مبادرة أطلقتها 4 نساء.. واستفاد منها 65 مصاباً
«قلوب نقية» تبحث عن وظائف لمرضى السرطان
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.518769.1462551097!/image/image.jpg)
من (اليمين) عائشة ورانيا وهنادي ورنا مؤسسَات مبادرة «قلوب نقية». تصوير: باتريك كاستيلو
قبل بضع سنوات صدمت رانيا، حين أخبرها أطباء أن والدتها أُصيبت بمرض السرطان، وتحتاج إلى جلسات علاج عاجلة تستغرق وقتاً طويلاً.
وقبل أن تستوعب صدمتها، فوجئت بأن الشركة التي تعمل فيها والدتها منذ سنوات عدة أنهت خدماتها، باعتبارها «مصابة بمرض قاتل، ولن تكون مُنتجة في عملها».
حالة الألم التي أصابت رانيا عامر، وهي موظفة في شركة خاصة في دبي، دفعتها إلى التفكير في إطلاق «مبادرة إنسانية، هدفها توفير وظائف لمرضى السرطان والناجين من المرض».
وبالفعل، نجحت رانيا ومعها ثلاث نساء لهن تجارب عائلية مع السرطان، في إطلاق المبادرة، التي حملت اسم «قلوب نقية»، وتمكّنت خلال أشهر قليلة من توفير فرص عمل لأكثر من 65 مريضـة ومريضاً بالمرض الخبيث من المواطنين وجنسيات عربية وآسيوية.
وتقول رانيا لـ«الإمارات اليوم»: «عاشت أمي أياماً قاسية بعد أن أبلغها أطباء بأنها مصابة بالسرطان، ثم جاء قرار إنهاء خدماتها من العمل ليضاعف من آلامها، ويلوّن حياتها باللون الأسود».
وتضيف: «لأنني شعرت بمرارة الألم الذي كانت تعيشه، قررت أن أتطوع لخدمة من يُصاب بهذا المرض الخبيث، وأُساعده على توفير فرصة عمل له، خصوصاً أن المريض إذا شعر بأنه مُنتج وقادر على العمل ستتحسن حالته النفسية، ما يساعده على خطة العلاج».
وتتابع أن «كثيراً من مديري الشركات يعتبرون أن مريض السرطان شخص غير نافع لعمله، والبعض يتوقع أن المريض سيموت خلال أشهر قليلة، لذلك يصدرون قراراً بالاستغناء عن خدماته»، معتبرة أن «صدور هذا القرار هو الذي يقتل المريض، قبل السرطان».
وتكمل رانيا: «شاءت المصادفة أن ألتقي في مقر عملي في دبي بثلاث زميلات، هن: عائشة عبدالله، ورنا الخطيب، وهنادي، وجميعهن لهن تجارب عائلية مع المرض الخبيث، وعانين كثيراً للتخفيف من ألم أقاربهن المرضى»، مشيرة إلى أنها «اتفقت مع زميلاتها على إطلاق مبادرة (قلوب نقية)، لتوظيف مرضى السرطان والناجين منه». وتوضح: «مبادرتنا إنسانية تطوعية، تتم من خلالها دعوة الشركات الكبرى في الإمارات إلى استقبال مرضى السرطان، وتوظيفهم والاستفادة من خبراتهم».
وتقول رانيا: «لاقت دعوتنا استجابة من عدد كبير من الشركات، فنظمت وأعضاء المبادرة معرضاً في دبي خلال شهر فبراير الماضي، التقى فيه مرضى مع مسؤولي شركات، أثمر عن توفير فرص عمل لـ20 مريضاً ومريضة»، مضيفة: «شعرنا بسعادة كبرى لنجاحنا في مساعدة هذه الحالات، لذلك أقمنا معرضاً ثانياً، أول من أمس، أسهم في خدمة 45 مريضاً ومريضة من جنسيات مختلفة، بينهن إماراتيات».
من جانبها، قالت عضو فريق المبادرة، عائشة عبدالله: «إنها وزميلاتها تواصَلن مع أقسام علاج السرطان في مستشفى توام في العين، ومستشفى دبي، والمستشفى الأميركي، وزرن مرضى ومريضات لمعرفة احتياجاتهم الوظيفية، ودعوتهم إلى حضور معرض التوظيف الذي تنظمه المبادرة».
وأضافت: «توجهنا أيضاً إلى شركات كبرى، ولقينا منها استجابة كبيرة لتوفير فرص عمل لهؤلاء المرضى، خصوصاً أن كثيراً من مسؤولي تلك الشركات اقتنعوا بأن المريض لديه فرص للشفاء، ومرضه لايؤثر سلباً في إنتاجه».
وتبدي عائشة سعادتها لأن المبادرة كان لها صدى كبير داخل الدولة وخارجها، لدرجة أنهن استقبلن مريضة من السودان، جاءت خصيصاً إلى دبي لتستفيد من معرض التوظيف الذي نظمته «قلوب نقية».
وأوضحت أن «مبادرتهن تفتح أبوابها لجميع المرضى والناجين من السرطان دون النظر إلى العمر أو الجنسية، وتطلب فقط تقديم السيرة الذاتية، والتقرير الطبي عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة».
وأضافت عائشة: «يتمنى أعضاء الفريق أن تسهم شركات كبرى في الدولة، في دعم مبادرتهن بتوفير فرص عمل شاغرة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news