خولة كبنجي.. 12 ساعة يومياً بين طرود البريد

خولة كبنجي قصة نجاح. تصوير: مصطفى قاسمي

تقضي المواطنة خولة عبدالحميد كبنجي، ما يقرب من 12 ساعة يومياً بين طرود البريد والرسائل، من دون ملل أو كلل، سعيدة بعملها «الشاق». وقادت المصادفة خولة إلى الالتحاق بالعمل في هذا المجال قبل نحو 10 أعوام، لكنها أثبتت كفاءة كبرى، حولتها من مجرد موظفة مبتدئة إلى المدير التنفيذي بالإنابة في شركة «زاجل» للخدمات البريدية. وطوال ساعات العمل، تتنقل خولة بين الطرود والرسائل البريدية وتتابع فرزها، وتتأكد من نقلها لجهات التسلّم في وقتها، وأحياناً تنقل بعض الرسائل بيدها وبسياراتها الخاصة إلى المرسل إليهم.

وتروي المدير التنفيذي بالإنابة لـ«زاجل» قصتها مع خدمات البريد «في عام ،2002 بعد حصولي على شهادة الدبلوم العالي في مجال المحاسبة، تقدمت بطلب في معرض الوظائف، وتم توفير فرصة عمل لي في شركة متخصصة بمجال خدمات التوصيل والبريد». وتكمل «لم أستغرب هذه الوظيفة، وتقدمت للعمل فيها فوراً، على الرغم من معارضة بعض أفراد أسرتي، وما أن تسلمت مهام عملي الجديد حتى أحاطتني عبارات الثناء من مواطنين ومقيمين، باعتباري أول إماراتية وخليجية تعمل في هذا المجال».

وتابعت بالقول: «اعتبرت هذه الوظيفة هي التحدي الأكبر أمامي، وبدأت في موقع صغير جداً، وكنت مسؤولة عن تسلّم الخطابات وفرزها، والتأكد من وصولها إلى العملاء، وخلال ثلاثة أعوام أثبت كفاءة في أدائي الوظيفي، فتمت ترقيتي إلى درجة رئيس قسم»، وتضيف خولة «انتقلت إلى العمل في شركة (زاجل) لخدمات البريد، وهي شركة تعمل تحت مظلة الاستثمارات الحكومية، وتوليت منصب مدير عام العمليات، وكانت مسؤولياتي متنوعة بين مخاطبة العملاء والجهات الحكومية والأفراد»، إلى جانب «فرز الخطابات والتأكد من وصول الرسائل في الوقت المحدد وبالشكل الصحيح».

ومع تميزها في أداء عملها «تمت ترقية خولة إلى منصب المدير العام التنفيذي للشركة بالإنابة، لتتعدد مسؤولياتها بين إدارة العمليات في (زاجل) ورسم الاستراتيجيات ووضع نظم خدمات التوصيل وتوقيع العقود الجديدة مع الشركات والجهات الحكومية والخاصة، والمتعاملين».

لا تخفي خولة «سعادتها الكبيرة بأنها تحولت خلال 10 سنوات فقط من مجرد موظفة صغيرة ليست لها علاقة إلا بالخطابات والطرود البريدية، إلى مسؤولة في منصب قيادي منوط بها إدارة شركة تضم مئات الموظفين من جنسيات عدة، يعملون على أسطول من السيارات والدراجات التي تقدم خدمات البريد».

وترى أن المسؤولية التي تتحملها «كبيرة جداً كونها تتعامل مع ما يزيد على 7000 طرد ورسالة يومياً، مطلوب توصيلها إلى العملاء في إمارات الدولة كافة»، مشيرة إلى أن «خدمات الشركة تشمل أيضاً نقل رسائل وخدمات شحن إلى مختلف أنحاء العالم، ما يتطلب منها العمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى ما بعد السابعة مساء يومياً». لا تكتفي خولة بمهام منصبها القيادي، إذ «تحرص على الوجود يومياً في إدارة العمليات في الشركة، لتشارك في أعمال فرز الخطابات والطرود البريدية، وكثيراً ما تساعد موظفي نقل الرسائل على شرح العناونين لهم».

ولفتت إلى أنها «في بعض الأوقات تحمل بعض هذه الرسائل بسيارتها، وتنقلها بنفسها إلى أشخاص ممن يسكنون في المنطقة التي تسكنها، من دون أن ترى في ذلك أي تقليل من شأنها». وتشير خولة إلى أنها «كثيراً ما ترى نظرات الدهشة من بعض العملاء، لرؤيتهم امرأة مواطنة تعمل في مجال البريد، لكن هذه النظرات تتبعها عبارات ثناء، خصوصاً عندما يحصلون على خدمة مميزة ترضي طلباتهم».

تويتر