دوريات مرورية تلاحق السائقين المثاليين
فوجئ حاج حسين محمد، باكستاني، يعمل سائقاً منذ 40 عاماً لدى أسرة مواطنة في منطقة مردف، بسيارة خفيفة تلاحقه بإصرار، ويطل منها شخص يخبره بأنه شرطي، ويطلب منه التوقف بالقرب من المنزل الذي يعمل لديه.
وامتثل محمد لأوامر الشرطي الذي طلب منه رخصة القيادة، وملكية السيارة، بدعوى أنه ارتكب مخالفة فاعترض السائق، مؤكداً أنه لم يخالف طوال حياته، على الرغم من أنه يعمل سائقاً ويدرك جيداً أنه كان يسير وفق القانون، فابتسم له الشرطي قائلاً «إنه فاز بجائزة نجم الطريق»، نظراً لسلوكه الجيد أثناء القيادة والتزامه آداب السير.
وقال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء محمد سيف الزفين، إن دوريات مرورية مدنية تقوم بدور الحكم في منافسات نجم الطريق التي وصلت إلى دورتها رقم 27 خلال العام الجاري، إذ يتولى الشرطي عملية الملاحقة، ومهمة تحديد درجة التزام السائق، وأحقيته بالجائزة الرمزية التي قيمتها 1000 درهم.
فيما ذكر مدير عام اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية، أحمد الشريف، أن الاتحاد الذي تبنى المنافسة منذ نسختها الأولى بالتعاون مع مديريات المرور، رصد أهمية وجود تعاون من جانب المجتمع مع الشرطة والجهات المعنية في مواجهة الحوادث التي تسقط مئات من الضحايا سنوياً، لافتا إلى أن المسابقة التي انطلقت في ثلاث إمارات خلال العام الجاري، تضفي لمسة إنسانية من شأنها تشجيع السائقين على الالتزام والقيادة الآمنة.
وتفصيلاً، قالت إيمان أنور، إحدى الفائزات في المسابقة، إنها كانت قادمة بصحبة أبنائها على طريق البحيرة في الشارقة، واقتربت من منزلها، وقبل أن تدخل إلى موقف السيارات داخل البناية التي تسكن فيها، فوجئت بشخص في سيارة مجاورة يطلب منها الوقوف بكل حزم، وإبراز الرخصة والملكية.
وأضافت إيمان أنها فوجئت بالشرطي يبلغها بالفوز في مسابقة نجم الطريق، موضحة أن «الشرطي كان يلاحقني من دون أن أشعر طوال المسافة التي قطعتها من مدرسة أطفالي حتى المنزل».
إلى ذلك، قال محمد عبدالرحيم، موظف في إحدى الشركات، إنه لم يتخيل إطلاقاً أن يكون أسلوب قيادته سبباً في تلقيه مكافأة مالية، مشيراً إلى أنه كان يقود إلى منطقة الراشدية حين أوقفته دورية مدنية وأبلغه الشرطي بفوزه في مسابقة نجم الطريق وحصوله على 1000 درهم مكافأة.
وأضاف أنه لم يسبق له ارتكاب مخالفات في حياته، منذ حصوله على الرخصة من سنوات عدة، لكنه يعلم جيدا أن المخالفات المرورية تزعج البعض، ولم يتخيل أن الشرطة تكافئ الملتزمين مثلما تخالف المتجاوزين، معرباً عن تقديره للمنافسة، وإصراره على الالتزام دائما على الطريق.
فيما اعتبرت شرطة دبي السائق حاج حسين محمد، نموذجاً للسائق المثالي الذي يستحق تكريماً خاصاً، لأنه يقود عملياً منذ 40 عاماً، ولم يسبق له ارتكاب مخالفة أو حادث، على الرغم من أنه يعمل سائقاً، ما يعني أنه يمارس مهنة تجبره على القيادة طوال الوقت. وأشار حاج حسين محمد إلى أنه لم يكرم سابقاً على قيادته الآمنة، لكنه يعيش في الدولة منذ أن كان عمره 12 عاماً، ويحس أنها وطنه الحقيقي، لذا يحرص على الالتزام بقوانينها، مؤكدا أنه لا يرى مبرراً لارتكاب المخالفات في ظل وضوح القانون وجودة الطرق في دبي والإمارات المختلفة.
وقال محمد إنه يعمل سائقاً لدى أسرة مواطنة، ويعتبر نفسه أميناً على أرواح أفرادها وسلامتهم، خصوصاً أنه يتلقى معاملة طيبة للغاية منهم، ولا يمكن أن يقابل ذلك بسلوك غير مناسب.
وأضاف أنه كان في طريقه إلى منزل الأسرة، ففوجئ بسيارة خفيفة تلاحقه ويطل منها شخص يخبره بأنه شرطي ويطلب منه التوقف، وامتثل لأوامر الشرطي الذي طلب منه رخصة القيادة وملكية السيارة بدعوى أنه ارتكب مخالفة، ثم ابتسم وأخبره بأنه فاز بجائزة نجم الطريق، نظراً لسلوكه الجيد أثناء القيادة والتزامه بآداب السير. فيما أكد مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، أن هذه المنافسات تعد من المبادرات المجتمعية بمشاركة اتحاد الإمارات لرياضات السيارات والدراجات النارية، ورعاية شركة كالتكس، وتعطي رسالة للسائقين أن الشرطة تكافئ الملتزمين مثلما تخالف المتجاوزين.
وقال الزفين إن «مرور دبي» سيحرص على تكرار هذه المنافسات والمبادرات خلال الفترة المقبلة، وسيعمل على تطبيق نظام النقاط البيضاء لمكافأة السائقين الملتزمين، حتى لا يترك مجالاً للمتهورين والمخالفين للشكوى المتكررة من الغرامات المستحقة عليهم، معرباً عن أمله في أن تكون هذه رسالة إيجابية للجميع. إلى ذلك قالت المديرة التنفيذية لشركة «سيل» المنظمة للمسابقات، روشانارا سايت، إن المنافسة لا تتعلق بمنح الفائزين جوائز مالية فقط، إنما توفر نوعاً من التوعية لفئة واسعة من أفراد المجتمع.