175 ألف مواطنة فاتتهن سن الزواج
قال عضو المجلس الوطني الاتحادي، مصبح سعيد الكتبي، إن «نسب العنوسة بين المواطنات ارتفعت إلى معدلات مقلقة»، وكشف أن «إحصاءات نفذتها جامعات في الدولة، أظهرت أن نسب العنوسة تصل إلى (60٪ ـ 68٪) من إجمالي عدد المواطنات، وأن عدد الإماراتيات اللواتي (فاتتهن سن الزواج)، يصل إلى 175 ألفاً»، فيما رفضت وزيرة الدولة رئيسة مجلس إدارة صندوق الزواج، الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، التسليم بصحة هذه الأرقام، مطالبة بـ«إحصاء رسمي من المركز الوطني للإحصاء»، لافتة إلى عدم وجود تعريف واضح للعنوسة.
وأصرّ الكتبي، الذي طرح سؤالاً على الشامسي خلال جلسة للمجلس الوطني عقدها في أبوظبي، أمس، حول ارتفاع نسبة العنوسة بين الإماراتيات، على أن الإحصاءات المشار إليها «قريبة جداً» من الواقع، وتزيد نسبة مطابقتها على 90٪، مدللاً على ذلك بأن التقرير الرسمي الصادر من المركز الوطني للإحصاء أكد أن نسبة الزواج من أجنبيات بلـغ 20٪، من عدد الزيجات في عام .2010
وأشار الكتبي إلى أن «العُرف السائد في الإمارات يعتبر الفتاة التي تخطت سن الـ30 عاماً، في عداد المتأخرات عن الزواج، بغض النظر عن السبب الذي حال دون زواجها، دراسياً كان أو نفسياً أو صحياً، وأن المجتمع ينظر إلى هذه الفتاة على اعتبار أنها (عانس)». وأوضح أن «لمشكلة العنوسة (تداعيات كبيرة)، خصوصاً في ظل عزوف الشباب عن الزواج، ومغالاة بعض الأسر في المهر والشبكة، ما دفع الشباب إلى الزواج بأجنبيات، وتالياً تأخر سن الزواج، وارتفاع معدلات العنوسة».
ولفت الكتبي إلى استطلاع أُجري «على مستوى ضيق»، أظهر أن 38٪ من العانسات تأخرن في الزواج بسبب اندماجهن في سوق العمل، و27٪ منهن توجهن للدراسة، و5٪ بسبب العادات الاجتماعية والقبلية، في حين أن 42٪ تأخرن في الزواج بسبب تأثير الأب والأم. كما أظهر الاستطلاع أن 73٪ من الطلبة يرون في تعدد الزوجات حلاً للعنوسة، في حين أن 49٪ فقط من الطالبات يرين في التعدد حلاً.
وأكدت رئيسة مجلس إدارة صندوق الزواج، ميثاء الشامسي، عدم إمكانية الأخذ بهذه الإحصاءات، «لأنها غير موثوقة»، مشددة على أن «أي أرقام حول الموضوع لابد أن تصدر عن جهة مسؤولة، ويتم من خلالها التواصل مع كل الأسر الإماراتية، لتحديد فئة الشباب والشابات، ثم استخلاص الأعداد الواقعة ضمن سن الزواج».
وقالت: «نحتاج إلى إحصاءات دقيقة لتحديد حجم المشكلة»، موضحة أنه «لا يوجد تعريف محدد خاص بالعنوسة، سواء في المجتمع الإماراتي أو المجتمعات الأخرى».
ورأت أن «العنوسة لم تصبح إلى الآن مشكلة»، مؤكدة أن «تأخر سن الزواج ليس له سبب واحد بل أسباب».
وقالت إن «صندوق الزواج أجرى دراستين لمشكلتين ترتبطان بتأخر سن الزواج لدى الفتيات، هما تكاليف الزواج، والزواج من أجنبيات»، وتابعت أن «الدراسة الأولى أظهرت أن 87٪ من العينة أكدوا وجود ارتباط بين المغالاة في متطلبات الزواج وعزوف الشباب عن الزواج، في حين أظهرت الدراسة الثانية أن أهم الإشكاليات التي تترتب على الزواج من أجنبيات هو ارتفاع نسب العنوسة بين المواطنات».