«الشؤون»: إنتاجية الصُمّ تفوق الأصحاء في الأعمال الإدارية والتقنية
أفادت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، وفاء حمد بن سليمان، بأن «إنتاجيات الصم تفوق الاصحاء في ما يتعلق بالأعمال الإدارية والتقنية، ويحتاجون إلى أمور بسيطة للتكيف في العمل»، موضحة أن تهيئة البيئة المناسبة لعمل أصحاب الإعاقة السمعية تتطلب تعديلات بسيطة في بيئة العمل.
الإناث أفضل ذكر الأخصائي الاجتماعي التربوي في وزارة الشؤون الاجتماعية روحي عبدات، أن نتائج الدراسات الميدانية العالمية والمحلية التي أجريت على ذوي الإعاقة، أكدت أن مستوى الأداء المهني العام للموظفات الإناث من ذوي الإعاقة السمعية هو أعلى من مستوى أداء الموظفين الذكور، وهذا يثبت أن الفتاة والمرأة الصماء قادرة على التفوق في مجال العمل ولا تمنعها إعاقتها من ذلك، وعلى الرغم من المعيقات التي تفرضها القيود الاجتماعية لبعض الأسر، فإن الفتاة الصماء تصر على إثبات ذاتها ووجودها في بيئة العمل ومنافسة الرجل، الأمر الذي يشير إلى ضرورة فتح المجال للفتيات الصماوات للتوظيف والمشاركة الفاعلة في سوق العمل، علماً أن غالبية الموظفات الصماوات تتركز في إمارة دبي، وقد يعزى ذلك إلى صحة نظرية القيود الاجتماعية المفروضة على عمل الفتاة الصماء في الإمارات الأخرى. |
وأشارت إلى أن أهم المشكلات التي يواجهها أصحاب الإعاقة السمعية يتعلق معظمها بعدم قدرتهم على التنبه إلى دخول شخص آخر إلى المكتب الذي يعملون فيه أثناء العمل، في حال أداروا ظهورهم لباب المكتب، وهو ما يمكن حله باستخدام مرآة صغيرة على شاشة الحاسوب ليتمكن أي منهم من معرفة من يدخل إلى المكتب، أو وضع جرس إضاءة في المكتب.
ولفتت إلى ضرورة وجود خطة طوارئ تراعي وجود الشخص الأصم في العمل، وكيفية إنذاره لإخلاء المبنى، إذ لابد من تعيين شخص واحد على الأقل لتنبيه الأصم عند حصول أي حالات طارئة، أو تزويده بجهاز اتصال يعمل كمنبه عن طريق الاهتزاز أو الرسائل النصية.
وأكدت بن سليمان أن نتائج الدراسات العالمية والمحلية أظهرت أن أصحاب الاعاقة السمعية منافسون حقيقيون في سوق العمل، وأن دراسات القدرات المهنية أظهرت تفوقهم على الأصحاء في إنتاجيتهم، غير أنهم يعانون النظرة السلبية أسوة بغيرهم من أصحاب الاعاقة، حتى بالنسبة للعاملين الفعليين الذين يعانون تدني الرواتب وقلة الترقيات وعدم التطور المهني، نتيجة تدني تحصيلهم العلمي.
تصرفات سلبية
وأقرت بوجود بعض التصرفات السلبية التي ظهرت على الموظفين من أصحاب الإعاقة السمعية، غير أنها لا تمثل النظرة العامة، وهم مثل غيرهم من الموظفين منهم المثابر والمتكل، إذ أظهرت نتائج دراسة أعدتها الوزارة سلبيات، مثل كثرة الاستئذان والإجازات الطارئة والمرضية، واستغلال الإعاقة في تبرير جوانب القصور، والتذمر والشكوى، والطباعة حسب مخارج الألفاظ، و البطء في استقبال المعلومة والفهم، وتدني مهارات اللغة الإنجليزية، والعصبية مع الزملاء.
وأكدت بن سليمان أنه على الرغم من وجود سلبيات عند بعض الموظفين الصم فإن دوائر التوظيف والإدارات والزملاء أجمعوا على أن أصحاب الاعاقة السمعية يتميزون بحسن الخلق والقدرة على تحمل ضغوط العمل، فضلاً عن تعليم زملاء العمل لغة الإشارة، وقدرتهم على التأقلم مع بيئة العمل، واستيعاب التعليمات بسهولة.
وأكملت أن المؤسسات القائمة على تأهيل وتشغيل المعاقين في الإمارات قطعت شوطاً مهماً في هذا المجال، مبينة أن «المعاقين عامة والصم وضعاف السمع خصوصاً، أثبتوا أنفسهم في مجالات العمل المختلفة، وكانوا قادرين على التواصل والتفاعل مع عناصر بيئة العمل البشرية والمالية، والقيام بمجموعة من المهن التي يغلب عليها الطابع الإداري، نظراً لتأهيلهم وتدريبهم الذي واكب التطورات العلمية ومتطلبات سوق العمل، إذ اعتمدت الكثير من أعمالهم على الحاسب الآلي، والأرشفة وإدخال البيانات».