المكي: التدخل في الخلافات الزوجية يقوّض جهود الإصلاح

أكد رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم رأس الخيمة، جاسم محمد المكي، لـ«الإمارات اليوم»، أن التدخلات العائلية من أقرباء الزوجين تقضي على فرص التفاهم والصلح بينهما، في حال وقوع خلافات اسرية بين الطرفين.

وأوضح أن القسم سجل ‬24 حالة لتدخل أسري في الخلافات الزوجية، منها ‬18 حالة تدخلت فيها أسرة الزوج، وست حالات تدخلت فيـها أسـرة الزوجـة.

وتابع، أن تدخل بعض المحامين لمصلحة أحد الزوجين بهدف تحقيق مكاسب قانونية، يقضي على جهود قسم التوجيه في حلّ الخلافات الأسرية بين الزوجين، ويزيد خلافاتهما تعقيداً.

وشرح أن الموجهين والمختصين داخل قسم التوجيه والإصلاح الأسري تمكنوا من إنهاء كثير من الخلافات الاسرية بين الزوجين المتنازعين، لكن بعد خروج الطرفين من القسم كانت الأمهات في كثير من القضايا يحرضن بناتهن على أزواجهن، ويطالبنهن بالضغط عليهم، لرفض التفاهم والصلح معهم.

وأشار المكي إلى أن تدخل الأسر في الخلافات الزوجية يقلل فرص الوصول إلى حل مرضٍ. كما استغرب إصرار محامين على تحسين مواقع موكليهم، أو موكلاتهم، في القضية، من دون النظر الى مصلحة العائلة.

وتابع، أن ذلك يعقد ملف القضية، ويجعل الوصول إلى حل مناسب صعبا جداً، موضحاً أنه فور خروج الزوجين من مبنى القسم يلجأ أحدهما إلى أحد المحامين لأخذ رأيه في ملف القضية.

وذكر أنه في احدى قضايا الخلافات الأسرية طالب محامي موكلته برفع سقف الطلبات، وعدم الموافقة على الصلح مع زوجها حتى يستجيب لطلباتها كلها، على الرغم من أن الزوجين كانا قد بلغا نقطة مشتركة، واتفقا على تسوية خلافهما نهائياً.

وتابع المكي أن تدخل المحامي أدى إلى انهيار الاتفاق بين الزوجين، وعادت الخلافات الاسرية بينهما، وتطورت للأسوأ.

وتدخلت أسرة الزوجين، وأصبحت القضية بالغة الصعوبة، إذ رفع الطرفان قضايا ضد بعضهما أمام محكمة الأحـوال الشخصـية.

وأكمل أن بعض المحامين يبلغ أحد الزوجين بضرورة رفع دعوى قضائية ضد الآخر، لغايات انتقامية، أو لمضاعفة طلباته منه، ويزعم له أن قسم التوجيه والإصلاح يبحث عن حل للخلافات دون حصول أي طرف على حقوقه.

وأوضح المكي أن إحدى الزوجات طلبت من زوجها أن يبني لها طابقاً ثانياً فوق الفيلا، وأن يشتري لها سيارة رنج روفر حديثة، حتى توافق على العودة إليه، وتنهي الخلافات الاسرية بينهما، على الرغم من أنها كانت قد وافقت على الصلح خلال وجودهما في قسم التوجيه والإصلاح الأسري، عازياً تراجعها عن الصلح، إلى تدخلات أفراد من أسرتها، وإغرائها بطلب مزيد من الأشياء.

وعن آلية عمل القسم، قال إن هناك مختصين يعملون على الاتصال بالزوجين، والعمل على حل الخلاف بينهما بالتراضي، ونصحهما بالتنازل عن بعض مواقفهما المتشددة حيال بعضهما بعضاً من أجل الوصول إلى حل مناسب للحفاظ على أسرتهما من التفكك.

وذكر أن كثيرا من الأسر تلجأ إلى قسم التوجه والاصلاح الاسري من أجل حل الخلافات الزوجية، فيما يتوجه قليلون إلى مكاتب المحاماة في رأس الخيمة لرفع دعاوى أمام المحاكم المختصة.

تويتر