بلدية دبي تناقش إطالة عمر المباني الخرسانية
نظمت إدارة المباني في بلدية دبي، أخيراً، ندوة بعنوان «إطالة العمر الافتراضي للمباني الخرسانية»، في إطار حرص الدائرة على توفير فرص التعلم المستمر للموظفين والمهندسين، وتشجيعهم على تبادل الخبرات والمعلومات في ما بينهم، في العصر الذي يشهد تطورات سريعة في مجالات العلم والتكنولوجيا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأفاد مدير إدارة المباني، المهندس خالد محمد صالح، بأن الندوة احتوت على محاضرتين، ألقاهما كل من المهندس فضل صالح أبوشعبان، والمهندس عثمان إبراهيم يونس، وتم التركيز خلالهما على المشكلات الفنية للمنشآت الخرسانية في العالم عموماً وفي منطقة الخليج خصوصاً، وقد وجدت هذه المشكلات اهتماماً كبيراً في دراسة أسبابها، ومن ثم تحليلها وكيفية معالجتها، وذلك من ذوي الاختصاص نظراً لتأثيرها المباشر في العمر الافتراضي للمباني، ومن ثم على الجدوى الاقتصادية لها.
ومن أهم الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تدهور المنشآت الخرسانية في منطقة الخليج؛ سرعة التطور، ومؤثرات الطقس، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو والتغيرات الكبيرة في درجات الحرارة، وضعف جودة بعض المواد المستخدمة في البناء، وارتفاع نسبة الكلورايد في خلطة الخرسانة، ومستوى العمالة والإشراف، حيث إن معظم مهندسي المكاتب الاستشارية مكلفون حجم عمل أكبر بكثير من طاقاتهم.
وقد توجد أملاح الكلورايد في خلطة الخرسانة عند صبها، أو قد تتغلغل مع الرطوبة خلال المسامات الموجودة في الغطاء الخرساني من المحيط الخارجي إلى أن تصل إلى حديد التسليح، ما يؤدي إلى حدوث صدأ الحديد، الذي بدوره يسبب تلف الخرسانة، حيث تؤدي تلك الأسباب إلى حدوث تلف مبكر في العناصر الإنشائية ما يؤثر سلباً في عمرها الافتراضي، فبدلاً من أن يصل عمرها إلى ما يزيد على 50 عاماً وفقاً لمعايير التصميم المعروفة عالمياً، أصبح لا يتجاوز 30 عاماً ما يؤثر سلباً في اقتصاد الإمارة.
وذكر صالح أن إدارة المباني نهجت إلى التعاون مع الجامعات والمعاهد العلمية في مجال الدراسات والبحوث الخاصة بتطوير وحل مشكلات قطاع التشييد والبناء، حيث يتم عمل بحث إلى اثنين سنوياً، لذا، ومن أجل حماية المنشآت الخرسانية من التدهور، خصوصاً أن قطاع التشييد والبناء من أعمدة اقتصاد الإمارة، وانطلاقاً من أهداف إدارة المباني ببلدية دبي في التطوير والتميز والارتقاء بمستوى خدماتها، عملت الإدارة بالتعاون مع جامعة الإمارات على إصدار دليل هندسي متكامل باللغتين العربية والإنجليزية، يتضمن الاشتراطات والمعايير الهندسية اللازمة لتقييم المنشآت القائمة وكيفية معالجتها وإطالة أعمارها بدلاً من هدمها. كما يتضمن الدليل معايير وقياسات هندسية جديدة يمكن للمهندسين الإنشائيين والمعنيين بقطاع التشييد والبناء تطبيقها، حيث تهدف إلى إطالة العمر الافتراضي للمباني بمدة تراوح بين 10 و20 سنة ليصبح عمرها بين 40 و50 سنة بدلاً من 30 سنة، ما يدعم اقتصاد الإمارة.
وأشار إلى أن الهدف الرئيس من هذا البحث هو إعداد دليل يلخص أسباب تدهور وتصدع الخرسانة، والطرق المختلفة للترميم، وتقدير العمر التشغيلي.كما يتضمن الدليل مبادئ إرشادية للحفاظ على متانة المنشآت الخرسانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news