«الأرصاد»: لا يمكن التنبؤ بحجم الضباب الذي تشهده الدولة مستقبلاً

«مواصفات»: دراسة إلزام السائقين تزويد مركباتهم بمصابيح الضباب

تشهد الدولة سنوياً انتشار حزم كثيفة من الضباب خصوصاً خلال شهري يناير وفبراير. تصوير: أشوك فيرما

أبلغ مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات)، بالإنابة المهندس محمد صالح بدري، «الإمارات اليوم»، إن الهيئة تدرس إصدار قرار يلزم جميع قائدي المركبات في الدولة تركيب أضواء خاصة بالضباب، في ضوء تزايد معدلات الحوادث المرورية، الناجمة عن تشكل الضباب وسوء الأحوال الجوية، خلال الفترة الماضية.

وقال إنه توجد حاليا مواصفة إماراتية خليجية، متعلقة بتركيب أضواء الضباب في المركبات، لكنها اختيارية بالنسبة للسائقين وغير ملزمة في الوقت الحالي، مضيفا أن «مواصفات» تقوم حاليا، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، لإصدار قرار بإلزام المواصفة، حال تم الاتفاق على ذلك من قبل الجهات المختصة.

وأكد بدري حرص «مواصفات» على توفير الحلول كافة، التي تضمن سلامة ركاب وقائدي المركبات ومستخدمي الطريق، بما يعزز الجهود المبذولة، لتحقيق السلامة المرورية على الطرق، والحد من الحوادث المرورية، مشيرا إلى أن الهيئة أقرت في هذا الإطار مواصفات ومعايير فنية عدة، خاصة بالمركبات والحافلات، بهدف تحقيق السلامة والأمان في المركبة.

وتشهد الدولة سنويا انتشار حزم كثيفة من الضباب على مناطق مختلفة، خصوصا خلال شهري يناير وفبراير، تتسبب في خفض مستوى الرؤية الأفقية بصورة كبيرة، وأسهمت بجانب عدم التزام السائقين بتعليمات المرور، في وقوع المئات من الحوادث المرورية، خلفت وراءها وفيات وإصابات بليغة عدة، وتسبب الضباب ـ خلال ‬20 ـ‬27 من شهر يناير الماضي ـ في وفاة ثلاثة أشخاص، وإصابة ‬23 آخرين بإصابات متنوعة في حوادث مرورية وقعت على مستوى الدولة.

كما بلغت الحوادث المرورية ـ خلال الأشهر العشرة الماضية من العام الماضي ـ في أبوظبي، ‬28 حادثا منها ‬22 بسبب الضباب، أسفرت عن وفاة شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات بليغة، وستة حوادث بسبب الأمطار، نتجت عنها وفاة شخصين وإصابة آخر بإصابة بليغة، ويعد حادث «غنتوت» الذي وقع في مارس ‬2008، من أسوأ الحوادث المرورية التي شهدتها الدولة بسبب الضباب، إذ أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة ‬347، نتيجة حوادث تصادم بين ‬196 سيارة. وتفرض اللائحة التنفيذية، لقانون السير والمرور الاتحادي، غرامة مخالفة السير بأوقات الضباب، دون استعمال الأنوار، ‬200 درهم وأربع نقاط سوداء.

في السياق ذاته، أكد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن الضباب أصبح ظاهرة مناخية متكررة سنويا على مستوى الدولة خلال فصل الشتاء، إذ يبدأ عادة منتصف شهر سبتمبر، بفعل ارتفاع درجات حرارة البحر، وهبوب الرياح المحملة بقطرات المياه الصغيرة، وتزيد فرص تشكله بصورة مكثفة خلال شهري ديسمبر ويناير، بينما ينحسر نسبيا في فبراير، ليتمركز في بعض المناطق الغربية من الدولة، حيث تكون السحب مشبعة ببخار الماء. وأوضح أن عملية تشكل الضباب تعد معقدة، لذا لا يمكن التنبؤ بحجم الضباب الذي قد تشهده الدولة في السنوات المقبلة، أو مدى تكراره، مضيفا أن مستوى الضباب الذي شهدته الدولة هذا العام لم يختلف كثيرا عما حدث العام الماضي، وقد وصلت سماكة الضباب من أسفل إلى أعلى إلى ‬2000 قدم، أي نحو ‬600 متر تقريبا، قبل ثلاثة أسابيع ماضية، وقد تجاوزت سماكته هذا المستوى عام ‬2009.

وأشار إلى أنه لا يوجد ـ حتى الآن ـ مقياس يحدد متى يتشكل الضباب، لكنه يتكرر حدوثه من ثلاث إلى أريع مرات شهريا، خلال فترة الشتاء بحسب الطبيعة المناخية لدولة الإمارات، لافتا إلى أن هناك دولا أوروبية يمثل الضباب فيها مشكلة كبيرة، وهي تسعى لابتكار وسائل تكنولوجية مختلفة للتخلص منه، مثل حقن السحب الضبابية بأيونات سلبية، أو باستخدام حركة الطائرات الهليكوبتر، لكن يتم استخدامه على نطاق محدود. وأكد المركز أهمية توخي الحذر والحيطة، أثناء القيادة في الأجواء المناخية غير المستقرة، خصوصا عند نزول الضباب، نظرا لتدني مستوى الرؤية الأفقية، وما يصاحبها من صعوبة في استكمال رحلة السير على الطرق، مشيرا إلى أن كثيرا من حوادث الضباب تكون غالبا بسبب التهور والسرعة وعدم التزام السائقين بإرشادات المرور بهذا الشأن.

من جانبها، حثت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي السائقين على استخدام مصابيح الضباب، وأخذ الحيطة والحذر أثناء نزوله، محذرة من استخدام الإشارات التحذيرية، للمركبة إلا في الحالات الطارئة، والاكتفاء بضوء المصابيح المنخفض، إذ إن استخدام الأضواء العالية في المركبة أثناء الضباب يمثل خطورة، لأنها تعكس الضباب وتعيق الرؤية، ودعت ـ ضمن مبادرة التوعية المرورية إلى توفير السلامة المرورية أثناء الضباب ـ السائقين ومستخدمي الطرق إلى توخي الحيطة والحذر، أثناء قيادة المركبات، حال تقلبات الطقس، أو تدني مستوى الرؤية.

تويتر