«اقتصادية رأس الخيمة»: معايـير جديدة لتقنين عمل الكبائن المغلقة فـي المقاهي
أفاد رئيس قسم الاتصال المؤسسي في دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، فيصل بن فارس لـ«الإمارات اليوم»، إن الدائرة بصدد إعداد معايير جديدة للحد من ارتكاب مخالفات أخلاقية في الكبائن المغلقة في المقاهي، من خلال إلزام جميع المقاهي، البالغ عددها 98 مقهىً، في مختلف مناطق الإمارة، بجعل الكبائن مفتوحة، وتركيب ستائر بدلاً من أبواب لغلقها.
إلى ذلك، كشفت دراسة أجراها قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، أن فتيات يعملن في مقاهٍ يمارسنَ السحر، من أجل اصطياد مواطنين شباب، خصوصاً مراهقين، لتحقيق ثلاثة أهداف، هي الزواج من مواطن، وإنجاب طفل منه، يحصل على الجنسية الإماراتية ويرثه، فضلاً عن الحصول على إقامة دائمة في الدولة، وامتلاك محل تجاري، ما يؤدي إلى تفكيك أسر إماراتية،فيما تعتزم دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة وضع معايير جديدة لتقنين انتشار الكبائن المغلقة داخل المقاهي.
تدني المستوى التعليمي حذّر الأخصائي الاجتماعي في مدرسة الجودة للتعليم الثانوي أحمد يوسف، من تأثير فتيات المقاهي على طلبة التعليم الثانوي، إذ إن بعض الطلبة يتأثرون سلباً بفتيات المقاهي، ما يجعل مستواهم التعليمي متدنياً، بسبب ترددهم على المقاهي، وتقضية وقت طويل. وأوضح أن طلبة المدارس من المرحلة الثانوية حتى المرحلة الجامعية، يعتبرون في مرحلة مراهقة خطرة، وأن دخولهم المقاهي التي يوجد فيها فتيات نادلات يشكل خطراً على سلوكهم، وعلى مستوى أخلاقهم، ما يجعلهم عرضة للوقوع في شباك الفتيات الممارسات لأعمال السحر، كونهم طلبة مراهقين من السهل الإيقاع بهم. وأشار يوسف إلى أن بعض الأسر المواطنة ليس لديها المسؤولية الكاملة في متابعة ومراقبة سلوكيات أبنائها الطلبة، بعد نهاية الدوام المدرسي، ما يتسبب في ضياع الطالب، لأن أسرته تتركه يذهب للمقاهي والأماكن التي قد تؤدي إلى تدني مستواه التعليمي وتدهور سلوكياته للأسوأ. وشرح أن أحد الآباء أبلغ المدرسة أنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن تربية ومتابعة ابنه الطالب، وأن لها الحق في ضربه وتأديبه إن أخطأ، معتبراً سلوك والد الطالب غير مسؤول، لأنه يحمّل المدرسة المسؤولية الكاملة في متابعة ابنه الطالب، دون أي اهتمام أو متابعة من الأسرة. وأضاف يوسف أنه يتعين على جميع الأسر مراقبة أبنائها الطلبة وعدم تركهم دون متابعة مستمرة خلال الدوام المدرسي، وعند ذهابهم لمنازلهم، موضحاً أن ما يجعل الطالب ملتزماً ومتفوقاً هو متابعة أسرته وتوعيته بعدم الذهاب إلى المقاهي التي يوجد فيها فتيات، حتى لا يتأثر بسلوكياتهن الخاطئة، ويقع ضحية لأعمال السحر والشعوذة، ويصبح من الشباب الضائعين. |
وتفصيلاً، قال بن فارس إن الدائرة ألزمت جميع المقاهي بضرورة توحيد ملابس فتيات المقاهي، بأن تكون محتشمة وغير فاضحة، ولا تؤدي إلى إظهار مفاتن الفتيات، حتى لا ينخدع الشباب المواطنين ويقعوا في طريق السحر والشعوذة.
وأوضح رئيس قسم الاتصال المؤسسي في دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، فيصل بن فارس، أن المعايير تضمن أن يكون مدخل الكبائن من مدخل المقهى وليس من الخلف، حتى لا يكون بابها مكاناً مخفياً وغير مرئي لبقية الرواد، مشيراً إلى أن «الدائرة تلقت العديد من الشكاوى والملاحظات من المواطنين ومن رواد المقاهي، تتعلق بارتكاب مخالفات أخلاقية في بعض المقاهي التي تعمل فيها نادلات».
وأضاف أن بعض المخالفات التي ترتكبها نادلات تبدأ بالاقتراب من بعض الشباب، والإتيان بحركات غير طبيعية، وببعض الإيحاءات غير الأخلاقية، ما يجعل الشباب فريسة للفتيات حال قبولهم بإقامة علاقات معهن.
إلى ذلك، قال رئيس قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، الدكتور حمد علي الدباني، لـ«الإمارات اليوم»، إن «القسم أعد دراسة تتعلق بمدى استخدام فتيات يعملن في مقاهٍ، السحر والشعوذة، وتأثير ذلك في مجتمع رأس الخيمة، وكيفية تقنين عمل الفتيات في المقاهي».
وأضاف أن «الدراسة أظهرت أن الفتيات اللاتي يلجأن إلى السحر تسببن في تفكيك العديد من الأسر المواطنة من خلال الشعوذة، واستغلال المواطنين من رواد المقاهي، واختيار الأكثر إنفاقاً للأموال، ووجـوداً في المقاهي للارتباط به».
وأوضح أن العلاقة بين فتاة المقهى والمواطن، تبدأ من خلال تردد المواطنين على المقهى، وتحايل الفتاة عليه بارتداء ملابس غير محتشمة، وتقديم المشروبات للمواطنين بطريقة مثيرة.
وذكر أن «العلاقة تبدأ بالتواعد على عشاء أو السهر في فندق، وعندها تبدأ الفتاة في استغلال المواطن عبر علاقات لجعل الضحية ينفذ أوامرها ويحبها وينفق عليها ويشتري لها سيارات ويغدق عليها أموالاً ويستأجر لها شقة، وفي النهاية تنجح الفتاة في الزواج منه للحصول على الإقامة الدائمة وإنجاب طفل منه ليرثه في ممتلكاته».
وأكمل أن من أساليب تصيّد الشباب المواطنين في المقاهي، أن تتعرف نادلة على مجموعة من الشباب، من أجل اختيار أحدهم، وتغريه بأفعالها، وتتزوجه للسيطرة على أمواله، موضحاً أن «الفتاة تستولي على أموال المواطن الضحية حتى إفلاسه عبر إدخاله في شباك القروض البنكية لشراء سيارة لها، ثم افتعال الخلافات والمشكلات المستمرة معه لطلب الطلاق».
وشرح الدباني «أنه بعد الطلاق تتعرف الفتاة نفسها إلى أحد أصدقائه الأكثر إنفاقاً للأموال وتتزوجه بهدف الحصول على المال وشراء الساعات والمجوهرات والهواتف الثمينة»، متابعاً أن معظم ضحايا الفتيات اللاتي يستخدمن السحر من الشباب المراهقين طلبة الجامعات، والموظفين الذين يحصلون على رواتب مرتفعة.
وروى رئيس قسم التحريات، أن «(الساحرات) يعرفن عائلات جميع الشباب مرتادي المقاهي، وطبيـعة عمل كل منهم».
وأوضح أن عدم مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم يجعلهم عرضة لأعمال السحر والشعوذة من قبل تلك الفئة من الفتيات، خصوصاً أن الفئات التي يستهدفنها تكون فئة الشباب المراهقين، والموظفين الأعلى رواتب.
وأضاف الدباني أن سهر بعض الطلبة المراهقين في المقاهي ساعات طويلة قد تستمر لأكثر من 12 ساعة متواصلة، من أجل لفت انتباه فتاة لمصاحبتها، يجعله عرضة لأعمال السحر، خصوصاً إذا كان الضحية ينفق أمواله على فتيات المقاهي.
ولفت إلى أن الدراسة أظهرت أن «بعض الآباء والأمهات تعرضوا للضرب والاعتداء من قبل أبنائهم، عندما حاولوا التدخل لحمايتهم من هؤلاء الفتيات»، موضحاً أن فتيات المقاهي أثرن سلباً في سلوكيات المواطنين المراهقين ، إذ أصبحوا منفعلين مع أسرهم، ويعتدون عليهم بسبب رفض الأسر إعطاءهم المزيد من الأموال التي ينفقها الشباب على فتيات المقاهي اللاتي يستخدمن الشعوذة.
وأضاف أن أحد الشباب سرق أموال والدته ووالده من أجل توفير المال اللازم لإنفاقه على صديقته التي تعرف إليها في مقهى، كما باع شاب آخر سيارات تعود لأفراد أسرته، لتوفير المال واستئجار شقة للفتاة، وإعطائها المزيد من الأموال حتى ترضى عنه، وتلبي رغباته.
وأكد الدباني أن الهدف من إعداد الدراسة عرضها على الجهات المعنية في الإمارة، بهدف الحد من انتشار ظاهرة فتيات المقاهي للقضاء على أعمال السحر والشعوذة، التي فككت الكثير من الأسر المواطنة، ودمرت العديد من المنازل، موضحاً أن «دائرة التنمية الاقتصادية تتعاون مع جميع الجهات في الإمارة، من أجل وضع معايير وشروط تقنن نشاط فتيات المقاهي».