محمد بن راشـد لرؤســاء الدوائر: لا معوّقات ولا أعذار بعد الآن

أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، بتشكيل مجلس ادارة تنظيم الفعاليات والمهرجانات في إمارة دبي برئاسة رئيس شركة اعمار، محمد علي العبار، على أن يكون تحت إمرة سموه مباشرة، وبتشكيل مجلس الإدارة من القطاعين الحكومي والخاص من ذوي الخبرة والتميز في مجال الترويج السياحي والتجاري وتنظيم المهرجانات بكل انواعها.

كما أمر سموه بإعفاء مؤسسة دبي للفعاليات من رسوم الـ10٪ على فعالياتها وانشطتها التي تقوم بها في دبي والتي تترتب عليها للدوائر والجهات الحكومية المعنية، معتبراً سموه أن الإعفاء يسهم في تفعيل دور المؤسسة والتخفيف المالي عن كاهلها لتتمكن من الالتزام بمسؤولياتها من دون عراقيل مادية أو لوجستية، كما أمر سموه بإعادة الموازنة المالية السنوية للفعاليات الى ما كانت عليه سابقاً.

وطالب سموه المسؤولين والجهات الحكومية المعنية بضرورة تكثيف جهودهم وإطلاق المبادرات الخلاقة من أجل ترسيخ مكانة دبي مدينةً عالميةً للمهرجانات التسوقية والفنية والاجتماعية والترفيهية والسياحية.

وقال سموه خلال زيارته أمس إلى مقر مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، مخاطباً رؤساء ومديري الدوائر الحكومية المحلية «أريد منكم الشفافية والعمل بروح الفريق الواحد كي تعود دبي إلى عهدها وحضورها وريادتها في استضافة وتنظيم المعارض والمهرجانات السياحية والفنية، خصوصاً الموسيقى التي تُعنى بالأطفال والعائلات»، مضيفاً سموه «لن يكون هناك أية معوقات بعد الآن وستقومون بواجبكم بكل مرونة ودعم مني شخصياً، ولا أريد أعذاراً في المستقبل لأن كل التسهيلات وضعتها بين أيديكم، وعليكم الالتزام بمسؤولياتكم وتنفيذها بجد وإخلاص كي نصل إلى الأهداف المرجوة وتحقيق الخير لبلدنا وشعبنا ومؤسساتنا الوطنية، ومن ثم الإسهام بشكل إيجابي في تنشيط الحركة السياحية والتجارية والثقافية في دولة الإمارات عموماً، من أجل أن تظل سمعة دولتنا الحبيبة راسخة لا تتزعزع في الأوساط الإقليمية والدولية».

وأعاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التأكيد على أن يراعى في تنظيم المهرجانات والفعاليات في دبي التزامن مع الإجازات والعطل الرسمية داخل الدولة وفي دول الجوار والإقليم، بحيث تستقطب الفعاليات أكبر عدد ممكن من السياح والزوار من كل الأعمار وفي كل الفصول والمناسبات.

واستمع سموه، وإلى جانبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، لعرض قدمته المديرة التنفيذية للمؤسسة، ليلي سهيل، تضمن رؤية المؤسسة لتنمية وتطوير قطاع الفعاليات في دبي من اجل تفعيل دورها في تطوير قطاع التجزئة والفعاليات والإسهام في تعزيز الاقتصاد الوطني واستقطاب أعداد اضافية من الزوار الى دولة الإمارات عن طريق زيادة وتنويع الانشطة والمهرجانات.

وحضر الزيارة رئيس مؤسسة دبي للموانئ والجمارك، سلطان احمد بن سليم، ورئيس شركة إعمار، محمد علي العبار، ومدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، اللواء محمد أحمد المري، ومدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، احمد عبدالله الشيخ، ومدير دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، خالد بن سليم، ومدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، سامي القمزي، والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، هلال المري، ومنسق عام المهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات، ابراهيم صالح.

وكان الاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات، الهيئة الدولية المتخصصة في تطوير ودعم وتقييم الفعاليات والمهرجانات في أنحاء العالم كافة، قد أعلن عن فوز مدينة دبي بجائزة «أفضل مدينة للمهرجانات والفعاليات العالمية لعام 2012»، وذلك للعام الثاني على التوالي.

وجاء الإعلان عن فوز دبي بهذه الجائزة خلال حفل رسمي، أقيم، أول من أمس، خلال الاجتماع السنوي الـ57 للاتحاد في مدينة دينفر بالولايات المتحدة الأميركية، حيث تسلم الجائزة باسم مدينة دبي وفد من مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية. وكانت المؤسسة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين والعديد من الجهات الحكومية في دبي، قد قادت إجراءات الترشح للجائزة باسم حكومة دبي، حيث قدمت طلباً مميزاً وشاملاً، تضمن شرحاً تفصيلياً عن مجمل ما توفره دبي من بنية تحتية مساعدة ومستقطبة لاحتضان الفعاليات العالمية، بالإضافة إلى استعراض أبرز فعاليات ومهرجانات دبي السنوية من أنشطة ترفيهية وثقافية ومعارض ومؤتمرات وأحداث رياضية عالمية الصيت، موضحة فيه مدى نمو هذه المهرجانات والفعاليات ونجاحها، وتأثيرها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.

وأعرب سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس لجنة التنمية الاقتصادية رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، رئيس اللجنة العليا لـ«إكسبو 2020»، عن سعادته واعتزازه بحصول مدينة دبي على هذه الجائزة العالمية؛ مهدياً هذا الإنجاز إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقال سموّه: «إنه في غضون عقود قليلة، تبوأت دبي مكانة متميزة كإحدى الوجهات العالمية الرائدة للترفيه والسياحة والأعمال والتجارة. وكان إسهام قطاع الفعاليات فاعلاً وجوهر هذا النمو، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى حكومة دبي التي استثمرت في البنية التحتية والمعالم الحضارية والمقاصد السياحية والمهرجانات، وحرصت على العمل جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص».

وأضاف سموّه أن «حصول دبي على الجائزة للسنة الثانية على التوالي يمنحها زخماً أكبر كمدينة رائدة لاستضافة وإقامة الفعاليات والمهرجانات العالمية، لاسيما أنه تم تتويج دبي بهذا اللقب رسمياً من قبل اتحاد عالمي مشهود له بالصدقية، ويمثل رواد قطاع الفعاليات العالمية، وكانت الثقة كبيرة بإمكانات وقدرات مدينتنا على تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وهذا يعزز من موقفنا في الترشح لاستضافة إكسبو .2020 إن جائزة الاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات ستقدم دفعة قوية إضافية لعرضنا، وحافزاً جديداً، وتوحيداً لجهودنا».

من جهته، قال المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، سامي القمزي، إن «المهرجانات والفعاليات هي جزء لا يتجزأ من قصة نجاح دبي اقتصادياً، من خلال اجتذاب السياح من دول المنطقة والعالم، وخلق فرص عمل، وتعزيز جاذبية المدينة، سواء للعيش أو العمل، وتوطيد أواصر العلاقات المجتمعية في مدينتنا العالمية. وقد أسهم الدعم الحكومي للقطاع، والمجتمعات المحلية والزوار، على حد سواء، في تمكين دبي من تحقيق النجاح في جذب وخلق واستضافة الفعاليات التي تدعم وترسخ من مكانتنا على الساحة العالمية».

من ناحيتها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، ليلى محمد سهيل، إن «جائزة الاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات IFEA تمثل علامة فارقة في تطور مهرجانات وفعاليات دبي، وتشرفت مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري بتسلّم الجائزة باسم دبي وحكومة دبي». وأضافت «لقد عملنا خلال السنوات الماضية عن قرب مع القطاعين العام والخاص، لتطوير وترويج وتقديم التسهيلات والدعم لقطاعي التجزئة والفعاليات في دبي، سواء كان حدثاً سنوياً كمهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي، اللذين يلعبان دوراً مهماً في ترسيخ مكانة دبي واحدةً من عواصم التسوق العالمية، أو عن طريق البطولات الرياضية العالمية كأغلى سباق للخيول، كأس دبي العالمي لسباق الخيل.

في السياق نفسه قال الرئيس والمدير التنفيذي للاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات، ستيفن وود شمايدر: «لقد أدركت دبي أهمية أتكامل جميع مكوناتها مدينةً حديثةً لتحقيق أهدافها في التميز والريادة، حيث تمكنت خلال فترة قياسية من الوصول إلى مراحل متقدمة من التطور والنمو، وبدأت أنظار العالم تتجه إليها، خصوصاً لما تبذله من جهود كبيرة في تنظيم مهرجانات وفعاليات على مستوى عالمي.