أعاد رسم الخريطة المائية فنال جائزة التميز

إبراهيم جمعة «رقم صعب» في الهندسة الساحلية

جمعة حقق طموحاته الدراسية خلال العمل. الإمارات اليوم

خلال بضع سنوات، وصل المهندس إبراهيم محمد جمعة، إلى مرحلة النضج المهني، وصار رقماً صعباً في مجال الهندسة الساحلية، يشار إليه بالبنان عند التفكير في إنجاز أي مشروع ساحلي استراتيجي، ليس على مستوى إمارة دبي فحسب بل على مستوى الدولة، بعدما تمكن، بمشاركة فريق من المهندسين الماهرين، من تحويل قسم إدارة المنطقة الساحلية والقنوات المائية في البلدية من جهة تعنى بالتنظيم الروتيني ووضع الإجراءات التنسيقية والرقابية المطلوبة للمحافظة على سلامة الشواطئ والبيئة الساحلية في إمارة دبي، إلى كيان مرجعي مسؤول عن تنفيذ مشروعات استراتيجية، يعمل وفق متطلبات وشروط فنية وتقنية فائقة التخصصية والدقة، يطبقها في سبيل بناء منظومة من التنمية الساحلية المستدامة، قوامها سلسلة عملاقة من المشروعات الاقتصادية الاستثمارية والسياحية.

يشغل جمعة منصب رئيس شعبة هندسة السواحل في قسم إدارة المنطقة الساحلية والقنوات المائية في إدارة البيئة في البلدية، وهو حائز جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز لعام 2012 (جائزة الموظف المتميز في المجال التقني). كما أنه العضو العربي الوحيد في فريق عمل اعداد ادلة التصميم الدولية للقنوات المائية، وهو فريق دولي، مقره بروكسل، يضم نخبة النخبة من الخبراء والمهندسين في مجال الهندسة الساحلية في العالم، ويعمل حالياً على وضع أول معايير تصميمية مرجعية دولية للقنوات المائية.

دراسة الهندسة المدنية كانت حلمه، لكن دخوله مضمار الهندسة الساحلية جاء بمحض المصادفة، بعد أن بدأ العمل في بلدية دبي التي يعمل فيها منذ أن حصل على الدبلوم العالي في الهندسة المدنية قبل سبع سنوات، وحصل خلال عمله فيها على بكالوريوس الهندسة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. ولم يكتفِ بالحصول على البكالوريوس، بل واصل دراسته حتى حاز ماجستير في مجال الادارة الهندسية، وذلك أيضاً خلال عمله في بلدية دبي.

ويقول رؤساؤه إنه كان يرفض خلال دراسته أن يتقدم بطلب تفرغ للدراسة، أو أن يداوم ساعات عمل مرنة، ولم يحدث قط، كما يؤكد زملاء له، أنه أنجز واجباً دراسياً خلال ساعات عمله.

نصحه زملاؤه ورؤساؤه في العمل أكثر من مرة خلال السنوات الماضية بالترشح لجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، لكنه كان دائماً يرفض الى أن وافق هذا العام في وقت وصل فيه الى التألق المهني نتيجة العمل الدؤوب والتراكم الخبراتي، فجمع ملفاته وحصر المشروعات التي شارك في تنفيذها وتقدم بها للمنافسة في الجائزة، معتبراً أن الوقت أصبح مناسباً، بعدما تمكن خلال العامين الماضيين من تنفيذ أفكار ومشروعات استراتيجية لم تكن ضمن إنجازات بلدية دبي فحسب، بل خدمت قطاعات مختلفة في دوائر أخرى على مستوى الإمارة.

اشتغل جمعة على مجموعة من المشروعات الساحلية التي منحت الامارة والبلاد علامات بارزة، من بينها مشروع تطوير مرفأ ديرة، ومشروع إنشاء منفذ حدودي بحري في خور دبي، ومشروع استكمال قناة الخليج التجاري وتوصيلها بالبحر، ومشروع إعادة تأهيل خور دبي، ومشروع إعادة تأهيل ساحل جميرا الأولى.

ويؤكد جمعة أن منهجه المتبع في الوصول الى التميز يقوم على عدد من المبادئ، من أهمها الجرأة في اتخاذ القرارات التي يجب أن تتخذ ببعدها الاستراتيجي، كما يقول، لا بمعزل عن كل القرارات المرتبطة بها آنيا ومرحليا ومستقبليا، الأمر الذي يتطلب الخروج على الاجراءات الروتينية أحياناً، حتى إذا كان هو نفسه من وضعها، أو أسهم في وضعها، لأنه يؤمن -حسب تعبيره- بأن على الإجراءات أن تتطور وتتغير جذرياً باستمرار، لأن الاهم بالنسبة اليه هو الكفاءة وقدرة الاجراء على إضافة قيمة للعمل، خصوصاً أن مجال الهندسة الساحلية يقوم الى حد كبير على البحث والتجربة بعكس تخصصات أخرى مثل الهندسة الانشائية التي تحتكم الى معادلات ثابتة لا تتغير.

وجمعة هو المهندس الإماراتي الوحيد الممارس للهندسة الساحلية في الدولة، فلا وجود لمهندسين مواطنين في مجال الهندسة الساحلية، على الرغم من أن الإمارات دولة ساحلية، يعتمد فيها النشاط الاقتصادي والاجتماعي والصناعي والمعيشي على المشروعات الساحلية التي تمثل حجر أساس في مشروعات التنمية الحضارية من مشروعات محطات التحلية الى مشروعات الواجهات البحرية السكنية والاستثمارية، فضلاً عن الموانئ التجارية والقنوات المائية التي تمثل عصب النشاط الاقتصادي، إلا أنه لا يوجد مهندسون مواطنون في مجال الهندسة الساحلية.

وقد شارك منذ بضعة أسابيع في المؤتمر الدولي للهندسة الساحلية ICCE وهو أكبر مؤتمر يعقد على مستوى العالم في مجال الهندسة الساحلية، وهو عضو في 16 جهة تعمل في مجال الهندسة الساحلية من بينها لجان وفرق ومنظمات فنية واستراتيجية، داخلية ومحلية واتحادية ودولية.

تويتر