فريق عمل في «الهيئة» أكد وجود تشققات في جدرانها ناجمة عن مرور القطارات
«الطرق» تتعهد بصيانة منازل فــــي الراشدية تضررت من اهتزازات المترو
أعلن رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، مطر الطاير، عن اتخاذ الهيئة إجراءات سريعة للحدّ من تأثير الاهتزازات والضوضاء الناجمة عن تشغيل وصيانة «مترو دبي» في منطقة الراشدية، في مساكن موجودة قريبا من مرآب المترو، مؤكداً حرص الهيئة على ضمان راحة سكان المنازل المجاورة، واستقرارهم، وعدم تأثر حياتهم بأعمال تشغيل وصيانة المترو.
وقال خلال لقائه عدداً من أصحاب المنازل المتأثرة، إن الحلول السريعة التي قررت الهيئة اتخاذها في ضوء النتائج الأولية التي خلص إليها فريق عمل درس وعاين الموقع، تشمل صرف مبالغ تخصص لصيانة وترميم المنازل المتأثرة، البالغ عددها 17 منزلاً، وبناء حواجز لعزل الصوت بموازاة المنازل المتأثرة، مضيفاً أن هذه الحواجز ستكون مرتفعة بحيث توفر الخصوصية للسكان، إضافة إلى دراسة إنشاء حواجز خرسانية تحت الأرض بالعمق المطلوب، لامتصاص الاهتزازات الناجمة عن حركة مرور القطارات، ووقف استخدام الأبواق في المرآب، والتدقيق على شركة صيانة وتشغيل القطار للالتزام بقرار منع استخدام الأبواق، مشيراً إلى أن الهيئة ستقيم نتائج تطبيق هذه الحلول للتأكد من فاعليتها. كما ستقوم بعد استكمال البحوث الميدانية بدراسة تعويض الملاك بمنازل بديلة في مناطق أخرى، سيتم رفعها إلى جهة الاختصاص للاعتماد.
وأوضح الطاير أن النتائج الأولية للدراسة الميدانية التي نفذها فريق العمل، خلصت إلى تأثر بعض المنازل بالضوضاء الناجمة عن صرير احتكاك عجلات القطارات عند تجاوزها المنعطفات، أثناء إجراء الاختبارات اللازمة لها في مرآب المترو في الراشدية. كما أن بعض المنازل تتأثر بأصوات أبواق القطارات، على الرغم من تأكيدات المسؤولين في شركة التشغيل والصيانة التزامهم بعدم استخدام صافرات التنبيه، تنفيذاً لتعليمات الهيئة بهذا الخصوص.
كما خلص فريق العمل إلى أن المنازل «التي تمت معاينتها من الداخل والخارج تعرضت لكثير من الشقوق الإنشائية وغير الإنشائية، التي تعزى أسبابها إلى عوامل عدة، من ضمنها الاهتزازات الناجمة عن حركة مرور القطارات من وإلى المحطة، وتحديداً المنازل الأربعة المجاورة لحديقة الراشدية».
وأشار تقرير الفريق إلى أن سكان المنازل الخمسة الأولى، الواقعة باتجاه حديقة الراشدية، يعانون انعدام الخصوصية، نتيجة انكشاف المنازل على مرآب المترو.
وأكد أن الهيئة اعتمدت في تنفيذ مشروع مترو دبي على منهجية واضحة للمعايير الهندسية، المتبعة عالمياً ومحلياً في إمارة دبي، إذ ألزمت التحالف المنفذ لمشروع المترو بالتقيد بتلك المعايير أثناء مرحلة التنفيذ، منها الأخذ في الاعتبار الحدود المسموح بها عالميا للضوضاء والاهتزازات الناجمة عن حركة القطارات، مشيراً إلى أن مقدار الضوضاء في مرآب الراشدية الذي رصد في منتصف يناير الماضي بلغ 695dbA وهي أقلّ من النسبة المسموح بها أثناء التنفيذ، وقدرها 707dbA وفقاً لمعايير بلدية دبي، وهي أعلى بقليل من بعض المعايير العالمية المقدرة بنحو 65 dbA للضوضاء، موضحاً أن الهيئة وقعت أخيراً اتفاقية مشتركة مع شركة «جيرب العالمية» الألمانية لدراسة وقياس مدى تأثير الضوضاء الناجمة عن حركة القطارات، بما في ذلك الاهتزازات الناتجة عنها وتأثير ذلك في المباني المجاورة للخط الأحمر.
وكانت «الإمارات اليوم» نشرت الأسبوع الماضي شكوى من سكان في منطقة الراشدية، تحدثوا فيها عن معاناتهم من الإزعاج الذي يسببه لهم مترو دبي منذ بداية العمل فيه في ،2005 خصوصاً أن منازل بعضهم قريبة من خط المترو ومرآب الراشدية، الذي تتم فيه عمليات صيانة القطارات وتجريبها قبل تشغيلها لليوم الثاني، إضافة إلى انهيار سقف أحد المساكن في المنطقة.
وأشاد المتضررون من ضجيج المترو، بهذه المبادرة، مؤكدين أن الاستجابة لمطالب السكان تعكس إحساس مسؤولي الهيئة بمسؤوليتهم الوطنية والإنسانية، منوهين خصوصاً بقرار الهيئة إيقاف بوق المترو، وتخصيص مبلغ لصيانة المنازل، ودراسة موضوع الاهتزازت التي يسببها المترو.
وقال يوسف حمد، إن تعامل الهيئة اتسم بالمصداقية والشفافية، لافتاً إلى وجود لجنتين سابقتين اطلعتا على المنازل لكنهما لم تقدما تقارير عن الحالة الصحيحة للسكان. وأعرب عن اعتقاده الكامل بأن الهيئة ستأخذ الإجراءات اللازمة تجاه الشكوى، ولن تتردد في حلها. أما عبدالرحمن الحاج، فقال إنه مرتاح للجهود التي تبذلها الهيئة من أجل وضع حل نهائي لهذه المشكلة، وضمان راحة السكان، مشيرا إلى أن الهيئة وعدت بتقديم حلول جذرية قريباً.
وأكد إبراهيم عبدالله، أن الجدية التي تعاملت بها الهيئة مع مشكلة السكان تمثل اعترافاً منها بأن من حقهم التوصل الى حلول تنهي معاناتهم. وأضاف أن اللجنة الحالية رفعت التقرير المناسب، ورصدت جميع الأضرار التي تعرض لها سكان المنطقة.
ووصف سعيد الهش لقاء الهيئة بالمتضررين بأنه مثمر، ويرقى إلى مستوى التطلعات، مضيفاً أن السكان أعربوا عن رضاهم بالحلول التي اقترحتها الهيئة لإنهاء مشكلتهم. وقال إن استجابة هيئة الطرق للشكاوى المنشورة في «الإمارات اليوم» تؤكد أن مؤسسات حكومة دبي تعمل من أجل راحة المواطن والمقيم، وتحرص على سلامتهم.
وكان الطاير أعلن أن الهيئة قررت تشكيل لجنة من عدد من الاستشاريين والمهندسين، للمرة الثالثة، لدراسة أي آثار محتملة ناجمة عن الاهتزازات المنبعثة من مترو دبي على منازل المواطنين في منطقة الراشدية، حرصاً منها على اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية مساكن المواطنين، والتأكد من عدم تسبب المترو في أية مشكلات لهم، لكنه اكد في الوقت نفسه أن الهيئة شكلت في أوقات سابقة لجنتين محايدتين خلصتا الى ان المترو ليس مسؤولاً عن الأضرار التي لحقت ببعض المنازل.
وقال: «إذا ثبت أن للمترو أي آثار سلبية في منازل المواطنين وأن الاهتزازات الصادرة عنه تتسبب في تصدعات محتملة لبيوتهم فسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأمر فوراً»، لافتاً إلى أن الهيئة كلفت شركة متخصصة لمعاينتها وتحديد الحالة الإنشائية لها، بالصور والوثائق، قبل وبعد تنفيذ المشروع، وذلك تأكيداً لمبدأ رضا الجمهور، وحرصاً على عدم تأثير أي جزء من المشروع في المنازل المجاورة.
وأكدت الهيئة أنها بالتعاون مع مقاول المشروع كلفت شركة متخصصة لمعاينة المنازل المجاورة لمركز صيانة مترو دبي في الراشدية وتحديد الحالة الإنشائية لها بالصور والوثائق قبل وبعد تنفيذ المشروع، كما طلبت من مقاول المشروع إعداد دراسة التأثيرات البيئية للمشروع قبل تنفيذه عن طريق مكتب استشاري متخصص، وافقت عليها الجهات الحكومية المعنية، وهذه الدراسة راعت عدم ظهور أي نتائج سلبية في المنازل المجاورة.
ودعت الهيئة الجمهور وأصحاب المنازل المعنية إلى التعاون معها في تحديد الصعوبات والمشاركة في طرح الحلول المناسبة لها، بعد التأكد من أن هناك آثاراً سلبية. كما أنها على استعداد للتعامل بشكل مباشر مع أية شكوى ترد من أفراد الجمهور ومعالجتها بصورة ملائمة، وإن تطلب ذلك التنسيق مع جهات معنية أخرى في هذا الشأن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news