«أم سامي» تحوّل بيتها إلى متحف تراثي
تحتفل المواطنة عبيدة بلال أحمد الشحي، (أم سامي - 60 عاماً) باليوم الوطني للدولة على طريقتها، إذ حولت مدخل بيتها إلى متحف تراثي ومزار للأصدقاء والجيران والأقارب، مستحضرة التراث الوطني بمختلف أدواته.
وتحرص كل عام على الاحتفال باليوم الوطني داخل بيتها، لكنها هذا العام قررت أن يكون احتفالها خارج البيت على مدخله على الشارع العام، ليجذب المارة ويعرفهم بتراث الإمارات من خلال ما قامت به (أم سامي) من أعمال ومنتجات تراثية وأدوات كانت تستخدم في الماضي. ولا تكاد تجد مكاناً للجلوس أو المرور من الشارع الموصل إلى بيتها الكائن في منطقة النوف من كثرة الزائرين الذي يأتون إليها لمشاهدة ما أبدعته يداها وما أنتجته ذاكرتها.
كل من يزور أم سامي في بيتها يتجول معها ليتعرف إلى ما أبدعته من أدوات ووسائل عمل ولعب وترفيه للكبار والصغار في الزمان الذي مضى، وتقول أم سامي، «هذا ما أستطيع أن أقدمه لأصحاب السمو حكام وشيوخ الإمارات في اليوم الوطني الـ41، إنها هديتي لهم جميعاً».
وأشارت إلى ان «كل ما ترونه من صنع يدي، ودأبت على إنجاز مثل هذا البيت التراثي البسيط في كل عام في اليوم الوطني، لكن هذه السنة قررت أن يكون البيت للجميع وليس كما هو كل عام فقط لنا، لذلك عرضته على مدخل البيت كي يتمكن من مشاهدته كل من يمر من هنا، وكذلك نحن نرحب بكل الزائرين والضيوف من الجيران والأقارب والأصدقاء، نسمع منهم تعبيرات إشادة وترحيب بما صنعته على مدار ثلاثة أيام عمل بشكل متواصل».
وتابعت «أحاول ان أعبر عن فرحتي ومشاركتي باليوم الوطني من خلال استحضار وصناعة تلك الأشياء القديمة التي مازالت محفورة في الذاكرة من أيام الجدود، لأقدمها هدية لحكامنا وشيوخنا في يوم الاتحاد الذي جمع شمل أبناء البلاد ووحدهم في دولة واحدة حققت مكانة وسمعة طيبة على المستويين العربي والعالمي». وأضافت: «هي هدية ومشاركة تراثية مختلفة عما هو سائد لدى كثيرين، وفكرت ونفذت البناء التراثي بكل ما فيه من ألعاب وأدوات تراثية وملابس وأسرّة للنوم، إنه نموذج للفرح، وأنا أعمل كنت افكر في كل ما كان عندنا أيام الطفولة، وأحاول ان أسترجعه وأصنعه من جديد كي يكون حاضراً في هذا البيت التراثي، فهنا المجلس، وهنا المطبخ بكل أدواته، وهنا غرف النوم، وهنا غرفة العروس وما بها من أدوات تجميل تراثية وملابس وزينة متنوعة، وهنا غرف الأطفال وألعابهم، وكل هذه الغرف والمواقع زينتها بعلم الدولة وصور الحكام والشيوخ الذين صنعوا لنا الاتحاد وبنوا دولة الوحدة».
وتقول أم سامي، إن لديها تسعة أبناء، منهم خمسة ذكور، الأكبر سامي والأصغر فاطمة، وهي أول مواطنة تعمل مندوبة شركات تخلص معاملات الشركات والتأشيرات، ومن أوائل الممرضات في الدولة، وعملت في الشارقة ممرضة في بداية سبعينات القرن الماضي وتقاعدت عام 1989، وشاركت في أول مسيرة للاتحاد مع مجموعة من الممرضات، وخالتها مازالت الطبيبة الشعبية الأكثر شهرة في رأس الخيمة. وتميز من بين أولادها، سامي، لاعب نادي الشارقة والمنتخب الوطني سابقاً في كرة اليد، وأماني أول إماراتية بطلة للكاراتيه، وهاني لاعب كاراتيه وكرة يد.