سعود القاسمي: الإمارات هي من صنعت تاريخها ولم يُصنع لها
قال صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، إن وفاءنا بالعهود التي قطعناها على أنفسنا لا يسمح لأي مغرض بأن يمس شبراً من بلدنا الذي سنحافظ عليه، مشدداً على أن «الإمارات هي من صنعت تاريخها، ولم يُصنع لها».
وأكد سموه في لقاء مفتوح مع عدد من أبناء إمارة رأس الخيمة، تناول خلاله ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي أخيراً، بحضور سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والشيخ طارق بن كايد القاسمي، رئيس مجلس أمناء جامعة الاتحاد في رأس الخيمة، أن «المتأمل لتاريخ الإمارات يقرأ قساوة الحياة التي عاشها أجدادنا، ورغم هذه القساوة إلا أنهم دافعوا عن أرضهم ووطنهم ببسالة وشجاعة، منتهجين نهج الحب والوفاء لتراب هذا الوطن الغالي الذي كان سبباً في نجاح دولتنا».
وأضاف سموه أن «أهل الإمارات أوفياء لوعودهم ومخلصون لبلدهم، والحمد لله أن دولتنا منذ نشأتها كانت وفية في كل مواقفها الخليجية والعربية، منطلقة في ذلك من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومقولته الشهيرة «البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي»، فأهل الإمارات تضامنوا في كل المواقف، وهذا ما انعكس على المقيمين فيها وشعورهم بالأمن والأمان والاحترام والتقدير الذي لقوه على أرض هذه الدولة.
وتابع سموه «أننا الآن نسمع بعض المزايدين الذين يريدون أن يعبثوا باستقرار هذا البلد، وأنا أقول لهم إن أهل الإمارات ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم، فهم واثقون بأنفسهم وتلاحمهم، ومواقف الإمارات سباقة في كثير من المجالات، وشخصية أهلها ليست مصطنعة، وثوابتها راسخة، وإن ما يتردد من أن البعض يضع نفسه بمكانة الموجه والناصح لأهل الإمارات، فهم ليسوا بحاجة إليه، فالإخلاص طيبة مغروسة في وجدانهم».
وأكد سموه «أنصح الذين يتدخلون في شؤون الإمارات ألا يتكلموا في شؤون لا تعنيهم، لأن من سبقوا خلفوا صرحاً كبيراً، والشعب الذي قام بالبناء هو نفسه الشعب المتلاحم كالجسد الواحد، وقد تعاهدنا منذ 40 عاماً من قيام هذا الاتحاد حكاماً وشعباً وعلى العمل معاً من أجل غد أفضل، وهذا الشعب هو من حافظ على هذا الاتحاد، وليس بحاجة إلى دروس توعية من أحد، فكيف لا نحافظ على البناء ونحن نحتضن شعوب العالم التي آثر أبناؤها أن يأتوا إلينا بإرادتهم حباً في كرامة العيش، وهو دليل على الأمن والأمان اللذين ننعم بهما والحمد الله».
وتابع «استطاع أهل الإمارات أن يعطوا الآخرين تجارب في التعايش المشترك، وبما لا يخل بالإخلاص والولاء، ومن خالف ذلك فعليه البحث عن مكان آخر، لأن الخيانة معيبة له ولوطنه، لقد انتهجنا سياسة الأبواب المفتوحة، ومن أراد النصح فعليه الدخول من الأبواب المشرعة على مصراعيها، إن ما حدث في الإمارات من تطور لم تشهده كثير من الدول، وإن تطور أداء الوزارات والجهات الاتحادية والمحلية من أولويات قيادتنا الحكيمة، وهي مستمرة لما فيه صالح البلاد، فكل ناصح يجب أن يحترم تراب هذا الوطن وألا يخلط بين التواضع والضعف.
وقال سموه إن «حديثي هذا موجه إلى من يريد أن يعطي الناس دروساً نحن في غنى عنها، فلا مزايدة على الدين والوفاء وحب الوطن، فنحن نحتضن الغريب للعيش بيننا، فكيف الحال بالنسبة لأبنائنا؟!».
ولفت إلى أن «ما أرساه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يزيدنا إصراراً على حب هذا الوطن، كما أنني أنوه بما قاله أخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عند زيارته السابقة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية في رأس الخيمة، والتقائه أبناءه الطلبة، «إنكم أنتم أغلى ما على تراب الإمارات». فمن يتقول على الإمارات لا ينتقص من مكانتها، فسجلها حافل في كل مواقفها، وشعبها جسد واحد، والحمد لله، موقف دولتنا واضح وضوح الشمس، وصورة أبنائنا وبناتنا مشرقة في كل المجالات وهي التي جعلت من دولتنا واحة للعلم والمعرفة، وان الإمارات محصنة بإرث المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة وأعضاء المجلس الأعلى حكام الاتحاد، ومسيجة بولاء أبناء الإمارات لوطنهم وقيادتهم، ولا نلتفت للتفاهات والمقولات المهزومة والمتداعية». وختم حديثه قائلاً: «من يقارن نفسه بالآخرين فعليه أن يتكلم بلغة الأرقام المرتبطة بالأعمال، إن خسارة أبنائنا هي خسارة لنا، فنحن قادرون على علاجهم وإصلاحهم، ونحن أوفياء لبلدنا، إننا نعرف جيداً لغة البناء، وهي تختلف كثيراً عن لغة الهدم. إن وفاءنا بالعهود التي قطعناها لا يسمح لأي مغرض بأن يمسّ شبراً من بلدنا، وسنحافظ عليه، فالإمارات هي من صنعت تاريخها ولم يصنع لها، كل إنسان يخطئ، لكن تصحيح الخطأ وارد، إذا ما كان هناك عزيمة وإصرار».