليدية والجماهيرية

خلصت ندوة «مستقبل الصحافة المكتوبة»، التي نظمتها جمعية الصحافيين، بالتعاون مع السفارة الأميركية في الإمارات أمس، وحاضر فيها الكاتب والصحافي الأميركي ستيف كول، إلى أن المهارات والمعايير المهنية الصحافية هي الحكم في الصراع بين الصحافة النمطية التقليدية والصحافة الجماهيرية، مهما اختلفت الوسيلة الاعلامية المستخدمة، مكتوبة كانت أو مرئية أو إلكترونية.

وحسب شرح كول للصحافة الجماهيرية، فهي «الصحافة التي يكون فيها أفراد المجتمع الناقلين للمعلومات والصورة، مستخدمين وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة في توصيلها، رغم أنهم لا يملكون الخبرة والمعايير المهنية المطلوبة لمزاولة العمل الصحافي».

ولم يتناول كول مؤشرات احصائية أو بيانات تحليلية، تجيب عن السؤال الذي يطرح نفسه خلال العامين الماضيين، حول مستقبل الصحافة المكتوبة وفرص صمودها في وجه قنوات الاتصال الحديثة، ووسائل نقل المعلومات، في ظل صعود الصحافة الجماهيرية التي تستخدم الوسائل الإلكترونية، إلا أنه أكد وجوب توافر المواصفات المهنية المطلوبة في الصحافي، والتي تتضمن استخدامه الأسلوب العلمي في جمع المعلومات وتحليلها وصياغتها وتوخيه الموضوعية والدقة، إضافة إلى ضرورة اكتسابه الخبرة العملية، التي تؤهله للقيام بدوره الصحافي.

وذكر كول أن التغيرات التي طرأت على أسلوب وأدوات نقل الأخبار والمعلومات، تحتم على الصحافي المتمرس أن يطور من أدواته، وذلك بالتعلم والتدرب على كيفية تسخير وسائل التكنولوجيا الحديثة، واستخدامها بالطريقة والمكان المناسبين، بما يخدم المحتوى ويرفع من مستوى عمقه وإمكانية وصوله إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين.

واعتبر كول أن هناك حاجة إلى وجود مؤسسات متخصصة تعمل على تعليم وتدريب الصحافيين على كيفية استخدام وتوزيع وسائل التكنولوجيا الحديثة بفاعلية، في إنتاج المادة الاعلامية بما يخرجها بالمستوى والعمق المطلوبين، معتبراً أن المستوى المهني، في صياغة ونقل المحتوى، سيظل الفيصل في معركة المنافسة ومواجهة التحديات التي تواجه الصحافة المكتوبة. وضرب كول مثلا باستمرار تربع الصحافة الاستقصائية، التي تتبع الاسلوب العلمي في التحليل، وجمع المعلومات والبيانات وتحليلها، وتدعمها بالأدلة والارقام على رأس الصحافة النوعية والجذابة والمطلوبة في آن واحد، مشيراً إلى بروز الصحافة الوثائقية، خلال السنوات الأخيرة، إذ احتلت أهمية وفرضت وجودها في الساحة، وهي نوع من الصحافة يتطلب توافر المهارات الصحافية المهنية ذات المستوى العالي، بما يؤهل الصحافي لاستخدام أساليب وأنماط متطورة في عرض وتحليل المعلومات، الأمر الذي لا يمكن لأفراد من الجمهور غير متمرسين في العمل الصحافي أن يقوموا به.