بسبب الإشباع من اللحوم الحمراء ..والتقلبات الجوية

انتعاش في أسواق الأسماك.. والأسعار ترتفع 20٪

اقتراب الأسماك من الشاطئ يسهم في زيادة معدلات الصيد. تصوير: إريك أرازاس

شهدت أسواق الأسماك اليومين الماضيين حالة من الانتعاش، رافقها ارتفاع في أسعار بعض الأنواع وصلت إلى 20 ٪، مع توقعات بزيادة الإقبال خلال الأيام المقبلة، بسبب حالة الإشباع من اللحوم الحمراء عقب عيد الأضحى المبارك، وقلة المعروض السمكي نتيجة لسوء الأحوال الجوية واضطراب البحر.

وكشفت جولة لـ«الإمارات اليوم» في سوق الميناء بأبوظبي، أن هناك ارتفاعاً في أسعار أنواع مثل الكنعد والروبيان، والهامور الذي وصفه البائعون بأنه المطلوب الأول للمواطنين، فيما تعمد الجنسيات الأخرى إلى شراء الروبيان والبوري والشعري.

وأوضحت الجولة ارتفاع أسعار بعض الأسماك بمتوسط نسبته 20٪، من بينها سمك الهامور، إذ وصل سعره إلى 80 درهماً، والروبيان الذي راوحت اسعاره ما بين 50 و120 درهماً، حسب الحجم، وسمك الشعري الذي ارتفع سعره من 25 إلى 35 درهماً، وسمك الجش من 40 إلى 55 درهماً، والنيسر من 10دراهم إلى 15 درهماً.

وقال المواطن خالد سعد إن الإقبال على الأسماك هذه الفترة كثيف جداً، بسبب كثرة تناول اللحوم الحمراء خلال فترة عيد الأضحى، مضيفاً أن هناك تفاوتاً في الأسعار من محل إلى آخر داخل السوق، إلا أن السمة السائدة هي وجود ارتفاع، على الرغم من أن الأسماك متوافرة بشكل كبير.

وطالب سعد بأن تكون هناك رقابة على الأسعار، وأن يكون التسعير بشكل يتناسب وحالة الموسم، وليس عشوائياً كما هو ملاحظ، مشيراً إلى انه يخصص ميزانية شهرية لشراء الأسماك بكميات كبيرة، تفادياً لتفاوت الأسعار بين فترة وأخرى، لاسيما أن الأسماك من الوجبات الضرورية التي تحتاج إليها الأسرة تنوعاً في الغذاء.

وقال بائع الأسماك، زهير خان، إن سوق الأسماك تشهد حالة من الانتعاش كلما قلّ الطلب على اللحوم الحمراء، مشيراً إلى أن أكثر المواطنين يقبلون على أنواع الكنعد والهامور والروبيان والسلطان ابراهيم، وهي الأكثر ارتفاعًا في الأسعار. ويعتبر الخميس والجمعة الأكثر مبيعاً في السوق والأكثر ازدحامًا.

وأضاف أن الأسماك تتميز بتفاوت اسعارها، ما يتيح لجميع الأفراد تناولها، خصوصاً أن هناك أنواعاً لا يتجاوز سعر الكيلوغرام منها خمسة دراهم فقط، وأنواعاً أخرى تراوح أسعارها بين 15 و25 درهماً للكيلوغرام.

من جانبه، أكد عضو مجلس الإدارة المنتدب لجمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، المستشار علي محمد المنصوري، وجود وفرة في الأسماك في هذه الفترة من السنة، بسبب اقترابها من الشاطئ بكميات كبيرة، ما يسهل عمليات صيدها، مشيراً إلى أن كميات الأسماك التي تطرح في الأسواق خلال هذه الفترة من العام تزيد بمقدار أربعة أضعاف عما يطرح في موسم الصيف. وانتقد المنصوري المطالب بمنع صيد أنواع معينة من الأسماك، ودعوة المستهلكين إلى عدم شرائها، قائلاً إنه بدلاً من منع صيدها، يجب العمل على توفير بيئة صحية ومستدامة للأسماك، ووسائل بديلة تساعد على تكاثرها، مشيراً إلى أن هناك من يحمّل الصياد مسؤولية تدهور أوضاع البيئة البحرية، في حين أن الصياد لا يستهلك أكثر من 2٪ من الثروة السمكية، والنسبة المتبقية تتحمل مسؤوليتها القوارب الشخصية، ومخلفات السفن، وشركات الجرف، والأمراض البيئية.

في المقابل، أوضحت جمعية الإمارات للحياة الفطرية أن 66٪ من سكان الإمارات يتناولون السمك مرة في الأسبوع على الأقل، وأن نتائج الاستطلاع الذي أجري بهدف رصد معدلات استهلاك الأسماك والأنواع التي يتم تفضيلها، أظهرت أن الأسماك تشكل جزءاً مهماً من الحمية الغذائية التقليدية في الإمارات، وأن الهامور أكثر الأسماك المفضلة في الإمارات، وأكثرها تعرضاً للصيد الجائر.

واشارت الجمعية إلى أن هناك ثمانية أنواع من الأسماك التجارية الرئيسة، من ضمنها الهامور والقرش والشعري، تتعرض للصيد الجائر، إذ يصل الضغط عليها إلى ستة أضعاف مستويات الصيد المستدام، وان أكثر من 70٪ من الأنواع المشمولة بقاعدة بيانات الموارد السمكية التي تعيش في مياه إمارة أبوظبي، تصنف على أنها تتعرض للصيد الجائر، مطالبة المستهلكين بالاتجاه نحو شراء بعض أنواع الأسماك مثل، جيش أم الحلا، وفسكر، بزيمي، وعنفوز، وشعري شيخيلي، ينم، ونيسر، وشعم، وهلالي، إذ لا توجد على هذه الأنواع ضغوط صيد عالية.

تويتر