متحدثون في مؤتمر «مستقبل الثقافة العربية» يبحثون توجهات التيارات الدينية
دعوة إلى تعزيز وسطية الإسلام والوقوف في وجه الانغلاق والتشدد
أكد متحدثون في مؤتمر «مستقبل الثقافة العربية الإسلامية الوسطية»، الذي انطلق أمس في أبوظبي، وسطية الإسلام، داعين إلى تعزيز هذا النهج للوقوف في وجه الانغلاق والتشدد، بما يرسخ ثقافة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر.
وانطلقت أعمال المؤتمر بحضور نخبة من المفكرين، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، وباحثين من دولة الإمارات ومن بلدان عربية وأجنبية لمناقشة 14 ورقة بحثية في أربع جلسات على مدى يومين.
وقال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي، إن المنطقة العربية شهدت في السنوات الأخيرة تحولات سياسية فارقة، أبرزها تصدر تيارات وجماعات دينية التيارات السياسية في دول عدة. وأضاف في افتتاح المؤتمر، أن الدين الإسلامي زُجَّ في أتون صراعات ستؤثر في استقرار المجتمعات العربية.
ووصف السويدي الأزهر الشريف بأنه أكبر مؤسسة دينية في العالمين العربي والإسلامي، وقال إن الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يواجه حملات شعواء تتستر برداء الدين وتلتحف بمصالح الدنيا، مستهدفة بالأساس وسطيته، التي لاتزال تقف حجر عثرة في طريق الانغلاق والتشدد. داعياً إلى بناء نموذج لإسلام وسطي قائم على التعايش السلمي وقبول الآخر، ونبذ التعصب والرغبة في التسلط والهيمنة، سواء على السلطة أو على بقية شركاء الوطن.
وأكد وزير الأوقاف المصري الأسبق محمد الأحمدي أبوالنور، في الكلمة الرئيسة للمؤتمر التي ألقاها نيابة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، الدور الإنساني والإسلامي الثقافي الوسطي الذي تمثله دولة الإمارات، بما يرسخ ثقافة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر قال رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور حمدان مسلم المزروعي، إنه على الرغم من تنوع الجاليات في دولة الإمارات فإن الجميع ينعم بالأمن والأمان، بفضل مبادئ العدل والمساواة واحترام الآخر التي تنتهجها مؤسسات الدولة بعدم التمييز بين هذه الجاليات، ما يجعل دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في العالم أجمع في انتهاج الثقافة الإسلامية الوسطية.
وقدّم الباحث والمفكِّر المصري الدكتور عمار علي حسن ورقة بحثية عن التيار السلفي، أكد فيها أن السلفية ليست تنظيماً محكماً من الممكن تطويقه، إنما أفكار طارت بلا أجنحة عبر التاريخ، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها. وأضاف «يحاول كثير من الأنظمة اجتذاب ما يسمى (السلفية المستأنسة) في مواجهة تيارات ناصبت هذه الأنظمة العداء، ونازعتها على الحكم، مشيراً إلى أن السلفية تعود إلى المعركة الفكرية التي دارت في القرن الثالث الهجري بين المعتزلة والأشاعرة الذين قدّروا العقل على اختلاف في الدرجة، وأهل الحديث الذين قالوا إن العقل لا يحل محل النص، واتهموا خصومهم بأنهم خرجوا من الإبداع إلى الابتداع. وتبدأ سلسلة الفكر السلفي مع ابن حنبل، وأبي جعفر الطحاوي، وصولاً إلى ابن تيمية الذي قاوم ما سماه خيانة ملوك الطوائف، وانتهاءً إلى محمد بن عبدالوهاب في القرن الـ18». وبيّن أن السلفية تحمل مشروعاً سياسياً مستتراً ومشروعاً جهادياً، حتى لو ادَّعت غير ذلك كما تفعل، وهي تنتظر نضج الظروف لإبراز مشروعها في لحظة معينة.
وتحدث المدرس في جامعة المدينة العالمية، الباحث في وزارة الأوقاف المصرية، الدكتور خالد عبداللطيف عن التصوف، وقال إن التعريفات التي عرّفت التصوف اهتمت بصفاء الظاهر والباطن، ورد مبيناً أن التصوف كعلم وعمل مورس في العهد النبوي.
وذكر المفكر والأستاذ الجامعي في كلية الآداب في جامعة القاهرة، الدكتور حسن حنفي، الذي تناول التيارين العلماني والإسلامي الوسطي، أن العلماني يتصور الإسلام مجموعة من العقائد تغلب عليها الغيبيات، ومجموعة من الشعائر والعبادات تغلب عليها الأشكال والرموز، ومجموعة من الأحكام يغلب عليها المحرمات لا المباحات. والإسلامي يتصور العلماني غربي الاتجاه ينكر العقائد والشرائع. والذي يفكر في هذين التصورين يجد أنهما خاطئان.
وأضاف أن العلمانية تقول إنها أيديولوجيا تقوم على العقل. أليس العقل مقصداً من مقاصد الشريعة؟ أليس حفظ العرض هو ما يسمونه حقوق الإنسان؟ وقال «لو حللنا الألفاظ المعتدلة في كل تيار لوجدنا أنه لا فرق بين العلمانية بهذا المعنى والإسلام بهذا المعنى، فأين المصلحة في قرع الاتجاهين بعضهما ببعض؟ لا مجال لصواب مطلق لفكرة وخطأ الأفكار الأخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news