أسماك اللخم النافقة تطرد سياح الجير
انتشرت على شواطئ البحر في منطقة الجير، أخيراً، مجموعة من الأسماك النافقة، من نوعية تسمّى محلياً «اللخم»، ما أدى إلى حدوث نوع من التلوث البيئي على شكل روائح كريهة، وأشواك سامة، وتشويه للمنظر الجمالي للمنطقة. ونتيجة لذلك، لم تعد الشواطئ جاذبة للأسر والسياح، كما أكد بعضهم لـ«الإمارات اليوم»، مشيرين إلى امتناعهم عن التوجه إليها، وداعين الجهات المعنية إلى العمل سريعاً على إزالة هذه الأسماك من الشواطئ، واتخاذ إجراءات صارمة تمنع تكرار رميها على الشواطئ.
وعزا مدير هيئة البيئة والتنمية الدكتور سيف الغيص، وجود هذه الأسماك على الشواطئ إلى ممارسات خاطئة من بعض الصيادين، شارحاً أن شباك الصيد تحمل أصنافا من الأسماك، تعدّ غير مجدية تجارياً، أو غير مرغوب فيها، ومنها نوعية اللخم.
وقال إن «التخلص من الأسماك برميها على الشواطئ تصرف غير مسؤول، لأن له أضراراً فادحة، لا تنتهي عند استنزافها مكونات الثروة السمكية، بل تنعكس سلبا على البيئة البرية والبحرية. والاكثر خطورة، يضيف الغيص، أن أسماك اللخم تحوي أشواكاً سامة، تؤذي الناس صحياً، فهي من النوعية الغضروفية السريعة التحلل، ما يجعل من الصعوبة السيطرة على بقاياها».
وتابع الغيص، وهو أستاذ جامعي، أن «الأسوأ من ذلك أن أشواك أسماك اللخم، حينما تكون مدفونة في رمال الشواطئ تكون مؤذية لكل من تطأ قدماه الشاطئ، خصوصاً المصابين بأمراض مثل السكري»، مطالبا الصيادين بإعادة الأسماك التي لا تنطوي على عائدات تجارية أو غذائية، مثل أسماك اللخم، الى البحر وهي حية.
وأسماك اللخم من النوعية الشرشة، ولديها شوكتان سامتان في الذيل، وفي مثل الظروف المناخية الحارة، تهرب باتجاه الشاطئ، وأحيانا تدفن نفسها في الرمال، لكنها تترك شوكتيها بارزتين دفاعاً عن النفس.
وبحسب حسن راشد الأصلي، وهو من الصيادين المعروفين في رأس الخيمة، فإن سمك اللخم غير مرغوب فيه غذائياً، على الأقل على موائد الأسر المواطنة، ما يعني أن اصطياده غير مجد، لافتا الى أن الأشخاص الذين يمارسون الصيد بطريقة «الضغوة» عندما يجدون سمك اللخم في شباكهم يلجأون الى التخلص منه بإحدى طريقتين، إما رميه على الشواطئ أو في الماء.
وتعتبر منطقة الجير بوابة حدودية مهمة، ومع ذلك فهي الأكثر تضرراً من ظاهرة سمك اللخم، بسبب الروائح الكريهة التي تنتشر على نطاق واسع.
وقال خالد الشحي إنه يأسف لما لحق بالشاطئ من أضرار نتيجة وجود كميات أسماك اللخم النافقة، مشيراً إلى أن الروائح الكريهة تحرم الأسر التردد على الشاطئ بصورة مستمرة لقضاء وقت ممتع.
وطالب أحمد علي (من سكان المنطقة) بتنظيم دوريات تندرج ضمن مهامها رقابة الشاطئ، لضبط من يتسببون في تلويثه بالأسماك، فيما أكدت المواطنة (أم سعيد) أن شواطئ المناطق البعيدة، مثل الجير، تعاني قلة الاهتمام بها، على الرغم من كونها جهة سياحية مهمة، تقصدها الأسر في غياب الحدائق ووسائل الترفيه العصرية.