رئيس الدولة يمنح وسام الاستقلال للمخرج العالمي "فرانكو دراغون"
منح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وسام الاستقلال من الدرجة الأولى إلى المخرج العالمي "فرانكو دراغون"، وذلك تقديرا لإبدعاته الفنية الرائدة واسهاماته المتميزة في مجال تطوير الفن والمسرح على الصعيد العالمي.
وقام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتسليم المخرج "فرانكو دراغون" الوسام لدى استقبال سموه له بقصر البحر.
وحضر تسليم الوسام، سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة وعدد من الشيوخ والمسؤولين.
وهنأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "فرانكو دراغون"، بحصوله على هذا الوسام الرفيع، مشيدا سموه بالعمل الاستعراضي الذي قدمه ضمن الفعاليات التي أقيمت بمناسبة احتفاء قصر الحصن بمرور أكثر من 250 عاما على إنشائه والذي حمل عنوان "قصر الحصن مجد وطن".
ونوه سموه بالرسالة النبيلة والمضامين السامية التي حملها عرض "قصر الحصن مجد وطن" والتي قدمت من خلال رؤية فنية وجمالية وتاريخية عكست فترات مهمة في تاريخ هذه المنطقة.
وأضاف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن العرض استطاع ان يجمع بين أنماط ثقافية وتقاليد متنوعة وأداء معاصر أخذت المشاهد في رحلة ثقافية وفنية غنية جسدت من خلاله تاريخ طويل من الكفاح والصبر والتصدي للتحديات لأهل المنطقة الى ان بزغ نور دولة حديثة ومتطورة استوحت من عزيمة وارادة الآباء والأجداد في تحويل هذه البقعة من العالم الى واقع مبهر أصبح محط اهتمام وأنظار العالم.
وأعرب سموه عن شكره للمخرج العالمي وفريقه الفني الذي أضفى لفعاليات قصر الحصن بعدا ثقافيا ولمسات فنية راقية، منوها سموه بالدور الثقافي الذي تلعبه الأعمال الفنية في عرض سير الرواد والعظماء والأحداث التاريخية وتعريف الجماهير الحاضرة والأجيال المتعاقبة بالمنجزات الحضارية.
وتمنى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمخرج "فرانكو دراغون" وفريقه الفني التوفيق والنجاح في الاعمال القادمة ومواصلة التميز والابداع ..وقد تبادل سموه معهم الاحاديث الودية.
بدوره عبر المخرج عن فخره بهذا التكريم، وقال إن هذه اللفتة الجميلة تعبر عن عمق أصالة وعراقة تقاليد أهل المنطقة، مؤكدا انه تكريم يساهم ويشجع أي فنان على المزيد من الابداع والتميز، متمنيا ان يكون على مستوى الثقة والمسؤولية.
وأكد أن هذا التكريم يمثل مبادرة قيمة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لأحد جوانب الأعمال الثقافية، مشيرا الى ان هذه اللحظة التاريخية تشكل نقطة مضيئة في تاريخ حياتنا الفنية.
وأعرب المخرج عن شكره للجنة المنظمة لمهرجان قصر الحصن والفريق الإماراتي الذي عمل معه وكان له دورا مهما في اخراج هذا العمل بهذا الشكل المميز من خلال توفيره المعلومات الهامة حول تاريخ المنطقة وأنماط الحياة فيها وعادات وتقاليد أهلها في ممارسة حياتهم اليومية وارتداء الأزياء والألبسة الوطنية اضافة الى اللوحات الشعرية التي اختيرت بعناية ودقة وجسدت نبض الماضي وما حمله من أصالة وعراقة.
وقال معلقا "لولا دعم اللجنة المنظمة والمتابعة الحثيثة والإشراف المباشر من قبل الفريق الإماراتي لكافة فقرات وتفاصيل العرض ومحتواه الفني والقصصي والروائي لمجريات العيش وأحداث الماضي لما لقي هذا العمل هذا الصدى الطيب والناجح في أوساط الحضور"، مؤكدا أنه سيحمل الكثير من الانطباعات والذكريات الطيبة عن دولة الإمارات وعن ثقافة المنطقة وقيمها الاصيلة وما يزخر به الموروث الاماراتي من ثراء وتنوع.
وأشار إلى أنه أقبل على قراءة كل ما يخص تاريخ وتراث الإمارات والتواصل مع مجتمع الإمارات للتعرف إليهم والى ثقافتهم قبل بداية التخطيط للعمل حتى يتمكن من تقديم الصورة التي تعبر عن عادات وتقاليد وتاريخ أهل المنطقة وارتباطهم بالبيئة الصحراوية والبحرية وكيف اثرت في مسيرة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.
واعتبر دراغون أن هذا العمل الذي صمم خصيصا لهذه المناسبة الوطنية ونفذ لأول مرة في الشرق الاوسط سيفتح جسورا بين الشرق والغرب ويفتح أبوابا لإنجاز إبداعات أخرى ..موضحا أن الإمارات ستكون ملهمته في مشاريع ضخمة مستقبلا.
يذكر ان فرانكو دراغون ولد في ايطاليا ونشأة في بلجيكا وكان شغوفا بالأعمال الاستعراضية وقد شارك مع حركات ثقافية متعددة ذات طابع اجتماعي قبل أن يصبح المدير الفني لسيرك "دو سوليه"، والتحق فرانكو في رحلة بداياته بعدة معاهد ومدارس تدريبية في المسرح والاستعراض في بلجيكا حيث التحق بمدرسة المسرح الشعبي ومن ثم في مسرح "جان لافت بروليتارية" و"ديللارتي كوميديا" ومعهد "مونس" .. وفي عام 1982 غادر بلجيكا إلى كيبيك في كندا ليدير ورش عمل في الارتجال المسرحي قبل أن يصبح مدرسا في مدرسة السيرك القومى في مونتريال ..وبين عامي 1985 و 1999 حملت عشرة أعمال لسيرك "دو سوليه" توقيعه ما زال بعضها يعرض في عدد من دول العالم .. وفي عام 2000 استقر فرانكو دراغون مرة أخرى في بلجيكا لوضع الأسس لمشروع إنشاء شركته الخاصة فكانت ولادة مجموعة فرانكو دراغون للترفيه التي قدم من خلالها عروض عالمية منها "اليوم الجديد" و"حلم" حيث قدم هذا الاستعراض الشهير لأول مرة في منتجع "وين" في "لاس فيغاس" في مايو 2005 على مسرح يحتوي مليون غالون من الماء ويتخلل الاستعراض غواصون وعروض بطولية مع مؤثرات فنية حديثة .. ومن الاعمال الشهيرة كذلك للمخرج فرانكو دراغون "بيت المياه الراقصة " وهو أضخم استعراض مائي في العالم أطلق في سبتمبر 2010 وحصد أكبر عدد من المشاهدين بلغ مليون شخص في جميع أنحاء العالم ومازال يعرض في عدد من دول العالم.
ويروي الاستعراض قصة ملحمية لرحلة مثيرة للإلهام تقفز فوق حواجز المكان والزمان لتنطلق في أعماق المشاعر البشرية وتغوص في ثناياها مرورا بحالات الحزن والغضب والفرح والخوف حتى ينتصر الحب على الكراهية وقواها الشريرة.