المزروعي يواجه المتفجـرات باختراعــات محلية
ابتكر «مسؤول قسم إبطال القنابل الإرهابية» في إدارة أمن المتفجرات في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطورائ في شرطة دبي، الملازم أول مطر خليفة فاضل المزروعي، أجهزة ومعدات حديثة للحماية من المتفجرات، تشمل حامل مدافع لإتلاف المفرقعات،عبارة عن مركبة وروبوت مزود بخطاف للتعامل عن بعد مع الأجسام الخطرة، فضلاً عن تطوير طائرة استكشاف للمتفجرات مزودة بكاميرا فيديو وفوتوغراف ومجسات استشعار.
وحصل المزروعي على جائزة الموظف المبدع في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، بعد تقدمه بأربعة اختراعات توفر الحماية اللازمة من المتفجرات، بتكلفة أقل بنسبة 80٪ عن تصنيعها في الخارج، كما قدم أربعة ابتكارات أخرى في المجال نفسه، وبحثاً وبرنامجاً إدارياً.
أجهزة تحتاج إلى مبالغ طائلة
أفاد مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالإنابة، العميد عبدالله الغيثي، بأن ضباط وأفراد إدارة المتفجرات يدركون جيداً أن الأجهزة التي يستخدمونها في هذا المجال مكلفة للغاية، وتحتاج إلى مبالغ طائلة، لذا تنافسوا في ما بينهم في تصميم واختراع أدوات ومعدات لصيانة تلك الأجهزة، إضافة إلى مخترعات أخرى مهمة ومفيدة للغاية. وأشار إلى أن أحد الاختراعات المهمة التي قدمها الملازم أول مطر المزروعي مدفع مزوج يتحرك على روبوت يمكنه تفكيك قنبلة بطريقة فاعلة للغاية، إضافة إلى خطاف يمكنه الوصول إلى الأماكن الضيقة التي يصعب إدخال اليد فيها أو من الخطورة التفتيش فيها يدوياً، ويستطيع هذا الجهاز رصد المتفجرات أو الأجسام المشبوهة. وأوضح أن الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ لديها نادٍ للمبدعين الذين يقدمون اختراعات وابتكارات مهمة في مجالات مختلفة، وهناك اهتمام كبير بهذا النادي من جانب القيادة والإدارة.
|
وتفصيلاً، قال مدير إدارة أمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالإنابة، العميد عبدالله الغيثي، إن الأجهزة المستخدمة في مجال المتفجرات مكلفة للغاية، لذا حرص الضباط والخبراء في إدارة المتفجرات على ابتكار واختراع أجهزة موازية تحقق النتائج نفسها، لافتاً إلى أن «من أبرز الاختراعات المدفع المزدوج الذي صممه الملازم أول مطر المزروعي لتفكيك القنابل»، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً بالغاً من جانب القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، ونائبه اللواء خميس مطر المزينة، بالجانب الإبداعي للضباط والأفراد، إذ يشرفان ويتابعان بنفسيهما هذه المشروعات.
وذكر المزروعي لـ«الإمارات اليوم» أن «خطورة وحساسية المهام التي تضطلع بها الإدارة دفعتني إلى اختراع أجهزة متنوعة، شملت حامل مدافع لإتلاف المتفجرات، وهو مركبة مجهزة بتقنيات متطورة، ومعول يستخدم في استخراج القنابل بطريقة آمنة، وخطاف لنقل الأسلاك التي توصل بين أجهزة التحكم والقنبلة، وقفاز كاشف للمعادن والأسلحة».
وأضاف أنه أرسل تصاميم هذه الاختراعات إلى شركات متخصصة لبحث إمكانية تنفيذها، وردت عليه بأنها ستكلف مبالغ طائلة، فبدأ في تنفيذها من خلال الورش الموجودة في القيادة العامة لشرطة دبي، ولم تكلف سوى مئات الدراهم، بل إن تكلفة القفاز الكاشف للمعادن لم تزد على 50 درهماً.
دورات متقدمة
وأشار المزروعي إلى أنه التحق بقسم المتفجرات في الإدارة العامة للمنشآت والطوارئ في عام 2005، وحصل على دورات متقدمة في هذا المجال من بريطانيا وأستراليا، وبعدها انشغل بتطبيق ما تعلمه في اختراعات تفيد العاملين في مجال المتفجرات.
وأوضح أنه اخترع أولاً مركبة لحمل المعدلات وإتلاف المتفجرات ذات معايير عالمية، تستخدم في نقل الألعاب النارية غير المطابقة للمواصفات أو المنتهية الصلاحية إلى مناطق الإتلاف، مشيراً إلى أن هذه العملية تمثل خطورة، إذ يمكن أن تؤدي هذه الألعاب إلى حدوث انفجارات، بسبب الاحتكاك والحرارة البالغة.
ولفت إلى أن «المركبة مزودة بمبرد داخلي بمواصفات خاصة يحافظ على حرارة المتفجرات، ومصممة من الداخل بمادة الألومنيون، لأن الحديد ينقل الحرارة»، مشيراً إلى أنه عرض تصميمها على إحدى الشركات فطلبت 274 ألف درهم لتنفيذها، لكنه صممها من خلال ورش القيادة العامة لشرطة دبي، ولم تتكلف سوى 500 درهم.
وتابع أن هذه المركبة تستخدم كذلك في نقل الإشارات الضوئية للسفن والأدوات الحساسة كافة، لافتاً إلى أنها حققت إيرادات لخزانة القيادة العامة لشرطة دبي بلغت ثلاثة ملايين درهم.
اهتمام كبير
وأشار المزروعي إلى أن اختراعه حظي باهتمام كبير من قيادات شرطة دبي، وهو مدفع برأسين لتفكيك القنابل وإبطال مفعولها، يتحرك على حامل مرن يميناً ويساراً وأعلى وأسفل، وأثبت كفاءة كبيرة في التعامل مع القنابل من خلال مادة سائلة يطلقها بقوة على القنبلة، فيعمل على تفكيكها فوراً.
وتابع أنه اخترع كذلك معولاً يستخدم في استخراج القنابل من تحت الأرض بطريقة آمنة لا تعرض حياة الخبراء والأشخاص للخطر، فضلاً عن خطاف مثبت في روبوت حديث يتحرك بشكل سهل وبسيط، ويمكن نقل الأسلاك التي تصل أجهزة التحكم في القنابل إلى مكان مناسب تتوافر فيه عوامل الأمان.
ولفت إلى أن أحدث الاختراعات قفاز لكشف المعادن مماثل لجهاز الكشف الموجود في المطارات والمرافق الحيوية، ويتميز بأنه أكثر مرونة وأناقة، ولم يتكلف سوى 50 درهماً فقط في صنعه.
وأكد المزروعي أنه يحرص على مواكبة الجديد في العالم، ويتابع باهتمام ما يحدث في المناطق الملتهبة والصراعات، ويلاحظ أن الجماعات المسلحة تستهدف دائماً خبراء المتفجرات وتطور من وضعيات قنابلها الثابتة والمتحركة، لذا حرص على ابتكار أجهزة ومعدات توفر السلامة لأفراد المجتمع، وكذلك الخبراء الذين يعتبرون ثروة في بلادهم، لحساسية المهام التي يقومون بها.
وبين أن الاختراعات التي نفذها محلياً أسهمت في ترشيد نفقات بلغت قيمتها مليوناً و193 ألفاً و940 درهماً، مقارنة بعروض الأسعار التي حصل عليها من شركات أرسل إليها تصميماته، واضطر إلى تنفيذها بنفسه لتقليل النفقات، فضلاً عن أنها درت مبالغ كبيرة باستخدامها في أغراض مختلفة.
متابعة ميدانية
إلى ذلك قال مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالإنابة، العميد عبدالله الغيثي، إن هناك متابعة ميدانية مستمرة من جانب القيادة العامة لشرطة دبي للمشروعات التي يقدمها ضباط وأفراد الشرطة، ويتم التعامل معها بكل جدية وتنفيذ الاختراعات التي تؤدي إلى نتائج سريعة ومطلوبة، وتأجيل ما يمكن تنفيذه في مراحل لاحقة. وأضاف أن الإدارة تعقد اجتماعات عرض أفكار برئاسة اللواء محمد عيد المنصوري، تطرح خلالها الأفكار بكل حرية، ويتم الاستماع إليها باهتمام، ودراستها جيداً، ومتابعتها ميدانياً، وتشجيع أصحابها حتى يكونوا قدوة للجميع.
وأشار إلى أن هناك نوعاً من التنافس في المجال الإبداعي بين الضباط والأفراد، سواء في إدارة المتفجرات أو الطوارئ وحماية الشخصيات، وحصل ضباط عديدون على جوائز في برنامج الأداء الحكومي المتميز، فحصل أحد ضباط الإدارة أخيراً على المركز الأول في جائزة وزير الداخلية سمو الشيخ سيف بن زايد.
يشار إلى أن شرطة دبي حصلت على 14 جائزة من أصل 20 في جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، أي ما يفوق 70٪ من حجم الجوائز المرصودة، وتفوقت على الهدف المحدد في الحصول على رضا الموظفين، محققة نسبة 83٪، فيما كانت النسبة المحددة 74٪، كذلك تفوقت في الحصول على رضا المتعاملين بنسبة 90.2٪، فيما كانت النسبة المرصودة 86.7٪.