فرق لملاحقة المتسولين في رمضان بأبـوظبي
أعلنت شرطة أبوظبي أنها تعتزم تشكيل فرق خاصة لملاحقة وضبط المتسولين خلال شهر رمضان المقبل، إذ أكدت أنهم يشكلون مصدراً لإزعاج المواطنين والمقيمين، محذرة من عمليات التحايل والنصب التي يرتكبها المتسولون خلال الشهر الفضيل، للحصول على أموال المتعاطفين معهم.
وأكد مدير مديرية شرطة العاصمة، العميد مكتوم الشريفي، أن «المديرية تتصدى باستمرار للمتسولين وملاحقتهم للقضاء على هذه السلوكيات غير المحببة لجمع الأموال دون عناء وتعب، باستغلال طيبة المواطنين والمقيمين، وكسب ودهم من قبل فئة المتسولين»، وفق تعبيره.
«معاً نكافح التسول» أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي في رمضان الماضي مبادرة توعية إعلامية ومجتمعية، تحت شعار «معاً نكافح التسول»، للتحذير من مخاطر التعامل مع المتسولين الذين ينتشرون مع دخول شهر رمضان الفضيل، إذ حذرت من مخاطر التعامل مع المتسولين، والتعاطف معهم، لاسيما أن التسول يعد في كثير من الأحيان مقدمة لارتكاب جرائم أخرى مثل السرقات، علاوة على الإصابة بالأمراض ونقل العدوى إلى الأصحاء، والذين يمثلون أقرب الناس إلينا، وهم أفراد الأسرة أو أفراد المجتمع عموماً. وينحدر المتسولون والمتسولات في معظم الأحوال من دول آسيوية، ويستخدمون أساليب مختلفة لاستعطاف الجمهور، إذ حرق أحد المتسولين يده، وادعى آخر إجراء عملية جراحية ليكسب عطف الناس، بينما يقوم بعضهم بالتسول من أجل بناء مسجد في مكان ما، أما البعض الآخر فيمارس التسول كنوع من الإدمان. |
وأبلغ الشريفي «الإمارات اليوم» بأن «شرطة العاصمة بصدد تشكيل فرق عمل، خلال شهر رمضان المبارك المقبل، وزيادة حملات التفتيش في جميع مناطق مدينة أبوظبي، وذلك استكمالاً لمجهودات شرطة أبوظبي في مكافحة الظاهرة»، داعيا المواطنين والمقيمين إلى «القيام بمسؤولياتهم الاجتماعية في مكافحة التسول، الذي يشكل مصدراً للإزعاج، ويفتح مجالات لصور التحايل والنصب، بهدف الحصول على المال من الناس المتعاطفين مع المتسولين».
وحثهم على عدم التردد في الإبلاغ عن المتسولين عبر الاتصال بخدمة «أمان» (8002626 )، أو إرسال رسائل نصية على 2626، أو الاتصال على غرفة العمليات (999) أو أي مركز شرطة، وذلك للإسهام في جهود التصدي للتسول، على نحو لا يتيح أية فرصة لهذه الفئة لجمع الأموال من خلال جذب عطف الناس.
واعتبر الشريفي جهود المواطنين والمقيمين في مكافحة التسول جزءاً من منظومة الجهود التي تقوم بها المؤسسة الشرطية في هذا الجانب، مشددا على أن «تكاتف الجهود والتعاون بين الشرطة والمجتمع يشكلان غاية الأهمية لدى شرطة أبوظبي في مكافحة التسول، وأية ظاهرة أخرى، ويسهمان في السيطرة والقضاء عليها لتخليص المجتمع منها».
ولفت إلى أن الحملات الأمنية والتوعوية والمجتمعية، التي تقوم بها شرطة أبوظبي أسهمت في انخفاض أعداد المتسولين خلال الأعوام الماضية بصورة كبيرة.
سخاء وتعاطف
وأرجعت شرطة أبوظبي في وقت سابق أسباب ظاهرة التسول، خصوصاً في شهر رمضان إلى جملة من الأسباب من بينها الاعتقاد الخاطئ لدى معظم المتسولين «وهو ما كشفته محاضر التحقيق مع المضبوطين، بأن الرقابة الأمنية والحكومية تقل أو تنعدم خلال رمضان، نظراً لمشاعر الرحمة والإيمان، فضلاً عن السخاء والتعاطف اللذين يتركهما الشهر الفضيل في نفوس الصائمين، ما يدفعهم إلى التجاوب مع المتسولين وتقديم المساعدة لهم، إلى جانب إحجام أفراد المجتمع عن الإبلاغ عنهم أو تعريضهم للأذى.
يشار إلى أن وزارة الداخلية عادة ما تشدد إجراءاتها في منح تأشيرات الدخول بحق رعايا بعض الدول الذين يشتبه في قدومهم إلى الدولة خلال تلك الفترة من السنة لممارسة أعمال التسول، إذ تفرض إجراءات تدقيق وفحص تأشيرات تخص فئة من الأفراد اعتادت القدوم إلى الدولة في المناسبات الدينية، خصوصاً شهر رمضان المبارك، بهدف التسول وجمع الأموال من المحسنين والمتبرعين من أفراد المجتمع من دون وجه حق، كما أن إجراءات الدولة تمنع الأفراد المضبوطين في ممارسة أعمال التسول في فترات سابقة من الدخول إلى الدولة مرة أخرى.
وانخفضت نسبة المتسولين في مدينة العين 65٪، خلال شهر رمضان الماضي مقارنة بعام 2011، إذ بلغ عدد المتسولين الذين ضبطوا في رمضان الماضي 10 متسولين، كلهم من الذكور من جنسيات مختلفة، فيما تم ضبط 16 متسولاً في عام 2011.
ظاهرة تهدد أمن المجتمع
كشفت ضبطيات وزارة الداخلية أن التسول في الدولة ظاهرة موسمية، تظهر بصورة رئيسة في المناسبات الدينية والأعياد كل عام، وتهدد أمن المجتمع، إذ يستغل المتسولون الأجواء الإيمانية التي يتميز بها شهر رمضان لاستدرار عطف أفراد المجتمع، بهدف الحصول على أموالهم من دون وجه حق.
وأضافت أن المتسولين يمارسون أساليب مختلفة ومبتكرة لحث أهل الخير على التبرع لهم، إذ يروجون قصصاً غير واقعية للتحايل على الأفراد، منها ادعاء المرض كذباً، وحاجتهم إلى الدواء والعلاج أو الطعام أو المشاركة في بناء مسجد أو مدرسة أو كفالة يتيم، ويظهر بعضهم أوراقاً وشهادات طبية مزورة للتحايل على المحسنين، فضلاً عن أن البعض يمارس أعمال التسول عن طريق بيع منتجات مغشوشة ومقلدة.
وضبطت الأجهزة الأمنية خلال السنوات السابقة، متسولين كانوا يقيمون في فنادق وشقق فاخرة، وآخرين يستأجرون سيارات فارهة من أموال المحسنين، والبعض يحوز قطعاً كثيرة من الذهب، كما ضبط متسولون بحوزتهم أموال طائلة، ومنهم متسول كان يحوز أكثر من 100 ألف درهم حصيلة أعمال تسول جمعها في شهر واحد، كما ضبط متسولون قادمون للدولة بتأشيرة مستثمر.
وبينت نتائج الضبطيات أيضا أن المتسولين أصبحوا أكثر تنظيماً من السابق، إذ يوزعون أنفسهم على المناطق الجغرافية المختلفة التي تكثر فيها المساجد وأماكن التسوق، ويلتزم كل منهم بأماكن التسول الخاصة به، فضلاً عن حرصهم على تطوير طرق مبتكرة وخادعة لاستدرار عطف أهل الخير في المجتمع.