المليجي: الصورة الحديثة للدول هي أفضل نموذج يهدف إليه الإسلام
قيادي سابق في «الإخوان» يحـــذّر من خطر التنظيمات السرية
حذر عضو مجلس الشورى السابق في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور السيد عبدالستار المليجي، من جماعات تنظيمية تتسلل الى المجتمعات العربية تحت غطاء الدين، متأثر من مفهوم الربيع العربي أو الدعوة إلى الحرية، الذي طغى خلال السنوات الأخيرة، داعياً الدول إلى «اتخاذ إجراءات تحفظ أمنها، وأمن مجتمعاتها، وأن تتوجه الى الشباب بالتوعية والنصح والاستتابة، حتى لا يقعوا في شراك هذه الأفكار».
وأكد المليجي في محاضرة عقدت في دبي أن «من يريد الاصلاح في بلاده، فبوسعه أن يلجأ إلى مؤسسات الدولة الرسمية، ولا يخالف القانون، لأن التنظيمات السرية تضر ببلادها، والصورة الحديثة للدول هي أفضل نموذج يهدف إليه الإسلام».
وحملت المحاضرة عنوان «دورنا نحو بلادنا خبرتنا في الاصلاح والتنمية» وشهدها القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان وكتاب ومثقفون إماراتيون وخليجيون.
وأضاف المليجي، الذي أمضى 40 عاماً في الجماعة، ثم استقال منها، أن «جماعة الاخوان تجهل الدين والسياسة، وتزعم غير ذلك»، شارحاً أن «الجماعة لا تريد الكشف عن أموالها وتمويلها، وترفض أن يبحث أحد من أعضائها عن إجابات لهذه الأسئلة»، مشيراً الى ان «من يبحث عن إجابات لهذه الاسئلة يعزل».
وقال في المحاضرة التي نظمها مركز المسبار للدراسات والبحوث «كنت أعمل مع (جماعة) الاخوان ونحقق نجاحات في السيطرة على النقابات والجامعات، لكن بعد زمن طويل اكتشفت أن هناك اسراراً لدى قادة الجماعة لا يعرفها الاعضاء، ولا يجدون إجابة عنها».
وتابع: «الجماعة عددها 200 ألف شخص في مصر، ويطبقون فكرة: من ينتمي للاخوان سيكون طريقه ممهداً للجنة، لكنهم يتميزون بأنهم منظمون، في حين أن المعارضة في مصر حجمها 10 أضعاف الجماعة، لكنهم غير منظمين».
وأكمل: «تطبق الجماعة على أعضائها مبدأ السمع والطاعة، وهذا أمر يصلح للاطفال فقط».
وتابع أن «الاخوان لا ينشئون شيئاً، بل يأخذون المتدينين من الشباب ويشكلونهم لتحقيق مصالحهم».
وأضاف أن «الاخوان لا يصلحون لإدارة الدول، فإدارة الدولة ليست لعبة، وتحتاج إلى رجال قادرين على إدارة المؤسسات والاستعانة بها. لكن الواقع أن الجماعة تدير الدولة بمنطق واحد، هو: الاشخاص الموالون لي، هم من يتولون قيادة الدولة»، مشيراً الى عدم النظر إلى مدى كفاءة الشخص الذي سيشغل المنصب.
وتساءل: «بعض قيادات الاخوان في مصر يحصلون على رواتب من الدولة لكن يعملون لمصلحة جماعتهم».
وأضاف: «من مشكلات الجماعات الاسلامية أنها تبتعد عن الاعمال الصعبة، مثل البحث العملي والصناعة والزراعة، وتعمل في الوعظ باعتباره الجزء الاسهل»، متابعاً أن «الفتوى والوعظ من دون تخصص، قد يفرقان أسراً ويهدمان بلاداً، والعلوم الشرعية فرض على رجال الدين المتخصصين، فلا تدع ذلك وتتصور انك تقوم بفعل صحيح»، ناصحاً الشباب بأن يعطوا في مجال تخصصهم، مثل الاطباء والمهندسين ولا يتجهون للعمل في مجال الوعظ.
كما نصح المليجي الشباب العربي بأن «يكون عطاؤهم ضمن بني وطنهم، وألا يكون انتماؤهم لجماعات تثير الخلافات التي تفتت الاوطان، وتثير التفرقة بين المجتمعات لتكون لقيمات صغيرة ستؤكل حتما».
وأكمل: «لابد أن تتحد المجتمعات لسد الثغرات، ليكن عملنا ضمن القانون العام، لا نخالف القانون فنبدو غير متحضرين. ولنحرص على أن نكون في الوضع القانوني الصحيح، واذا كان لدينا اعتراض على القانون، فلنتقدم بشفافية الى المجلس التشريعي بمشروع قانون أفضل».
وأضاف أن التنظيمات الاسلامية تنسي أفرادها ما عليهم من واجبات، وترشح للمناصب فيها الأكثر سمعاً وطاعة وليس الاكثر كفاءة، معتبراً أن الاخوان يتعاملون بمنطق «نحن شعب الله المختار، وأنهم الارقى في التفكير، ويملؤهم الغرور والكبر».
وأكد القيادي السابق في الجماعة أن «التنظيم السري للجماعة موجود ورجاله هم الأقوياء الآن»، كما أن «التنظيم الدولي موجود وهدفه جمع الاموال من الدول الغنية».
وروى أن الاخوان انتشروا في الخليج في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، إذ تعرضوا لضغوط في الدولة المصرية فذهبوا لدول خليجية عطفت عليهم وحصلوا على جنسياتها وتولوا مناصب وزارية فيها. ولفت إلى أن أموالاً للجماعة تصل من دولة خليجية عبر أعضائها المنتشرين فيها، ويجب على كل دولة أن تتخذ الاجراءات التي تحمي أمنها من أفكار هذه الجماعة وسياساتها.
وتحدث المليجي عن مبدأ السرية الذي تطبقه الجماعة في بعض أعمالها، وهي أساس عمل قيادة الاخوان، خصوصاً في ما يتعلق بالتمويل والانفاق، لافتاً إلى أن هناك مجموعات داخل الجماعة تتواصل مع الاجهزة الامنية وأجهزة غربية، وأجهزة قد تكون معادية للاسلام، لكن شباب الجماعة لا يعرفون شيئاً عن ذلك.
وأكمل أن السرية التي يطبقها الاخوان سببها غرورهم وحب النفس، لكن إذا أردت ان تنهض ببلدك فلن تكون السرية طريقك.
وأضاف: «تختار الجماعة مرشدها عبر انتخابات تتم في غرفة صغيرة، وأعضاء الجماعة لا يعرفون هذا المرشد، ولم يلتقوا به من قبل، وهو أمر يثير كثيراً من التساؤلات حول هذا الشخص»، مشيراً إلى أن «المرشد الحالي للجماعة لم يره كثيرون من قيادات الاخوان، وليس له كتاب أو خطبة أو محاضرة».
وذكر أن «التنظيمات الاسلامية تعادي الشرعية القانونية، وهذا لا يقيم دولة بل يقيم غابة، فهم يستخدمون لفظاً مبهماً هو (تطبيق الشريعة) في حين هدفهم الحقيقي إثارة الخلافات».
وأضاف أن «هناك من هو متنفذ في الجماعة، في حين أن تاريخه يثبت أنه كان شخصاً فاشلاً في حياته العملية، وهناك من حصل على شهادات مزورة ليشغل مواقع قيادية في دول مختلفة».
واعتبر المليجي أن «مستقبل الاخوان على كفّ عفريت، فالكراهية لم تزد بعد وصولهم إلى السلطة، والاصوات التي يحصلون عليها في الانتخابات تقلّ»، معتبراً أن «مصر أصبحت أسوأ مما كانت عليه سابقاً، بسبب سيطرة الاخوان على مقاليدها، لذلك لابد من الحذر من الربيع العربي، إذ يستخدم فيه الشباب لأهداف تخالف الاهداف المعلنة، ولتحقيق مصالح دول وجماعات أخرى».
وأشار إلى أن «الاتحاد العالمي للمسلمين هو جهة أقامتها جماعة الاخوان لتنافس به دور الأزهر، ودوره إصدار فتاوى تواجه فتاوى المجمعات الدينية، مشيراً الى أن مثل هذه الاتحادات تعمل على الفرقة في المجتمعات الاسلامية، ولابد أن نعود للمؤسسات الدينية الرسمية، فهي الأجدى والاولى».
ودعا المليجي الدول إلى أن تتخذ إجراءات تحفظ أمنها وأن تقنع الشباب بنصحهم وتوبتهم، ومن يخالف القانون يقدم للقضاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news