مواطن ينشئ حديقة حيوان بمواصفات عالمية
تعد حديقة حيوانات الإمارات واحدة من أبرز المعالم الفريدة في الدولة، وهي تضم أكثر من 1700 حيوان، تنتمي إلى 250 نوعاً وفصيلاً من مختلف أنحاء العالم، ويمتلكها مواطن ينفق عليها بالكامل من ماله الخاص.
تبلغ مساحة الحديقة مليوناً و400 ألف قدم مربعة، ويتجاوز عدد زوار الحديقة ـ التي تقع بمنطقة الباهية في أبوظبي ـ أكثر من نصف مليون زائر سنوياً، ما جعلها في مقدمة الوجهات السياحية المثالية التي تقصدها الأسر المواطنة والمقيمة بصحبة أطفالها، لقضاء يوم كامل بين جنباتها والاستمتاع بأنشطتها المسلية.
وتتيح الحديقة لزوارها فرصة رؤية أعداد كبيرة من الحيوانات، في حظائر وبيوت تشبه أنماط حياتها في موطنها الأصلي، كما تساعد الأطفال على استكشاف بيئتهم عن قرب، عبر التفاعل المباشر مع مختلف الحيوانات الموجودة بالحديقة، وإمكانية لمسها وإطعامها، ما يعزز من ثقتهم بأنفسهم، وتُجرى حالياً توسعات هائلة في الحديقة، تشمل إنشاء حديقة خاصة بالفراشات، تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، فضلاً عن احتوائها على فصائل نادرة من الحيوانات المختلفة.
ويقول رئيس مجلس أمناء حديقة الإمارات للحيوانات ومالكها ناصر سالم لخريباني النعيمي، إن «فكرة إنشائها جاءت انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية الاجتماعية تجاه دولته ومجتمعه، وإيمانه بأن كل فرد يقع عليه عبء رد الجميل إلى هذا الوطن، لذا سعى إلى تنفيذ مشروع اجتماعي تثقيفي رائد، يقدم المعرفة والتعلم والترفيه إلى أفراد المجتمع، خصوصاً فئة الأطفال، فقام بإنشاء هذه الحديقة على نفقته الخاصة في 2008، بهدف خلق بيئة طبيعية ذات بعد اجتماعي وثقافي وإنساني، ومد جسور التواصل بين أفراد المجتمع والبيئة، وتوطيد العلاقة بين الإنسان والطبيعة والبيئة الحيوانية والنباتية».
ويؤكد النعيمي أن «مشروعه ليس استثمارياً، أو يسعى إلى تحقيق أرباح من ورائه، وإنما يمثل رسالة اجتماعية وإنسانية تعبر عن روح الانتماء إلى هذا الوطن والفخر به، ويعزز فكرة العمل الاجتماعي التطوعي، إذ هدف من خلاله إلى ربط الأطفال بالبيئة وتعريفهم عن قرب بالحيوانات، وتشجيعهم على الحفاظ على البيئة، وغرس قيّم الاهتمام بالحيوانات الأليفة والعناية والرفق بها، وتقليص الفجوة التي أحدثتها أنماط الحياة العصرية بين الطفل والحيوان». ولفت إلى أن «حديقة الإمارات للحيوانات لعبت ـ منذ تأسيسها ـ دوراً ريادياً في الحفاظ على البيئة والحيوان، عبر احتضانها فعاليات وأنشطة عدة معنية بالطفل، إضافة إلى دورها في تثقيف وتشجيع الأطفال على الاهتمام بالبيئة والرفق بالحيوان، وإيجاد فرصة للتواصل والتفاعل مع مكونات البيئة».
وأشار إلى أنه «حرص على جلب أنواع وسلالات متنوعة من الحيوانات المنتشرة على مستوى العالم، بما يتناسب مع الطبيعة المناخية للدولة»، مبيناً أن «الحديقة تضم أقساماً مختلفة من الحيوانات البرية النادرة، والمفترسة، والأليفة، والطيور، والأسماك».