الشعفار: مواد وبنود في قانون السيـــر تخضع للتقييم
أكد وكيل وزارة الداخلية الفريق سيف عبدالله الشعفار أن قانون السير والمرور الاتحادي يخضع لتقييم فعلي في الفترة الحالية، إذ سيتم تعديل بعض المواد والبنود بما يحقق مزيداً من السلامة المرورية على الطرق كافة، وتقليل عدد الحوادث، وتالياً ما يتخلف عنها من وفيات وإصابات.
وقال الشعفار لدى افتتاحه أمس فعاليات أسبوع المرور الـ29 لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي يقام تحت شعار «غايتنا سلامتك»، إن الوزارة تهدف إلى جعل طرق الإمارات الأكثر أماناً على مستوى العالم، من خلال استمرار حملات التوعية ورفع مستوى الثقافة المرورية لدى كل شرائح المجتمع، لافتاً إلى أن استراتيجية وزارة الداخلية لخفض أعداد وفيات الحوادث المرورية، أثمرت تحسّن مؤشرات السلامة المرورية على مستوى الدولة، خلال عام 2012، وتحقيقها معدل 6.53 وفاة لكل 100 ألف من السكان، ما جعلها تحتلّ مركزاً متقدماً بين دول العالم.
وأطلق الفريق الشعفار، أمس، أربع مبادرات مجتمعية جديدة لمديرية المرور والدوريات، بهدف تحسين السلامة المرورية، شملت «العائلة الأفضل مرورياً» و«مجمع العمال الأفضل مرورياً» و«السائق الشاب الأفضل مرورياً» و«المدرسة الأفضل مرورياً».
وتضمنت الفعاليات عرض أفلام توعية مرورية، وعدداً من الفقرات التي تبرز الخطط الاستراتيجية وآلية عمل شاملة، من شأنها الارتقاء بالمشهد المروري في إمارة أبوظبي، بما يدعم النتائج الإيجابية لبرنامج «معاً» للحدّ من الحوادث المرورية، الذي أسهم بصورة فاعلة في رفع نسبة الوعي المروري؛ ما أدى إلى انخفاض وفيات الحوادث المرورية بنسبة 19٪ خلال العام الماضي 2012، مقارنة بعام 2011.
وقال مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية العميد غيث حسن الزعابي، إن «أسبوع المرور الخليجي الموحد يجسّد التعاون والتواصل بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ويرسّخ وحدة الأهداف التي نسعى إليها من أجل إيجاد حلول علمية وجذرية للمشكلات المرورية». وثمّن الاهتمام والدعم الكبيرين من القيادة العليا لتعزيز السلامة المرورية، موضحاً أن «شعار هذا العام تعبير عن حقيقة ما نطمح إليه، ونود أن نصل إليه من خلال جميع التشريعات والأنظمة المرورية»، لافتاً إلى أن الحوادث المرورية باتت سبباً رئيساً للخسائر البشرية والمادية في العالم، مؤكداً أهمية أسابيع المرور لتوعية الجمهور بكثير من المفاهيم والقيم والقوانين المرورية؛ لتكون لهم نبراساً خلال استخدامهم الطرق». وأضاف أن الأسبوع يعد دعوة متجددة للسلامة والحفاظ على الأرواح، ونداء نتوجه به إلى الجميع من أجل تكثيف الجهود للتصدي لأخطار الحوادث المرورية، وما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية، كما أنه يمثل مناسبة لوضع المشكلة المرورية بأبعادها المختلفة أمام المجتمع ومؤسساته، ودعوة الجميع إلى النهوض بمسؤولياتهم لتحقيق السلامة المرورية، وتفادي ما ينجم عن حوادث المرور من خسائر وأضرار تلحق بثروتنا البشرية التي تعدّ الركيزة الأساسية للتقدم والازدهار.
وأوضح أن وزارة الداخلية تنفذ استراتيجية شاملة للسلامة المرورية تتضمن العديد من المبادرات؛ بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، للحد من حوادث المرور والآثار المترتبة عليها، وتغطي هذه الاستراتيجية جميع الجوانب المتعلقة بالسلامة المرورية.
وأكد أن «تحقيق السلامة المرورية يعتبر مسؤولية فئات المجتمع كافة، التي يجب أن تسعى للحدّ من الحوادث المرورية»، مشيراً إلى أن «الآباء عليهم دور مراقبة الأبناء وحثهم على الالتزام بالقوانين المرورية، وعلى قائدي المركبات الالتزام بالقوانين وعدم ارتكاب الأخطاء التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، وعلى المشاة دور في وقاية أنفسهم من حوادث الدهس، بالالتزام بالعبور من الأماكن المخصصة للعبور، كما أن المدارس تتحمل دوراً كبيراً في هذا المجال، ولوسائل الاعلام دور محوري ومهم في الحدّ من الآثار السلبية للحوادث المرورية، التي أصبحت تشكّل هاجساً كبيراً لمجتمعنا».
من جانبه، قال مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي العميد مهندس حسين أحمد الحارثي، إن المديرية تعمل على تطوير وتحديث خطة شاملة تتمثل في خطة أبوظبي المتكاملة للضبط المروري، والتعليم والتوعية، والتحسينات الهندسية، والاستجابة السريعة، والتقييم، بجانب تطوير مواردها البشرية للتعاطي مع القضايا المرورية باحترافية عالية.
وأشار إلى دور مبادرة «العائلة الأفضل مرورياً» في مخاطبة نواة المجتمع والخلية الأولى فيها، وهي الأسرة، إذ تهدف إلى تكريس ثقافة السلامة المرورية بين أفراد الأسرة الواحدة، وتحفيز الأسر على نشر الثقافة المرورية والارتقاء بها لتأخذ حيزاً مهماً في تجمعاتهم اليومية والأسبوعية، كما تعمل على خلق روح من التفاعل المجتمعي والمسؤولية المجتمعية للسلامة المرورية.
كما تتضمن البرامج التعريفية بالمبادرة تنظيم عدد من المحاضرات التوعوية والتثقيفية لتعزيز الوعي حول معايير السلامة المرورية، وأهمية تطبيقها على أرض الواقع للحفاظ على أرواح البشر، إضافة إلى إطلاق بعض الأنشطة والفعاليات على شبكات التواصل الاجتماعي، وتوزيع الكتيبات الإرشادية في التجمعات العامة.
وأشار إلى تركيز المبادرة الثانية «المجمع العمالي الأفضل مرورياً» على فئة العمال، التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع. وتهدف المبادرة إلى تكريس الوعي المروري لدى هذه الشريحة المجتمعية، ومعالجة الإشكالات المرورية التي تواجههم، من خلال تنفيذ كثير من الفعاليات والأنشطة الهادفة، وأبرزها لقاء العمال في مساكنهم للوقوف على مدى وعيهم بالثقافة المرورية، وعقد المحاضرات التوعوية التي تتناسب مع هذا الفهم، وتحاكي نقاط الضعف لدى هذه الفئة حول معايير السلامة المرورية، إلى جانب تنظيم الزيارات الميدانية للمجمعات العمالية لتقييمها، فضلاً عن جملة من النشاطات الأخرى التي تصب في مصلحة خدمة المشهد المروري.
وتهدف المبادرة الثالثة «المدرسة الأفضل مرورياً» إلى نشر الوعي المروري لدى الشرائح الطلابية، وتثقيفهم حول أهمية القيادة السليمة. وتشتمل المبادرة تطبيق حزمة من الفعاليات والأنشطة المهمة التي تتناسب واحتياجات مجتمع الطلاب، منها دروس في العبور الآمن للطريق، والتعرف إلى الإشارات الضوئية وما تعنيه كل منها، إضافة إلى تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى مختلف الشرائح الطلابية.
وتركز المبادرة الرابعة «السائق الشاب الأفضل مرورياً» على فئة الشباب، بهدف نشر ثقافة السلامة المرورية بين مختلف الشرائح العمرية الشابة، التي تشكل النسبة الأكبر من مكونات المجتمع الإماراتي، لذا فقد كان لزاماً على أي خطة استراتيجية مرورية أن تتطرق إلى التركيز على قضايا السلامة المرورية، والمعايير التي ينبغي على الشباب اتباعها لتجنب وقوعهم فريسة التهور وعدم الانضباط ليكونوا عنصراً إيجابياً لأوطانهم.
وتتضمن فعاليات المبادرة باقة من الأنشطة، ترتكز في مجملها إلى تعزيز التواصل مع الشباب، والوقوف على مدى فهمهم لقواعد السلامة المرورية، ومحاولة علاج الثغرات القائمة في هذا الفهم عبر تعزيز لغة الحوار.
كما تحتوي على كثير من المحفزات التي تدفع الشباب إلى الانخراط في منظومة السلامة المرورية.