تخرجت في مراكز «الداخلية» لتأهيل المعاقين.. وتعمل في «دفاع مدني» الفجيرة

خديجة: الشلل يُصيب الجسد وتقاومه الروح

خديجة اليماحي: الإعاقة لم تكن عائقاً لتوازني الشخصي والنفسي. الإمارات اليوم

لا تخـتلف الرقـيب خـديجـة سـعيـد اليماحي، المصابة بالشلل، عن أي موظف في إدارة الدفاع المدني بالفجيرة، فهي حوّلت إعاقتها إلى فرصة للتحدي وإثبات الذات، وأبدعت في التصميم، من خلال عملها في دائرة الخدمات المساندة، التي أهلتها للفوز بجوائز متميّزة، وهي ترفع شعار «تحدي الإعاقة والعمل بكل قوة وإرادة ومنافسة الأصحاء، لأن الشلل يُصيب الجسد وتقاومه الروح».

بعد شهور من ولادة خديجة أُصيبت بشلل الأطفال، فوجدت رعاية كبيرة ومتواصلة من أسرتها التي تتكون من ‬12 فرداً، بينهم ست إناث، وتعلمت منذ السنوات الأولى في طفولتها أنها قادرة على الإنجاز على الرغم من الإعاقة.

وتقول اليماحي إن «إيماني بالله، وحُسن ظني به، سببان لما أنا عليه الآن، وأي شيء في الحياة ليس للإنسان يد فيه يجب ألا يعتبره معاناة، بل مصدر سعادة، لأنه بكل اختصار مشيئة الله، وهذا يؤدي إلى التفاؤل والإيمان القوي».

أنهت اليماحي الثانوية العامة، وانتظمت في جامعة الإمارات أربع سنوات، للدراسة في تخصص الخدمة الاجتماعية، لكنها اضطرت إلى إجراء عملية أقعدتها فترة طويلة بين المستشفى والمنزل. وعن هذه التجربة تقول: «أتمنى أن تُقام في كل إمارة جامعة تتيح الانتساب، وتمنح ذوي الإعاقة شهادات معترفاً بها من وزارة التعليم العالي». وأكدت أن «كثيراً من ذوي الإعاقة لديهم الرغبة في دراسة تخصصات لتطوير أنفسهم، ولزيادة رصيدهم من العلم والمعرفة، من أجل الحصول على فرصة عمل مناسبة مثل الأصحاء».

وتضيف اليماحي: «أجمل مراحل حياتي عندما التحقت بإدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، حيث اكتسبت ثقة بنفسي أكثر، وشعرت بأن أحلامي بالعمل باتت قريبة وتتحقق».

بعد التخرج عُيّنت اليماحي في قسم الخدمات المساندة في إدارة الدفاع المدنـي بالفجيرة. وأكدت أنها «لم تواجـه أية صعوبـة في العمل، لأنها تتعامل مع أشخاص على قدر كبير من الإنسانية والثقافة في التعامل».

وتوضح أن «هذا العمل جعلها تشعر كأنها في أسـرة ممتدة، وأضاف إليها شعـوراً بالرضا والأمل، وأتاح لها الفرصة لإثبات كيانها، والعمل بكل قوة، ومنافسة الأصحاء».

وتشير اليماحي إلى أنها حصلت على شهادات تقدير عدة، كانت من بينها شهادة تقدير من نادي ضباط القوات المسلحة، وقد برعت في مجال التصميم، فحصلت على شهادة تقدير من جامعة زايد لفوزها بمسابقة شاركت فيها بتصميم بطاقة بريدية تحت عنوان «زايد الأسطورة الخالدة»، وشهادة تقدير من القيادة العامة للدفاع المدني للموظف المتميّز لعام ‬2011، أثناء اليوم العالمي للدفاع المدني، الذي أُقيم تحت شعار «الدفاع المدني والمرأة»، كما شاركت في تقديم تصاميم لبعض المواقع الإلكترونية، وحصلت على شهادة تقدير من شبكة «عين الإنترنت على الإبداع الإماراتي».

تعتبر اليماحي إعاقتها «مبعث اعتزاز وخير»، وتقول: «الإعاقة لم تكن عائقاً لتوازني الشخصي والنفسي، فليست هناك اختلافات كبيرة بين الأصحاء وذوي الإعاقة في الإنتاج وخدمة الوطن».

وتنصح كل ذوي الإعاقة بألا يستسلموا لأي ضعف، وأن يبذلوا جهدهم دائماً للتعلم والحصول على عمل مناسب، من أجل إثبات الذات بكل عزم وتصميم.

يشار إلى أن «الإمارات اليوم»، ووزارة الداخلية، عبر إدارة مراكزها لتأهيل وتشغيل المعاقين، تبنتا «مبادرة لطيفة» لتوظيف ‬75 مواطناً من ذوي الإعاقة في القطاعين العام والخاص، بعدما أكملوا تدريباتهم وتأهيلهم لسوق العمل، وباتوا على جاهزيـة عاليـة لدخولها، وفقاً لطبيعـة إعاقاتهم.

وقد نجحت المبادرة حتى الآن في تشغيل أربعة من أصل خمسة أشخاص نشرت الصحيفة قصص معاناتهم مع البطالة، أخيراً، في حين تنشر أسماء دفعة جديدة من المستفيدين من المبادرة، بعد غدٍ، ويأمل القائمون على المبادرة تجاوب المؤسسات معها، واستيعاب ذوي الإعاقة ضمن كوادرها في وظائف تناسب إعاقاتهم، علماً أنهم تلقوا تدريباً مكثفاً، يمكنهم من العمل، والإنتاجية التي تنشدها المؤسسات.

تويتر