حاكم الشارقة: كلّ من يخطئ في حـق البلد لابدّ أن ينال عقابه
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن كل من يخطئ في حق البلد، لابدّ أن ينال عقابه.
وقال سموه، في مداخلة إذاعية أول من أمس، خلال برنامج الخط المباشر الذي يذاع عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، إن الإمارات بلد متحاب، داعيا المواطنين إلى تقديم مصلحة الوطن على أيّ شيء آخر، ومحذرا من «الانسياق وراء الاجندات الغريبة على المنطقة وعلينا، لأن هذا البلد له نظامه، وله أسسه، وله ناسه، وله تركيبته السكانية».
وتحدث صاحب السمو حاكم الشارقة بلغة صريحة، رافضا محاولات المزايدة على أهل البلد في وطنيتهم ودينهم، وداعيا مواطني الدولة للوقوف ضد من يسعى لإلحاق الضرر بوطنهم، قائلا إن «هذا الوطن له أسسه وتاريخه وتركيبته، وإن جذور الإماراتيين في الأعماق ومن ينخلع من الإمارات ليس له جذور».
كما دعا أبناء الإمارات إلى التكاتف والتعاون والالتفات نحو العطاء المجدي والصالح لرفعة الوطن. وحذر مَنْ تسول له نفسه التدخل في شؤون الوطن الداخلية قائلا إن «كل من يحاول العبث وإحداث الفوضى بهذا البلد، سينال عقابه».
ولفت إلى أن هناك أشخاصا من الخارج يحتجون على إجراءات قانونية تتخذ في دولة الإمارات العربية المتحدة، متناسين أن وطننا الإمارات يرحب بالجميع، ولكن على الجميع احترام القوانين المعمول بها في الدولة وعدم ربط الدولة بأجندات خارجية.
ووجه سموه أبناء الإمارات، بقوله «لا تتبعوا الأجندات الخارجية فأحضاننا، دافئة وقلوبنا مفتوحة»، مؤكدا سموه أن ولاء وانتماء جميع أبناء الدولة المنبثق من جذورهم الراسخة وحبهم لوطنهم، هو ما أسهم في ازدهار الدولة وتقدمها في مختلف الميادين.
وأضاف سموه في مداخلته: «كثيرون يدعون الإسلام ويفرضون التشريعات والفتاوى ولكن ليس لهم الحق في هذا الأمر أو في المزايدة على الإماراتيين في الدين والتشريعات، إذ إن هذه الشؤون لها أهلها من ذوي العلم والخبرة»، رافضا أن يفرض هؤلاء على الشعب الإماراتي أجنداتهم وأفكارهم.
وقال: «في الأمس القريب قام أحد الأشخاص، الذي تصور نفسه، أنه الحاكم بأمر الله، وسب دولة الإمارات العربية المتحدة فكان لزاما علينا أن نرد ونرد بكل قوة ولن نسكت ولن نتنازل عن حقنا أبدا لأن هذا الأمر غاية في الأهمية والخطورة ولن نسمح به، كما أن العبث الذي يحدث لا يشعر به الإنسان العادي بل نشعر به نحن.. وأقول له خذهم عندك ولا تفرض علينا أحدا».
وتابع: «أقول لهذا الشخص خليك في حالك وخلي الناس في حالها، فالأولى أن تصلح بيتك أولا ومن تستطيع أن تأمر عليهم، ولا تستطيع أن تأمر على الناس الآخرين أو تصححهم بالسيف».
كما دعا صاحب السمو حاكم الشارقة جميع الآباء والأبناء إلى الحفاظ على التربية السليمة والوطنية الصالحة وضبط الأمور والوقوف وقفة صارمة في وجه كل من يسيء للدولة، ويحاول فرض أجنداته الغريبة على الدولة، قائلا ألاحظ بنفسي العبث الذي يحصل للنشء، سواء على مستوى الجامعة أو على مستوى التربية. وتابع سموه قائلا: «لقد لاحظنا قيام بعض الجهات بأخذ شباب من المساجد بدعوى تدريبهم وهذا أمر مرفوض ولن نسمح لهم بأن يلعبوا بهذا البلد، هذه رسالة أقولها من هذا المنبر لكل الآباء أن يحفظوا أولادهم.. يجب عدم ترك الحبل على الغارب لابد من درء هذه الفتن والوقوف وقفة صارمة أمامها». وقال إن «الإنسان في دولة الإمارات له جذوره الراسخة في أعماق الأرض، ومن سينخلع منها ليس له جذور»، وذلك في معرض حديثه عن رسالة «ذات مضمون تحريضي»، قال سموه إنها وصلت إلى ديوان الحاكم، متابعا: «لابد أن تحترم هذا البلد ولا تسيء إليه حيث إننا في دولة تكرم الآخرين وتعلمهم وتدرسهم وتحضنهم وتساويهم بأبنائها وتجنسهم أيضا لكن لا نريد أن يكون مصيرها مثل النعجة التي ربت ذئبا لينقلب عليها ويأكلها حين يكبر».
ودعا أصحاب الأجندات الخارجية إلى الالتفات نحو شؤونهم الداخلية وعدم الربط بمسارات أخرى، والتدخل في شؤون الدولة التي يسودها الاستقرار والحب والتفاهم من قمة الهرم إلى القاعدة، مشيرا إلى أن الدولة لها أجندتها وأسسها وتركيبتها السكانية التي يتوجب احترامها من الجميع.
وقال سموه: «أنا لا أطالب أحدا بتقديم الولاء لهذا البلد خصوصا أنه من المفروض أن يكون ولاؤه لنا أصلا وليس لآخرين بهدف التخريب والتطاول عليها باللسان، ومن ثم بالسيف»، مستشهدا سموه بقصة موظف قدم شكوى لسموه بدعوى أنه مفصول من عمله بسبب إطلاق لحيته، غير أن هذا الكلام غير صحيح لأنه حصل على التقاعد لا على «التفنيش»، كما أوضح سموه.
ولفت إلى العطاء والتكريم والمزايا الكثيرة والمتواصلة التي يحظى بها جميع الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين عليهم احترام البلاد التي يعيشون على أرضها وينعمون بخيراتها، مطالبا الأشخاص الذين وفدوا إلى هذه البلاد وعاشوا من خيراتها باحترام قوانينها ومكتسباتها وأسسها. وقال سموه: «نحن في بلد متحاب متفاهم مع بعضه، من قمة الهرم إلى قاعدته».
وتابع: «يا أولادي وإخواني تعالوا معنا لننفع الناس ولنرتقي بالناس، لا تسيروا في طريق مدفوع من خلال أجندات خارجية من فضلك تعال أقم أجندتك الداخلية، تعال أصلح بيتك، أصلح فريجك، أصلح بلدك، وأصلح نفسك».
وقال سموه: «هذا البلد مرت عليه حالات من الفقر والمجاعة اضطر الناس فيه لأكل الذرة ولبسوا الخيش لكنهم لم يغادروا هذا الوطن وإذا اضطروا للعمل في البلدان المجاورة عادوا إلى أرضهم محتملين كل الظروف الصعبة لأن جذورهم ضاربة في العمق ومن ينخلع منها فليس له جذور». واختتم سموه تصريحاته بقوله: «هذه رسالة أوجهها لكل الناس، وهذا رد على الرسالة التي وصلتني بالأمس، وأرجو أن يسمعها كل من عنده ذرة من التفكير أن يعي هذا الكلام.. وأنا إنسان كل همّي على هذا الوطن والمواطن من صغيره إلى كبيره كما أنها دعوة للتكاتف والعمل الصالح».
من جانب آخر، وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كلاً من دائرة المالية المركزية ودائرة التخطيط والمساحة في الشارقة، بسرعة صرف تعويضات بقيمة 550 مليون درهم للمواطنين الذين تضرروا من هدم مزارعهم ومنازلهم القديمة التي كانت تُستغل مأوى للخارجين على القانون والمخالفين لقوانين الإقامة في عدد من مدن الإمارة، على أن تقوم هذه الدوائر بالبدء فوراً في صرف هذه التعويضات اعتبارا من غد.
وقال سموه إن هذه المبالغ لها قيمة لدى أصحابها، وتأخيرها يسبب مشكلات لهم، مضيفا أن «هناك مشكلة كبيرة في كلباء، خصوصا في منطقة سور كلباء، حيث ان هناك ثلاث فئات في مكان واحد ضيق، جماعة البلوش في جزء، وجماعة محمد بن عبيد في جزء ثانٍ، وجماعة الكنود في جزء ثالث، وأصبح المكان لا يتسع لكل هذه الفئات، وقامت دائرة التخطيط بتخصيص مزارع منخفضة، وأنا لا أحبذ ان يكون لهم منازل على هذه الارض المنخفضة.
كما يوجد فيه أيضاً سماد كيماوي، وهذا خطر على السكان، ما لم تعالج هذه الأرض قبل البناء لأن هذا السماد يسبب مرض السرطان، وأنا أبشر جماعة الكنود بأننا سنسرع في انجاز ما يطلبونه، إذ خصصت المنطقة الموجودة في السيح (منطقة الابار) لبناء 33 مسكنا لأشخاص متزوجين في اشد الحاجة، وأيضا هناك نحو 31 شاباً مقبلين على الزواج، وهناك أيضا أراضٍ سيتم تخصيصها في هذا المكان وستكون «قرية كندية». وسيتم نقل السكان القاطنين في المنطقة القديمة لينضموا الى اهلهم، ونستبدل البيوت القديمة بأخرى جديدة لتكون الصورة مكتملة لهذه الجماعة لتكون قرية متكاملة فيها الحدائق والمساجد وتتوافر فيها البنية التحتية كاملة.
وناشد سموه الأهالي عدم البناء في الأراضي الزراعية إلا بعد ان تعالجها وتأخذ العينات وتذهب بها إلى المختبر وتتأكد من أن هذه الأرض ليست بها كيمياويات.
وأشاد سموه بدور وزارة البيئة، قائلا إنها «أزالت العديد من الكسارات في مناطق مختلفة من الإمارة، كانت تتسبب في إيذاء السكان، وبالرغم من ذلك فهناك اتربة متروكة من الكسارات تثيرها العواصف الشديدة، وكان لابد من ان يقوم صاحب الكسارة بردم التراب لأنه يتطاير في الهواء كلما هبت الرياح، وأنا شاهدته بنفسي خلال اتجاهي إلى كلباء، لذا نطلب من وزارة البيئة ايقاف هذه الأوبئة والأمور تسير الى الأحسن وتتحسن مادام المواطنون متعاونين والمسؤولون أيضا، وكلنا في سفينة واحدة، ولابد أن يأتي التعاون من كل جهة».