المنصوري حرص على أن يضم مشروعه عناصر من التراث الإماراتي. تصوير: أحمد عراديتي

المنصوري يحوّل مقهى إلى «متحف» لتراث الدولة

حوّل شاب مواطن مقهى يملكه في دبي إلى «متحف لتراث الإمارات» يعرض لوحات نادرة للدولة قبل عشرات السنوات، ومقتنيات من البيوت القديمة، ويقدم مأكولات تراثية إلى المواطنين والسائحين.

ويهدف الشاب أحمد المنصوري من مشروعه إلى أن «يستفيد زبائنه من وقتهم في المقهى بالتعرف إلى تاريخ الدولة، وأهم الأحداث التي مرّت بها دبي».

وقال المنصوري لـ«الإمارات اليوم»: «يستقبل المقهى عدداً كبيراً من السائحين، كونه يقع على شارع الشيخ زايد في مواجهة برج خليفة، لذلك حرصت على أن يتعرف السائحون إلى تاريخ دبي والدولة، مثلما استمتعوا بحاضرها المبهر».

ومن يتجول في المقهى، المكون من طابقين، يرى صوراً قديمة ونادرة لمعالم الدولة، ولقطة لأول زيارة للملكة إليزابيث لدبي، وصوراً لرؤساء القرن الماضي، وهم يتجولون في الإمارات، ولقطات لقوافل الإبل القديمة في الدولة.

كما تحمل جدران المقهى صوراً للأيام الأولى للمشروعات العملاقة في دبي، مثل ميناء جبل علي وميناء راشد وأبراج شارع الشيخ زايد.

وأضاف المنصوري «بدأت قصة هذا المشروع قبل عام تقريباً، وكان مقهى تقليدياً يقدم المأكولات والعصائر والمشروبات الساخنة كغيره من مقاهي الإمارة، لكن لقربه من منطقة برج خليفة، بدأ يستقبل سائحين، إضافة إلى عدد كبير من المواطنين».

ويكمل: «وجدت أن هؤلاء الشباب يستغرقون في مشاهدة المباريات، والحديث في الهواتف وتبادل الرسائل النصية، ولا يستفيدون من وقتهم، ومن هنا جاءتني فكرة أن أقدم إليهم شيئاً يجعل الساعات التي يقضونها في المقهى، أمراً مثمراً».

وتابع: «قررت أن يتحول المقهى إلى ما يشبه المتحف، فزودته بلقطات نادرة تحكي أجزاءً من تاريخ دبي والإمارات، وصوراً لقادة الدول الذين حرصوا على زيارة دبي قبل عشرات السنوات، إضافة إلى صور لبدايات المشروعات الكبرى في الإمارة، ولقطات للأسواق الشهيرة، مثل سوقَي نايف ومرشد، وشوارع الشندغة القديمة».

وحرص المنصوري على أن يضم مشروعه عناصر من التراث الإماراتي، مثل «العريش» الذي كان يصنعه الصيادون على الشواطئ للاستراحة فيه، بعد رحلات الصيد. ويضم المقهى أكثر من عريش يجلس فيه الزبائن لتناول العصائر والشاي والقهوة.

ويجلس زبائن المقهى على مقاعد مستمدة من البيوت القديمة، وحولهم أجهزة الراديو والتلفاز التي كانت في بعض المنازل قبل عشرات السنوات، ولم يرَها كثير من أبناء الجيل الجديد، وفق المنصوري.

وحتى تكتمل الصورة التراثية، يقدم المقهى للمواطنين والسائحين مأكولات مستمدة من التراث، وبعض المأكولات الشعبية للدولة، مثل الهريس والثريد.

وأمام باب المقهى، وضع سيارة كلاسيكية تعود إلى أيام ما قبل قيام الاتحاد، وخصص جزءاً في الطابق الأول مزيناً بصور للسيارات القديمة التي كانت أولى سيارات دخلت الدولة.

وأكثر ما يسعد المنصوري، أنه «يستقبل سائحين يسألونه عن محتوى الصور الموجودة في المقهى، وكثيراً ما يصحبهم في جولة بين تلك الصور يشرح لهم من خلالها جزءاً من تاريخ دبي»، مضيفاً «كثير من الشباب المواطنين ممّن هم في مقتبل العمر يسألونني عن بعض الصور، ويُدهشون حين يعلمون أن الصور التُقطت لمناطق أصبحت الآن عامرة بالمنشآت العمرانية الكبرى». ولم يكتفِ المنصوري، بالصورة التي وصل إليها المقهى، أو المتحف، كما يسميه بعض الزبائن، بل يعتزم مخاطبة الجهات الثقافية والسياحية في الدولة، لتمدّه بصور أخرى، وكتيبات تنقل تاريخ الدولة ومعالمها، ليضعها على الطاولات، ما يساعده على توفير معلومات كاملة وموثقة لزبائنه عن تاريخ الإمارات وحاضرها.

الأكثر مشاركة