إلغاء الولائم يوفر 200 ألف درهم للعريس.. ويشجع على الـــــزواج بمواطنات
قبائل الإمارات: وقف الوجــبات الرئيسة يخفض كلفة الأعراس
تجاوبت القبائل الاماراتية على نحو ملحوظ مع توجّه اجتماعي، قاده الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، لخفض كلفة حفلات الزواج، من خلال وقف الوجبات الرئيسة في مناسبات الزواج، والاكتفاء بالاستقبال وتقديم الضيافة الخفيفة، وذلك تخفيفاً من الأعباء المالية عن المقبلين على الزواج، فيما كشف منظمو حفلات أن إلغاء بند الغداء (ولائم الطعام) من العرس سيوفر على العريس من 50 - 200 ألف درهم، لافتين الى ان التجاوب مع المبادرة كان كبيراً بشكل ملحوظ.
وثمنت مؤسسة صندوق الزواج المبادرة، وأشارت إلى أن الأعراس الجماعية تسهم في خفض تكاليف الزواج بنسبة تصل إلى 86٪، إذ تعد من الحلول الإيجابية الراقية لتحفيز الشباب على الزواج من مواطنات.
المباهاة والتفاخر
ضرورة تغيير العادات السلبية حذّرت دراسة استطلاعية أعدها صندوق الزواج، خاصة بدراسة نسبة وعي الشباب المواطنين بضرورة تغيير العادات السلبية المتعلقة بتكاليف الزواج، إذ رأى 86.8٪ أن تكاليف الزواج الباهظة هي السبب الرئيس لتأخر سن الزواج لدى الإماراتيات. وأشار 86.1٪ ممن بحثتهم الدراسة الى أن الزواج الجماعي يسهم في خفض تكاليف الزواج، وأكد 85.6٪ أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى الزواج بأجنبيات، فيما رأى 73.3٪ من المبحوثين أن تكاليف الزواج الباهظة لا تتناسب مع ظروف الحياة المعاصرة، ولفت 72.6٪ منهم إلى أنه لا مانع من قبول شباب من ذوي الإمكانات المالية المحدودة. كما بينت أن نسبة وعي الشباب المواطنين من عينة الدراسة بخصوص المشكلات المترتبة على العادات السائدة التي تتمثل في مظاهر البذخ والمباهاة والمغالاة في المهور وتكاليف العرس بلغت أكثر من 73٪. |
تفصيلاً، لقيت مبادرة سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي انطلقت مع أفراح آل نهيان بزفاف الشيخ ذياب بن محمد بن زايد، والشيخ زايد بن سعيد بن زايد، وتواصلت الأسبوع الماضي في حفل زفاف سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، بإقامة عرس جماعي للعشرات من أبناء الامارات، وإلغاء مآدب الطعام والاكتفاء بتقديم «الفوالة»، تجاوباً واسعاً من قبائل الامارات، التي بادرت إلى نشر إعلانات في الصحف تؤيد هذا التوجه، وتعلن فيه التزام أبنائها بمضمون المبادرة.
وقال شيوخ قبائل إن مبادرة خفض تكاليف الزواج تحد من العادات السلبية القائمة على المباهاة والتفاخر. وأكد الشيخ مسلم بن حم العامري أن المبادرة جاءت في وقت مناسب للغاية، بعد أن وصل التباهي والمنافسة بين الشباب إلى مداه، مشيراً إلى فرحة القبائل بهذه المبادرة، التي ستزيد من أعداد المقبلين على الزواج، بعد أن رُفعت عن كاهلهم أعباء الأعراس التي تستنزف معظم مدخراتهم، وتضطر العديد منهم إلى الاقتراض.
وأضاف «كنا ننادي منذ فترة بحل لارتفاع تكاليف الزواج، ومبادرة شيوخنا جاءت حلاً أمثل وعملياً»، مشيراً إلى أن جميع الاسر الإماراتية ترحب بالمبادرة وتدعو لقيادتها، خصوصاً أن معظم ولائم الاعراس كان يهدر، ولا يستفيد منه أحد.
وتابع «إلغاء الولائم سيوفر على العريس من 300 ألف إلى مليون درهم، خصوصاً أنها تحولت بين الشباب والعائلات في القبائل إلى منافسة يتعين على كل شخص أن يتعدى من سبقه».
إلغاء الولائم
وأكد الشيخ حمد بن سعود القاسمي، أن القبيلة ايدت وباركت المبادرة، واعلنت ذلك في الصحف ووسائل الإعلام، مشيراً إلى أن جميع شباب القبيلة سيلتزمون بإلغاء الولائم والوجبات من الاعراس.
وقال: «مبادرة الزواج الجماعي وخفض تكاليف الاعراس ستزيد من أعداد المقبلين على الزواج، لانها مبادرة خير وفلاح، تؤكد مشاركة القيادة في القضاء على العادات السلبية في المجتمع».
الديون البنكية
وأكد شباب مقبلون على الزواج، واخرون حديثو الزواج، أن الإسراف في الأعراس والمظاهر المبالغ فيها للمناسبات، والخطوبة، وحفلات عقد القران، هي أبرز ما يواجههم من مشكلات، مشيرين إلى أن «المبادرة الطيبة الهادفة إلى خفض تكاليف الاعراس يجب استغلالها، لتكون البداية التي يتم من خلالها تثقيف الشباب في سن مبكرة، لتحويل طريقة تفكيرهم وحياتهم من الاستهلاكية إلى المنتجة والجادة، وتعزيز ثقافة الادخار، وتنميتها»، مطالبين في الوقت نفسه أن تتضمن المناهج التعليمية دروساً لتثقيف الفتيات بشروط الزواج الناجح، وضرورة الترشيد في النفقات، والطلبات.
وقال المواطن سعيد حامد، إن معظم الشباب المقبل على الزواج يقع تحت طائلة الديون البنكية بسبب البهرجة والاسراف في حفل الزفاف ومستلزماته، ما يؤدي إلى تعثر الشاب في بداية حياته بسبب تراكم الديون عليه وعدم قدرته على السداد، مشدداً على ضرورة أن يخطط الشاب لحياته الأسرية المستقبلية بشكل جيد، حتى يستطيع تحمل مسؤولية زوجته وأولاده، ويكون قادراً على تكاليف المعيشة، لأن الشاب الذي يبدأ حياته بالديون تنتهي حياته الأسرية بالفشل. وأوضح حامد أن اهم ما في المبادرة هي أن الشباب سيبدأون حياتهم من دون ديون أو التزامات بنكية تتعدى امكاناتهم المالية، ما سيساعد على استقرار الحياة الزوجية، ويجعل الاسرة متماسكة وقوية.
وأيده في ذلك المواطن طحنون عبدالله، مشيراً إلى ضرورة تحويل المبادرة إلى قرار رسمي يلزم الجميع، حتى لا تعود العادات السلبية الخاصة بالبهرجة والتفاخر في الاعراس مرة أخرى، لافتاً إلى «أنه لايزال يسدد قرضاً بنكياً اقترضه لإقامة عرس في احد الفنادق بسبب العادات وإصرار أهل الزوجة».
وذكرت المواطنة (أم عبدالرحمن)، أن العديد من الاسر مقتنع بعدم جدوى الاسراف في حفلات الزفاف، لكن العادات ونظرة المجتمع والاقارب هي التي تدفعهم إلى المجاراة في هذه العادة السلبية، لافتة إلى أن المبادرة ستمنع الحرج عن الجميع، وستزيد من حالات زواج المواطنين.
قدوة حسنة
في المقابل، أكد صاحب صالات خيام الخليج، راشد الكلباني، أن المبادرة ستوفر على كل شاب من 50 إلى 200 ألف درهم هي قيمة البوفيه الخاص بالغداء او العشاء، مشيراً الى أن نسبة الاستجابة منذ اطلاق المبادرة وصلت إلى 100٪، وان جميع الافراح الحالية لا تتضمن الوجبة الرئيسة.
وأكد الكلباني أن المبادرة ستساعد الشباب كثيراً، خصوصاً ان شيوخ الإمارات وقيادتها هم من اطلقها ونفذوها في أعراسهم أولاً وسنّوا القدوة الحسنة التي يقتدي بها الشباب.
وأوضحت مدير عام صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة الحوسني، أن الصندوق نظم خلال الربع الأول من العام الجاري، خمسة أعراس جماعية بلغ عدد المستفيدين منها نحو 298 عريساً، مشيرة إلى أن عدد الأعراس الجماعية التي تم تنظيمها خلال السنوات الثلاث الماضية، بلغ 25 عرساً جماعياً استفاد منها 1347 عريساً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news