تزويج فتاتين ضمن الرعاية اللاحقة في دور رعاية الأحداث
تمكنت لجنة الرعاية اللاحقة في وزارة الشؤون الاجتماعية من تزويج فتاتين قاصرتين تورطتا في جرائم أخلاقية وأحيلتا الى دور الرعاية في الوزارة، من الفتيان الذين تورطوا معهما، وذلك ضمن برامج دمج الاحداث في المجتمع وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية.
وقال مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية حسين الشواب، إن الفتاتين تزوجتا ضمن التقاليد المعروفة، بعد موافقة ذويهما وأسر الفتيان، وأقيم لهما احتفال بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء، أسوة بغيرهما من العرسان في الدولة.
وأوضح الشواب أن الفتاتين قدمتا إلى دور الرعاية العام الماضي، وكانتا قد تورطتا في مشكلات أخلاقية، وصلت إلى حد فقد العذرية، ما يؤدي بالفتاة إلى خسارة حياتها الطبيعية، والتعرض للنبذ الاجتماعي، في حال عدم وجود حلول واقعية للمشكلة.
وأضاف أن الوزارة عملت على الحصول على استثناء من المحكمة، للموافقة على تزويج طرفين قاصرين بعد توضيح الحالة، كونها جزءاً من الحماية الاجتماعية، وتسير في مصلحة الاحداث أنفسهم، الامر الذي راعته المحكمة.
وأشار إلى أن الوزارة واجهت صعوبة في بادئ الامر في إقناع اهل الفتيان بتزويج اولادهم بالفتاتين، غير أنهم في النهاية اقتنعوا بأن أولادهم شركاء في الجريمة، وأن الفتاتين قاصرتان، وفعلتا ذلك بدافع الحب والغرام والتجربة وغيره من تداعيات سن المراهقة، وبرفقة الشبان الذين عانوا الحالة نفسها، ما دفعهم إلى قبول فكرة الزواج، والتعاطي بحكمة وعقلانية مع مشكلة افتعلها طرفان، وليس طرفاً واحداً، وفقاً للشواب. وأكد أن هدف الوزارة حماية الفتيات من النبذ الاجتماعي، والصورة الذهنية بأن الفتاة حاملة للعار في المجتمع، ما يمنع عنها فرص الزواج وتكوين أسرة، ويتسبب في انحرافها بصورة حقيقية أخلاقياً أو تعرضها لانحرافات أخرى.
وأوضح الشواب أنه في حال عدم نجاح تجربة الزواج، وانفصال الزوجين، فإن حالة الفتاة تكون طبيعية في المجتمع، كونها مطلقة وتحصل على فرصها في تكوين أسرة، فضلاً عن النظرة الاجتماعية المختلفة، وقبول المجتمع لها.
وقال إن عملية تحويل الاحداث إلى دور الرعاية في جرائم أخلاقية تتم بسرية، وبعد التنسيق مع الاهل، لإيجاد مخرج ملائم، مثل سفر ابنهم أو ابنتهم، أو إقامته برفقة احد اقربائه بشكل مؤقت، ريثما تجد حلولاً للواقعة، مبيناً أن حالات الاحداث السابقين الذين تم تزويجهم غير معروفة حتى لكثير من الاقارب، مؤكداً أن حماية الاحداث تتم بسرية كاملة. وأكد الشواب ضرورة وعي الاهل بالمرحلة العمرية لأولادهم، وتقديم النصح والمشورة لهم، ولعب دور الصديق، وتوعيتهم بما يترصد بهم في الشارع، ومنحهم العطف والحنان، مبيناً أن تورط الاحداث في مشكلات أخلاقية ينتج عادة عن الحاجة الى العطف والحنان، خصوصاً في الاسر المفككة، التي لا يتلقى الاولاد فيها الرعاية اللازمة. وأشار إلى أن الحدث ضحية مجتمعه، ويجب ألا ينظر اليه نظرة المجرم أو المذنب، كون ما صنعه نتيجة لحالة اجتماعية وعائلية معينة، تتحمل مسؤوليتها جهات مختلفة، أولها اسرة الحدث. وتابع أن برامج الرعاية اللاحقة تعمل على تأمين دمج الحدث في المجتمع بجميع الطرق والتدخل لحمايته، حيث تعمل على دمجه دراسياً، ومهنياً، فضلاً عن دمجه اسرياً واجتماعياً، وتذليل الصعوبات التي يواجهها حتى يستعيد عافيته كاملة، ويصبح جزءاً بنّاءً من المجتمع، كون الاحداث هم مستقبل الوطن، ويجب ان يبنوا بشكل سليم، حتى يكونوا عماداً وسنداً لبلادهم.