دراسة تُوصي بوضع برامج تأهيلية منزلية للمسنين
أوصت دراسة لجامعة الشارقة عن مشكلات المسنين واحتياجاتهم، بتوفير الرعاية المنزلية الشاملة للمسنين، وذلك من خلال تفعيل دور الخدمة الاجتماعية ووضع البرامج التأهيلية المنزلية للمسنين، مؤكدة ضرورة تفعيل دَوْر المسنين في المجتمع ودعوتهم إلى المشاركة في النشاطات الاجتماعية، والاهتمام بإنشاء واحات للمسنين، بحيث يتمكن المسنون من الالتقاء ببعضهم بعضا في مكان واحد، يتبادلون فيه الأحاديث ويرفهون عن أنفسهم بقصد قضاء أوقات فراغهم.
وبينت أن نسبة الأمية بين المسنين في الدولة تصل إلى 8.81٪، في حين أن 8.25٪ منهم ليس لهم دخل شهري ثابت، كما أن 57٪ لا توجد أماكن مخصصة لهم في المنزل، في حين أن الذين تتوافر لهم تلك المساحة محددة وصغيرة، إذ تَبَينَ أن 2.16٪ فقط منهم لا تزيد المساحات المخصصة لهم على 70 مترا مربعاً.
وكشفت الدراسة التي أجراها أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الدكتور أحمد فلاح العموش، أن تفاعل المسنين كان قوياً مع الأبناء المتزوجين والبنات المتزوجات والأحفاد والحفيدات وبوسط حسابي يزيد على (4)، وفقاً للمقياس الخماسي، وجاءت زيارة أقارب المسنين لهم في منازلهم في المرتبة الثانية، ومن ثم زيارة الأصدقاء لهم، وفي هذا المجال تبين أن الذكور يتفاعلون اجتماعياً أكثر من الإناث، كما يقل تفاعلهم بتقدم أعمارهم، في حين يزداد تفاعلهم بارتفاع دخولهم الشهرية.
وأشار العموش، في دراسته، إلى أن ارتفاع ضغط الدم يحتل المرتبة الأولى من الحالة الصحية للمسنين، ومن ثم يعتبر عدم استطاعتهم صعود الدرج معاناة حقيقية لهم واحتلت المرتبة الثانية، ومن ثم النوم المتقطع والمضطرب، فصعوبة التنقل والحركة، ومن ثم معاناتهم ضعف النظر والسكري، بالإضافة إلى شعورهم بضعف عام وضعف السمع تحديداً.
وتبين أن الذكور يعانون أكثر من الإناث في النواحي الصحية، وكذلك تزداد حدة معاناتهم بتقدم أعمارهم، في حين لم تكشف الدراسة وجود فروق معنوية في درجة معاناتهم الصحية تعود إلى مستويات دخولهم الشهرية. وأشار العموش إلى أن تأدية الشعائر الدينية تحتل المرتبة الأولى من بين الأنشطة التي يمارسها المسنون، ولم تظهر الدراسة أية فروق معنوية من حيث المعتقدات الدينية للمسنين وتأديتهم للشعائر تعود لأي من متغيرات الجنس، أو العمر، أو الدخل الشهري، وفي المرتبة الثانية جاء قضاء وقت الفراغ مع الأبناء والبنات، ومن ثم مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الإذاعة، أما قراءة الصحف والكتب والمجلات فجاءت ضعيفة ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة الأمية بين المسنين، كاشفا أن ممارسة المسنين للأنشطة من أجل قضاء وقت الفراغ تقل بتقدم العمر، وتزداد بارتفاع الدخل الشهري. وبين أن الموت يسيطر على تفكير المسنين، إذ احتل ترقبهم الموت من وقت لآخر المرتبة الأولى من تفكيرهم، وفي المرتبة الثانية جاء انزعاجهم عند مشاهدتهم جنازة، وفي المرتبة الثالثة عدم رغبتهم في الاستماع إلى أحاديث الناس التي تتعلق بالموت، ورابعاً خوفهم من الموت عندما يصابون بأي مرض، ومن ثم لا يتكلمون مع أصدقائهم وأقاربهم عن الموت.
وبينت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة معنوية تعود إلى جنس المسنين أو دخولهم الشهرية في ما يتعلق بخوفهم من الموت، في حين تبين أن الخوف من الموت يزداد بتقدم العمر.
وأشار العموش إلى أن الدراسة كشفت عن مشكلات يعانيها المسنون في الدولة، إذ جاءت مرتبة تنازلياً من الأعلى إلى الأدنى حسب شدتها على نحو الانفعال بسرعة، وشعورهم بالقلق والخوف من المستقبل، ومعاناتهم الملل وقضاء وقت الفراغ، وشعورهم بالحزن والكآبة، كما يضايقهم عجزهم عن حل بعض المشكلات التي تواجههم، وشعورهم بالعزلة والوحدة، وخشيتهم الظهور ضعفاء أمام الناس، وتبين أن الإناث يعانين هذه المشكلات أكثر من الذكور، كما تزداد حدة هذه المشكلات بتقدم العمر، وتنخفض حدتها بارتفاع مستويات الدخول الشهرية.