10 حالات مرضية تشكل خطراً أثناء القيادة

«الطرق» تُلزم السائقـين المهنيين بفحوص طبية قبل نـهاية العام

«نوبة سكري» تسببت في تصادم 6 سيارات ووفاة مواطن. الإمارات اليوم

تعتزم هيئة الطرق والمواصلات في دبي إلزام السائقين المهنيين بإصدار تقارير طبية تؤكد لياقتهم الصحية وخلوهم من أمراض تعيق القيادة الآمنة شرطاً لحصولهم على رخصة قيادة أو تجديدها، وذلك في موعد اقصاه نهاية ديسمبر المقبل.

فيما حددت دراسة بحثية إماراتية 10 حالات مرضية تستوجب على المصابين بها «التوقف عن القيادة بصورة نهائية، أو التوقف مؤقتاً فترات تمتد إلى عامين».

وتفصيلاً، أكد مدير مؤسسة الترخيص في الهيئة، أحمد بهروزيان، لـ«الإمارات اليوم» أن الهيئة بالتنسيق مع هيئة الصحة في دبي، أنجزت مراحل تطبيق اشتراطات اللياقة الصحية للقيادة وفق دليل مشترك سيصدر قبل نهاية العام الجاري.

واعتبر بهروزيان فئة السائقين المهنيين الأخطر والأولى ببدء تنفيذ تلك الاشتراطات عليها، وذلك في رده على سؤال «الإمارات اليوم» حول ما اذا كانت الهيئة تعتزم تطبيق الإجراءات نفسها على السائقين العاديين، لا سيما في ظل وجود نسبة ليست قليلة منهم مرضى سكري أو غيره من الامراض قد تتسبب في مشكلات مرورية ووقوع اصابات مميتة، حتى لا يتكرر حادث الشاب الذي فقد الوعي نتيجة ارتفاع السكر، وتسبب في حادث نتج عنه مقتل مواطن عند إشارة البولينغ في دبي الأسبوع الماضي.

وأوضح أن الهيئة بدأت بالسائقين المهنيين كمرحلة أولى من تطبيق مشروع اصدار التصاريح الطبية للسائقين، نظراً لخطورة عملهم ومسؤوليتهم عن عدد كبير من الأرواح من مختلف الأعمار، إذ انهم يقودون مركبات تقل عدداً كبيراً من الركاب مثل سائقي التاكسي والحافلات المدرسية على سبيل المثال.

وأضاف ان بعض المهن تلزم السائق بالقيادة مسافات طويلة مثل سائقي الشاحنات، الأمر الذي يزيد من مخاطر قيادتهم في حال كانوا مصابين بأي نوع من تلك الأمراض.

وذكر بهروزيان أن الدليل ينص على ضرورة ان يفصح سائقو المركبات المهنيون، الذين بلغوا سناً معينة عن إصابتهم ببعض الأمراض المزمنة والخطرة، التي تؤدي إلى حالات من الإغماء وفقدان التوازن، وعليهم تقديم تقارير طبية تفيد بحالاتهم الطبية قبل إصدار رخص القيادة أو تجديدها.

وشرح بهروزيان أسباب التمهل في اصدار الدليل وتطبيق اشتراطاته، حيث بدأت الهيئة العمل على المشروع منذ فترة طويلة، موضحاً ان الهيئة ارادت أن يتم تقديم تطبيق النظام الكترونياً ليشمل كل المراحل المطلوبة بدءاً من اجراء الفحص مروراً بظهور نتائجه، وصولاً الى اصدار التصريح اللازم للحصول على الرخصة، منعاً لوجود اي فرصة لتزوير المستندات أو النتائج من جهة، ومن جهة أخرى لتمهيد الطريق وبناء النظام ليكون جاهزاً عند البدء في تطبيقه على السائقين العاديين لاحقاً.

وأوضح أن تطبيق النظام على السائقين العاديين يتطلب تعديل عدد من التشريعات الطبية والمرورية المطبقة ليس على مستوى امارة دبي فحسب، بل على مستوى كل امارات الدولة، الأمر الذي يستوجب انتظار الهيئة صدور القانون الاتحادي المزمع اصداره، بخصوص الزام السائقين العاديين بإصدار التقارير الطبية شرطاً للحصول على رخص القيادة.

من ناحية أخرى، أشار بهروزيان إلى أن الهيئة تعتزم العمل على اصدار اشتراطات تتعلق بفئة ثالثة غير فئة السائقين المهنيين والسائقين العاديين، هي فئة السائقين فوق عمر الـ60 عاماً، حيث يجب ان يخضعوا لفحص طبي خاص يظهر ما اذا كان وضعهم الصحي يسمح لهم بالقيادة بشكل آمن.

ولفت إلى ان هذه الفئة قد تكون غير مصابة بأي نوع من الامراض الخطرة، الا انه قد يكون لديها نوع من القصور في القدرة على التجاوب او السرعة في الاستجابة وردود الفعل لا يظهر الا عبر خضوعهم لفحوص معينة.

إلى ذلك، حددت دراسة بحثية اماراتية، أعدها اختصاصي الصحة المهنية، الدكتور منصور أنور، 10 حالات مرضية تستوجب على المصابين بها «التوقف عن القيادة بصورة نهائية».

وأفاد أنور، بأن «أكثر الأمراض التي تستدعي سحب رخصة القيادة، الصرع، والشلل الرعاش، والتصلب اللويحي الحاد، والمعرضين لنوبات السكري المفاجئة، والفشل الكلوي المزمن».

وأوضح أن هناك حالات مرضية تتطلب التوقف مؤقتاً عن القيادة، أو القيادة وفقاً لضوابط عدة، مثل مصابي الجلطات الدماغية، وجراحات الدماغ ومصابي الأمراض القلبية والاكتئاب الحاد، والضعف الشديد في البصر.

وأشار الى ان المصابين بهذه الأمراض، تكون حياتهم عرضة للخطر أثناء القيادة، وقيادتهم للسيارات تهدد سلامة غيرهم على الطرق.

وأوضح أن مؤسسات أوروبية، تحظر على مصابي بعض تلك الأمراض القيادة نهائياً، وتطلب من حالات أخرى ابلاغ المؤسسات المعنية بتنظيم المرور والقيادة، بالحالة المرضية للسائق.

وأكمل «تلزم تلك المؤسسات، بعض المرضى، بمراجعتها بصفة دورية لإجراء فحوص طبية مخبرية لهم، لضمان صلاحيتهم للقيادة، أو سحب رخصهم في حال كانت حالاتهم المرضية تشكل خطراً».

ودعا أنور الى وضع آليات في الدولة، تلزم المصابين بأمراض ضعف البصر، والاكتئاب والسكري، بمراجعة الجهات المانحة لرخص القيادة لفحص حالاتهم الصحية كل فترة، والبت في استمرارية صلاحية رخصهم، أو وقفها.

وطالب «الحالات التي تصاب بنوبات سكري مفاجئة، بالتوقف عن القيادة نهائياً، والاستعانة بسائقين»، مشيراً إلى أن هذا المرض تحديداً يحتاج إلى اهتمام بالغ من قبل جهات الترخيص في الدولة، كون 20٪ من المواطنين والمقيمين مصابين به بدرجات مختلفة.

وكان مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، قال أمس، إن الشاب الذي تسبب في حادث تقاطع البولينغ، الأسبوع الماضي، الذي أسفر عن وفاة مواطن، وتضرر كبير في ست سيارات، عانى «غيبوبة سكري» قبيل الحادث، ولم يكن في وعيه حين صدم السيارة التي أمامه بسرعة عالية.

في حين قال الشاب عمر أحمد، المتسبب في الحادث، إنه لم يكن في وعيه حين وقع الاصطدام، بسبب إصابته بنوبة انخفاض السكري في دمه، مؤكداً أنه لم يصدق ما حدث عقب إفاقته، وشعر بالحزن الشديد.

تويتر