طالب مزدوج الإعاقة يحترف التصوير الضوئي
يعبّر الطالب في مركز دبي لرعاية وتأهيل المعاقين، صاحب الإعاقة المزدوجة، عبدالله إسماعيل مشموم، عن مشاعره وأفكاره بالصورة الفوتوغرافية التي بات محترفاً في التقاطها، ويستعين بها لتغطية العديد من المؤتمرات الصحافية، ويشارك في العديد من معارض التصوير الضوئي.
وقال (مشموم) البالغ من العمر 20 عاماً لـ«الإمارات اليوم» إن «كاميرا التصوير استهوته منذ كان صغيراً، حيث دخل مركز دبي لرعاية وتأهيل المعاقين منذ عام 2000 وبقي فيه حتى اليوم»، مشيراً إلى أنه «تعرف إلى الكاميرا ومميزاتها وطرق التصوير، من خلال المركز حتى أتقن مهنته، وأنه لا يستطيع القراءة والكتابة، وأنه يعبّر من خلال الكاميرا عن مشاعره وما يريد إيصاله إلى الآخرين»، لافتاً إلى أنه «يشعر بقدرته على العمل، ومساواته بالآخرين عندما يحمل كاميرا التصوير، ويبدأ التقاط الصور في المؤتمرات وخارجها، خلال جولات التصوير الحر».
وأضاف (مشموم) أنه «شارك في العديد من معارض التصوير الضوئي في الدولة»، لافتاً إلى عزمه على إقامة معرض يضم لوحاته فقط، خصوصاً أن جميع المعارض التي شارك فيها جماعية، تعرّف خلالها إلى فنون وابتكارات جديدة في عالم التصوير.
وتابع أنه «أمضى وقتاً طويلاً في الماضي يشاهد الصـور المنشورة في الصحف اليومية والمجلات، ليتعلم المطلوب من الصورة الصحافية»، مشيراً إلى أنه «يغطي مؤتمرات دار الرعاية الاجتماعية في دبي، وبعض مؤتمرات وزارة الشؤون الاجتماعية، وأن صوراً عدة له نُشرت في الصحف اليومية».
ويرغب (مشموم) في الحصول على فرصة عمل تجعله يستغني عن مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية «ليشعر بإنتاجيته». وقال إنه «يرغب في البقاء في مركز دبي لرعاية وتأهيل المعاقين، الذي يعامله بطريقة جيدة، وبات الجميع أصدقاءه»، مؤكداً أنه «لن يرفض فرصة عمل في صحيفة أو مجلة أو غيرهما، على الرغم من تخوفه من نظرة أفراد المجتمع إليه، وطريقة تصرفهم معه».
وتعرّفت «الإمارات اليوم» إلى (مشموم)، خلال مؤتمر صحافي في مركز رعاية وتأهيل المعاقين، حيث كان يصور أحداث المؤتمر وهو يعاني إعاقة جسدية، وتبين من خلال اللقاء معه أنه طالب في المركز، ويمارس عمله في التصوير، حيث عرض على الصحيفة العديد من اللوحات التي صوّرها في مناطق مختلفة من الدولة.
وقالت مديرة مركز دبي لرعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، عائشة الدربي، إن «(مشموم) يعاني إعاقة مزدوجة ذهنية خفيفة وحركية»، لافتة إلى أنه «تمكّن من التغلب على إعاقته، والتأقلم مع آلة التصوير، حيث بات قادراً على التقاط صور معبرة بدقة بالغة، واستخراجها وطباعتها وإرسالها إلى الشخص المطلوب».
وأشارت الدربي إلى أن «مشرفي المركز تنبهوا إلى موهبة (مشموم) وارتياحه إلى الكاميرا ورغبته في الابتكار، فساعدوه على تعلم تقنية التصوير، ثم انطلق وحده، وبات يترجم أفكاره إلى صور فنية، بعد إتقانه التقنية الأساسية». واعتبرته «مثالاً ممتازاً لإنتاجية أصحاب الإعاقة، وقدرتهم على منافسة الأشخاص العاديين، في حال تلقوا الدعم والتدريب، وأخذوا فرصتهم لإثبات ذواتهم».