«أم يوسف».. سبعينيـــة تصنع علماً ضخماً للوطن
منذ أكثر من 10 أيام والمواطنة مريم مبارك (77 عاماً) تقضي أكثر ساعات يومها في خياطة علم عملاق للدولة، لرفعه على منزل أسرتها احتفالاً باليوم الوطني، وبدأت قصة أم يوسف مع العلم حين فكرت في أن يكون احتفال اسرتها المكونة من تسعة أبناء و31 حفيداً، باليوم الوطني، مختلفاً، وقررت أن تصنع أكبر علم يمكن أن يرفعه منزل في منطقة جميرا في دبي احتفاء بهذه المناسبة.
ووفق ما روت لـ«الإمارات اليوم»، حرصت على أن يكون لها دور في صناعة العلم، وان تحيك اجزاء منه أمام اعين أحفادها، لتسهم في زرع قيم حب الوطن والانتماء والولاء لأرضه وقادته في قلوبهم، وتقول إنه «منذ اسابيع عدة وانا أفكر في كيفية الاحتفال باليوم الوطني مع اسرتي بصورة مختلفة، وأخبرتني ابنتي بمبادرة (فوق بيتنا علم) التي أطلقها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، لترشدني الى فكرة رفع علم على المنزل»، مضيفة «قررت ان أصنع اجزاء من هذا العلم بيدي، وان يكون أكبر علم في منطقة جميرا التي يقع فيها منزل الاسرة».
وعلى الرغم من أنها في العقد الثامن من عمرها، فإنها «خرجت بمفردها من منزلها واشترت قطع قماش بطول يزيد على 10 أمتار، وفاجأت ابناءها وأحفادها بالبدء في حياكة الاقمشة لتصنع منها علماً عملاقاً يغطي مبنى مكوناً من طابقين، ويحتاج إلى أشخاص لصناعته».
ويقول ابنها أحمد سعيد المنصوري، إن «والدتي قدمت لنا أجمل هدية في اليوم الوطني، بصناعتها هذا العلم، وأسهمت في شعور كل اعضاء الأسرة بالفخر الشديد، لرفعنا علما ضخما على منزلنا صنعته يد والدتنا». وأكثر ما أسعد أحمد واشقاءه أن «أحفاد الاسرة يلتفون حول جدتهم وهي تحيك العلم، ما يسهم في تعزيز حبهم وارتباطهم برمز الوطن».
ويكمل «لم تكتف أمي بهذه المبادرة الفريدة، بل قررت ان تشرك أحفادها الـ31 في حياكة اعلام للدولة، بحجم صغير، ليحتفظ كل طفل منهم بعلم صنعه بيده». ويتابع «أمي نموذج مشرف للمرأة الاماراتية الأصيلة، فبعد ان أفنت جزءاً كبيراً من عمرها في تربيتي انا وأشقائي، قررت محو أميتها، لتسهم معنا في تربية أحفادها، وأحفاد زوجها أيضاً».
ويضيف المنصوري أنه «منذ خمسة أعوام انتظمت أمي في مراكز الأميرة هيا بنت الحسين الثقافية الإسلامية التابعة لدائرة الشؤون والعمل الخيري في دبي، وأصبحت تجيد القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء عدة من القرآن الكريم، وقد عودتنا ان تجعل الاحتفال باليوم الوطني عيداً كبيراً لجميع أفراد الأسرة، وهي تحرص دوماً على استقبال هذا اليوم بملابس جديدة وبرقع وحلي ذهبية تشتريها تحديداً لهذه المناسبة، وهي طقوسها في الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى أيضاً».
ويضيف «سنحول منزلنا اليوم الى كرنفال شعبي، فسوف يجتمع أفراد الاسرة، ونرفع العلم الذي صنعته أمي فوق المنزل، وسيرتدي الاطفال ملابس بألوان العلم، ونتناول المأكولات التراثية».
وتعود أم يوسف للحديث، داعية المواطنات الى حث أبنائهن على الاحتفال باليوم الوطني بالصورة المثلى برفع العلم على المنزل، وتوزيع الأعلام على الاطفال، وتحويل منازلهن في هذا اليوم الى كرنفال تراثي، بطبخ الأطعمة الإماراتية وارتداء الأزياء الوطنية.