تمكين المهندسين الإماراتيين من تصميم الأنظمة الأرضية بحـــلول ‬2016

«إياست» تطوّر أول نظام إلكـــتروني لمراقبة أداء الأقمار الاصطناعية

فريق متخصص يسعى لتقييم حالة الأجزاء المستخدمة في القمر. تصوير: أحمد عرديتي

طورت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست)، أول نظام إلكتروني داخلي لمراقبة أداء القمر الاصطناعي «دبي سات ‬1»، من خلال تحليل البيانات المتحصلة منه. ويتكون النظام من برنامجين، يتولى الأول تحويل المعلومات المأخوذة من القمر الاصطناعي، فيما يتيح الآخر ـ وهو عبارة عن برنامج تفاعلي ـ تحليل البيانات ومقارنتها.

وتسعى «إياست» إلى أن تكون أجهزة التحكم بالأقمار الاصطناعية إماراتية، والمهندسون المواطنون هم مشغلي الأقمار الاصطناعية.

وقال البــاحث المساعد في قسم تنظيم المهمــات في المؤسسة، المهندس عمران الحمادي، لـ«الإمارات اليوم» إن نظام المراقبة استحدث للمرة الأولى في «دبي سات ‬1» لتسهيل متابعة وتحليل البيانات من القمر الاصطناعي، موضحــاً أنه يعرض المعلومات بشــكل رسومات بيانية لمختلف أجزائه وأجهزته، ويتابع حالة البطاريات في القمر ومدى كفاءة عملها. كما يراقب الألواح الشمسية على القمر الاصطناعي، وعجلات تحريك القمر في المدار، ونظام الاتصالات الذي يتيح تنزيل البيانات، وتالياً تحليلها ومراقبتها «ما يعلمنا بالأجزاء التي تعمل بالطريقة الصحيحة، ومدى تطور العمل في القمر الاصطناعي، وما إذا كانت تحتاج إلى تغيير أو إصلاح».

وتابع الحمادي أن فريق بناء الأقمار الاصطناعية في المؤسسة يسعى حالياً لمعرفة حالة الأجزاء المستخدمة في القمر، وما إذا كان أداؤها قد تراجع بعد فترة من الاستخدام، أم أنها حافظت على مستواها، ما يسهل عليهم معرفة المواد الواجب تطويرها في المشروعات المستقبلية، ويساعد فريق المحطة الأرضية على التحكم بالقمر، ورؤية الفعل ورد الفعل لحلّ أي إشكالية قد تحصل.

وأضاف أن النظام يتابع أداء القمر على مدى أشهر، بدلاً من متابعته ليوم واحد، كما كان سابقاً، ما يظهر حالة أجزاء القمر المختلفة، ومعدل استهلاك البطاريات أثناء التصوير، ومقدار الطاقة، وفاعلية توليدها من الألواح الشمسية.

وشرح أن الفريق عمل على تطوير البرنامج منذ ديسمبر العام الماضي، فوضع متطلبات النظام التي تم استقاؤها من الفرق العاملة على تطوير الأقمار الاصطناعية، ومن ثم تحديد وظائف البرنامجين، ونفذ تجارب عليهما لمعرفة ما إذا كانا سيعملان مع بعضهما بعضاً، أم أن دمجهما سيواجه صعوبات.

أما البرنامج التفاعلي فيُظهر رسماً بيانياً يقدم معلومات تفصيلية عن عمل القمر الاصطناعي، بمجرد إدخال الفترة الزمنية المراد دراستها، وتحديد نظام القمر الاصطناعي المراد مقارنته بالأداء العام للقمر.

وقالت الباحثة المساعدة في قسم تنظيم المهمات في «إياست»، المهندسة أمل عبدالله، إن فريق التحكم بالقمر الاصطناعي يستطيع أن يحدد مقدار التغير الذي طرأ على القمر، والأجزاء الواجب تغييرها في النماذج الأخرى للأقمار الاصطناعية، ومن ثم إنشاء قاعدة بيانات بهذه المعلومات.

وأوضحت أن النظام مستخدم حالياً في المؤسسة، إلا أنه يخضع للتطوير والتدقيق المستمر لتحسين أداء عمله، وإعطاء معلومات أكثر بحسب الفريق المشغل له، مشيرة إلى أن البرنامج أضيف إلى القمر الاصطناعي «دبي سات ‬2» ليقيس مستوى عمله.

وقال مدير إدارة الخدمات الأرضية في المؤسسة، المهندس محمد الحرمي، إن أهم الأهداف الحالية التي تعمل عليها إدارة الخدمات الأرضية، تتمثل في تطوير أنظمة المحطات الأرضية، وتمكين المهندسين الإماراتيين من تصميم أنظمة وبرمجيات المحطة الأرضية بحلول عام ‬2016 كحدّ أقصى.

وأضاف: «من الأهداف الأخرى، التحكم بالأقمار الاصطناعية بما فيها (دبي سات ‬1) و(دبي سات ‬2) والأقمار الاصطناعية التجارية وغير التجارية التي تقدم لها المؤسسة خدماتها، واستخدام موارد المحطة الأرضية بكفاءة وفاعلية عالية، إضافة إلى تحسين الأنظمة الأرضية للمهمات المستقبلية».

وأوضح الحرمي أن الرؤية المستقبلية لإدارة الخدمات الأرضية بشكل خاص و«إياست» بشكل عام، هي التحفيز، بحيث تكون أجهزة التحكم بالأقمار الاصطناعية إماراتية، والمهندسون المواطنون العاملون في المؤسسة هم المصممين الرئيسين والمشغلين للأقمار الاصطناعية.

تويتر