المواطنون يتقدّمون المخترعين محلياً في 2012
أظهرت دراسة إحصائية أعدتها المخترعة الإماراتية عيده المحيربي، وزوجها الأردني وصفي الشديفات، أن المخترعين الإماراتيين أسهموا بنسبة 38٪ من مجموع الاختراعات العالمية المنشورة لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2012 البالغ عددها 31 اختراعاً، فيما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثالثة من حيث عدد الاختراعات العربية المسجلة عالمياً خلال العام نفسه.
وأسهمت الجالية العربية المقيمة في الدولة بنسبة 32٪ من حجم الاختراعات المنشورة للإمارات، تلتها مجموعة من الجاليات الغربية، إلى جانب الروسية والأسترالية والنيوزيلندية المُقيمة بنسبة 19٪، ثم الجالية الغربية غير المُقيمة بالدولة بنسبة 9٪، والجالية الصينية المُقيمة بنسبة 1٪.
ورصدت الدراسة عدد الاختراعات المنشورة خلال عام 2012، ونسبتها ليس على مستوى الدولة فقط، بل على صعيد البلدان العربية، مستندة إلى بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، ومعتمدة على معايير حددت الاختراع العربي بأنه المُقدم من جهة عربية وحدها، أو بمشاركة جهة أجنبية، على أن يكون على الأقل أحد المخترعين المشاركين في الاختراع مقيماً في الوطن العربي، سواء أكان عربياً أم أجنبياً.
وتعتبر «ويبو» الجهة الوحيدة في العالم التي تمنح الاختراع الصفة العالمية، وتستخدم بياناتها بشكل مؤثر في حساب مقياس الإبداع العلمي العالمي للدول.
وتشير الدراسة إلى الجهات المخترعة الثلاث الأولى على مستوى الدولة، وتظهر أن اختراعات الشديفات والمحيربي، وهما مخترعان بتمويل ذاتي، سجلت العدد الأكبر بواقع 10 اختراعات، تمثل 32٪ من حجم تلك الاختراعات، تليهما جامعة الإمارات التي شاركت بأربعة اختراعات شكلت 13٪، ثم «اتصالات» بثلاثة اختراعات شكلت 10٪ من المجموع الكلي. وتظهر الدراسة أيضاً أن المواطنين الإماراتيين الأعلى في الإسهام بعدد الاختراعات لكل مليون نسمة على مستوى الوطن العربي، وذلك بواقع 20 اختراعاً لكل مليون نسمة، يليهم السعوديون بواقع ستة اختراعات لكل مليون نسمة، فالأردنيون بواقع ثلاثة اختراعات لكل مليون نسمة. وتبين الدراسة أن أكثر من نصف الاختراعات العالمية العربية خلال عام 2012 قدمتها المملكة العربية السعودية، إذ بلغت 166 اختراعاً من أصل 314 اختراعاً عربياً، جاءت بعدها مصر التي شاركت بـ48 اختراعاً، ثم الإمارات ثالثةً بـ31 اختراعاً، تلتها المغرب بـ24 اختراعاً، ثم على التوالي: تونس وسورية ولبنان وقطر والأردن والكويت والجزائر، فيما لم تقدم 10 دول عربية أي اختراع عالمي. وبالمقارنة تخلص الدراسة إلى أن السويد ذات الـ10 ملايين نسمة نشرت نحو 4000 اختراع عالمي خلال عام 2012.
أما بالنسبة لأكثر الجهات العربية اختراعاً خلال عام 2012، فجاءت شركة البترول السعودية في المرتبة الأولى، حيث سجلت 104 اختراعات، تلتها جامعة الملك سعود بـ22، ثم جامعة الملك عبدالله للتقنية بـ16 اختراعاً، ثم المخترعان وصفي الشديفات وعيده المحيربي بـ10، تلتهما «سابك» السعودية بثمانية اختراعات.
وتكشف الدراسة أنه على مستوى الجامعات، لم تتمكن سوى 12 جامعة عربية من إنجاز أو المشاركة إلا في 55 اختراعاً عالمياً، في حين لم تقدم 98.5٪ من الجامعات العربية البالغ عددها 708 جامعات، أي اختراع عالمي، أو تشارك فيه، علماً أنها تضم أكثر من نصف مليون بروفيسور ودكتور ومدرس.