عبدالرحمن سعيد بالعودة إلى البيت والمدرسة. تصوير: تشاندرا بالان

الطفل «عبدالرحمن» يغادر المستشفى اليوم

يغادر الطفل عبدالرحمن هشام (ست سنوات - مصري) مستشفى القاسمي، اليوم، في حالة صحية مستقرة بعد أن أمضى ثلاثة أسابيع متنقلاً بين العناية المركزة وقسم الأطفال، نتيجة إصابته بتسمم كيميائي من مبيد حشري طوال الفترة الماضية، إذ عادت وظائف القلب إلى طبيعتها ولم تتأثر بقية أعضاء الجسم.

وقالت استشارية الأطفال في المستشفى، الدكتورة إلهام الأميري، التيتابعت حالته من البداية، إن «عبدالرحمن حالياً في حالة صحية جيدة ويستطيع العودة إلى بيته، على أن تتم متابعته خلال الفترة المقبلة ».

وأكدت أنه يتعين أن يراجع المستشفى مرة واحدة في الأسبوع خلال الفترة المقبلة، وبعدها ستكون المراجعة حسب الحالة، وبعد شهر سنجري له أشعة على القلب للتأكد من حالته، مشيرة إلى أن «السموم لم تترك آثاراً جانبية في حالته».

وتابعت «نظراً لتحسن الحالة الصحية العامة ولاستجابته للعلاجات، فقد تم نقله في 13 سبتمبر الجاري من قسم العناية المركزة إلى قسم الأطفال، وحالياً أصبح بحالة صحية جيدة». وأكدت استشارية الأطفال، الدكتورة موزة الزعابي، أن «القسم قدم للطفل العلاجات والاحتياجات اللازمة، وبذل الفريق الطبي كل جهوده من أجل سلامته حتى مغادرته المستشفى وهو في حالة صحية جيدة.

إلى ذلك عبر والد الطفل عبدالرحمن، المقيم في الإمارات منذ نحو ثماني سنوات، ووالدته، عن فرحتهما بسلامته وعودته معهما إلى البيت، مضيفين أنهما سينقلانه إلى مدرسة جديدة، وكان الطفل سعيداً وهو يتنقل بين أفراد الكادر الطبي والتمريضي والاعلاميين ويقدم لهم الحلوى والشوكولاتة ويستعجل الوقت كي يعود إلى المدرسة.

وكان الطفل عبدالرحمن وشقيقته حبيبة دخلا المستشفى في الثاني من سبتمبر الجاري، بحالة اشتباه بتسمم غذائي، لكن نتائج المختبرات والفحوص أثبتت أنه تسمم كيميائي، ماتت على إثره الطفلة، وتمكنت الجهات المعنية من الوصول إلى أسباب الحادث وهي الإصابة بتسمم كيميائي ناتج عن استنشاقهما غاز (الفوسفين السام) الذي ينبعث من مادة فوسفيد الألومنيوم، وتم اكتشاف وجود أقراص منه في الشقة المقابلة لشقة الطفلين في أحد الأبراج السكنية في مدينة الشارقة، وتسربت الرائحة إلى الشقة عبر فتحات التهوية، ما أدى إلى استنشاق الطفلين لها.

وقالت شرطة الشارقة حينها، إنه بالوصول إلى الشقة السكنية التي تضم الطفلين وأسرتهما فوجئ الفريق بوجود رائحة قوية تنبعث من الشقة المقابلة لشقة الأسرة، ومن واقع الخبرة المتوافرة لدى خبراء المختبر الجنائي تم الاشتباه بوجود مادة كيميائية تستخدم بطرق غير مشروعة في مكافحة المبيدات الحشرية داخل الشقة المقابلة، وبالسؤال عن سكان الشقة تبين أن أسرة هندية موجودة حالياً خارج الدولة تستأجرها. ومع تزايد الشكوك بوجود مواد كيميائية في الشقة تقرر فتحها وبعد استيفاء الإجراءات القانونية والتدابير الاحترازية الضرورية ودخول الشقة وتفتيشها تبين وجود 26 قرصاً من مادة فوسفيد الألومنيوم الممنوع تداولها، وقد تم توزيعها في مواقع مختلفة من الشقة بطريقة تدل على أنها استخدمت بهدف تطهير الشقة من القوارض والحشرات بعد سفر قاطنيها، وثارت الشكوك بأن الطفلين تعرضا لاستنشاق الغازات السامة المنبعثة من تلك المبيدات عالية السمية.

الأكثر مشاركة